طلال سلامة من روما: لن يدوم تقهقر الحزب الديموقراطي اليساري بجزيرة quot;سردينياquot; الإيطالية، المجاورة لجزيرة quot;كورسيكاquot; الفرنسيةquot; كثيراً. إذ يؤكد quot;ريناتو سوروquot;، حاكم إقليم quot;سردينياquot; المستقيل، في ظهور له ذو المحتوى الذكي الخبيث، أن فوز حزب فلتروني في إدارة إقليم سردينيا يعني رفس برلسكوني، الذي يتخذ من هذه الجزيرة مقراً لعطلته الصيفية ولقاءاته مع العديد من الشخصيات الدولية ثقيلة المعيار، وسياسته الى الوراء تماماً كما فعل البروفيسور رومانو برودي عندما سحق برلسكوني سياسياً مرتين في الماضي، كان آخرها عام 2006. الى جانب إعادة ترشيحه حاكماً لهذا الإقليم، يدعي ريناتو سورو، صاحب شركة خدمات إنترنتية طليعية هنا تدعى quot;تيسكاليquot;، أنه الشخصية السياسية المناسبة لاعادة الثقة الى تيار الوسط اليساري برمته. لا بل يذهب السيد quot;سوروquot; الى أبعد من ذلك ليعلن عن إمكان ترشيح نفسه خصماً سياسياً لبرلسكوني في الانتخابات الرئاسية القادمة، لتعيين رئيس وزراء جديد، في عام 2013 وربما قبل هذا الموعد ان استطاعت حكومة برلسكوني الصمود أمام أمواج مالية وأمنية واجتماعية عاتية.

ويبدو أن رائحة الحقيقة استطاع المحللون شمها من خلال هذا التحدي السياسي، الإقليمي والسياسي، الذي يصفع وجه برلسكوني بحدة. فمنذ بضعة أسابيع، تتسرب الأخبار حول إمكان تولي quot;ريناتو سوروquot; إدارة دفة سفينة المعارضة. لذلك، لا يستبعد أحداً احتمال ظهوره على شاشات التلفزيون الوطنية للإعلان عن عملية انقلاب سلمية، تطيح بزعيم المعارضة الحالي فالتر فلتروني الذي تعتبر حالته ميؤوس منها.

وينتمي ريناتو سورو بدوره الى الحزب الديموقراطي اليساري لكنه استقال من منصبه، كحاكم لإقليم سردينيا بعد صراع سياسي داخل حزبه. ومع أن quot;أوغو كابيلاتشيquot; المرشح اليميني المختار من قبل برلسكوني لخوض الانتخابات الإقليمية في هذه الجزيرة إلا أن التحدي المباشر بين سورو وبرلسكوني يبدو واضحاً وكأنه عملية تصفية حسابات شخصية. فكلاهما من الشخصيات السياسية الصناعية الغنية جداً. للمرة الأولى، ستقوم quot;ساندرا موسولينيquot;، حفيدة الدوتشي الفاشستي بينيتو موسوليني، التي انتقلت حديثاً الى ائتلاف برلسكوني أي حزب الحرية بحملة لاقناع سكان الجزيرة بمدى اهتمام حكومة روما الحالية اليمينية بمشاكلهم المعيشية.