كابول: نفت قيادة طالبان اليوم الاثنين تقريرا ذكر أنها تتفاوض مع الحكومة الافغانية لانهاء الحرب وجددت الحركة تعهدها بمواصلة القتال حتى طرد القوات الاجنبية من البلاد. وكانت صحيفة الاوبزرفر البريطانية قد قالت يوم الاحد ان quot;المحادثات غير المسبوقةquot; شارك فيها قيادي بارز سابق في طالبان ينتقل بين كابول وقواعد القيادة العليا لطالبان في باكستان والسعودية وبعض العواصم الاوروبية.

ورفض وزير الخارجية الافغاني رانجين دادفار سبانتا يوم الاحد تأكيد التقرير الذي ذكر أن المحادثات توسطت فيها السعودية ودعمتها بريطانيا. وذكرت قيادة طالبان أن التقرير يأتي ضمن خطة تهدف الى اثارة القلق وعدم الثقة بين طالبان وأنصارها في الخارج. وأضافت أن طالبان التي يدعمها تنظيم القاعدة لن تلجأ الى محادثات سرية ولن تتفاوض الا لنصرة الاسلام وأفغانستان. وقال البيان الذي أرسل لرويترز يوم الاثنين quot;سيستمر كفاحنا حتى انسحاب القوات الاجنبية وقيام حكومة اسلامية مستقلة.quot;

وعلى الرغم من نفي البيان اجراء محادثات ورغم أسلوبه المتشدد فقد بدا أنه يواصل تخفيف الاسلوب الذي بدأته طالبان مع الحكومة الافغانية هذا العام وتمثل في عدم دعوتها للاطاحة بادارة الرئيس حامد كرزاي. ويقود كرزاي أفغانستان منذ اطاحة قوات بقيادة الولايات المتحدة بحكومة طالبان الاسلامية بعد رفضها تسليم قادة تنظيم القاعدة الذين كانوا وراء هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

وبعد الاطاحة بها من السلطة انسحبت طالبان الى مخابئ على طول الحدود الافغانية الباكستانية لكنها أعادت تنظيم صفوفها وشنت حركة مسلحة عنيفة في عام 2005 استفادت من مشاعر الاحباط بسبب وجود قوات أجنبية وبطء خطى التغيير الاقتصادي. وكان هذا العام الاكثر دموية حتى الان حيث قتل 2500 شخص في الاشهر الستة الاولى فقط ألف منهم من المدنيين. وعلى الرغم من وجود نحو 71 ألف جندي من القوات الاجنبية وأكثر من 130 ألفا من قوات الامن الافغانية توسعت طالبان في نطاق تمردها. ويؤكد دبلوماسيون غربيون أن الحرب في أفغانستان لا يمكن الانتصار فيها عسكريا.

لكن المحادثات مع طالبان أثبتت أنها تنطوي على مشاكل. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مستشار للحكومة الافغانية على علم بالمفاوضات قوله quot;دائما ما يغيرون طلباتهم. فهم يطلبون شيئا في يوم ثم يطلبون شيئا اخر في اليوم الذي يليه.quot; وقالت الصحيفة ان أحد أهداف المبادرة هو دق اسفين بين تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وطالبان.