طلال سلامة من روما: ان المهاجرين غير الشرعيين ليسوا موجودين نظرياً.. لكننا نجدهم في الحقيقة. هذا ما تتمسك به رابطة الشمال اليوم في معاركها الأيديولوجية في مجلس إقليم quot;فريولي فينيتسيا جولياquot; شمال شرق البلاد. وتشير نقابات العمال في هذا الإقليم الى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين هناك يقارب 20 ألف مهاجراً، 11 ألف منهم يعمل في قطاع الخدمات المنزلية، ومنها رعاية المسنين، في حين ثمة الكثيرين منهم يتنقلون بين الحدود، كما الحدود الإيطالية النمساوية، للعمل. وثمة جسر موحد يجمع هؤلاء المهاجرين هو الرغبة في الحصول على رخص إقامة شرعية تضمن لهم حقوقاً اجتماعية غير موجودة في وطنهم الأم.

منذ عدة شهور، تشن رابطة الشمال حملة تستهدف قطع الخدمات عن هؤلاء المهاجرين، ومنها تلك الصحية. عادة، يتم معاملة الأجانب ذوي رخصة الإقامة الشرعية كأي مواطن إيطالي لدى توجههم الى أي مركز أم مستشفى لتلقي العلاج الضروري. لذلك، فان اقتراح رابطة الشمال الذي يهم بالوصول الى مجلس رئاسة الوزراء غير عادل بنظر الأطباء وفرق الإسعاف الأولي. إذ يقتضي هذا الاقتراح بإبلاغ السلطات الأمنية المختصة عن كل مهاجر غير شرعي يدخل غرف الطوارئ مما يحول الطبيب الى مخبر. علاوة على ذلك، فان هذا الاقتراح سيختلق قطاع رعاية صحية موازية، يهتم بشؤون هؤلاء المهاجرين السريين. وهنا، يكمن خطر تفشي الأمراض.

ويعتبر إقليم quot;فريولي فينيتسيا جولياquot; الأول الذي يريد تبني هذا الاقتراح من دون استشارة أحد. لكن ثورة الأطباء عليه ستكون ثقيلة المعيار لا سيما لأن رئيس المجلس الإقليمي quot;إدوارد بالامانquot; منتمي الى رابطة الشمال ولحقته الشهرة هنا كونه ساعد في توزيع فلم quot;ثيو فان غوغquot; المسيء بصورة الإسلام ونبيه ص. الى جانب الحملة التي يقودها الحزب الديموقراطي اليساري للإطاحة به من منصبه، يصطف حزب اتحاد المسيحيين الديموقراطيين مع اليسار لأن المهام المؤسساتية ليس لها لوناً سياسياً. ويبدو أن عدم وجود المهاجرين غير الشرعيين نظرياً يخول رابطة الشمال زرع براثنها في لحومهم.