التصعيد العنيف يتواصل بعد إخفاق قرار مجلس الأمن
أولمرت: الهجوم الإسرائيلي quot;يقترب من أهدافهquot; وسيتواصل


أرباب العمل في إسرائيل يشنون حربًا على حكومة أولمرت

مشعل: نرفض تهدئة جديدة وقوات دولية في غزة

القدس-غزة: قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت اليوم الاحد أن الهجوم الاسرائيلي في قطاع غزة quot; يقترب من أهدافه quot; لكنه سيتواصل. وقال أولمرت عند بدء اجتماع مجلس الوزراء quot; ان إسرائيل تقترب من أهدافها لكن مزيدا من الصبر والحزم أمر ضروري لبلوغ ذلك من اجل تغيير الوضع في المجال الامني في الجنوب ومن اجل ان يعيش مواطنونا بامان لفترة طويلة quot;. هذا واندلعت اشتباكات عنيفة صباح الأحد، ولليوم السادس عشر على التوالي، بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في شمال وشرق مدينة غزة، وفق شهود عيان ومصادر طبية واقتربت الاشتباكات من مشارف المدينة.

من جانبه أعلن ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ان انتهاء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بات قريبا. وقال فيلناي للاذاعة العامة quot; ان قرار مجلس الامن ( الداعي الى وقف اطلاق النار ) لا يعطينا كثيرا من هامش المناورة. وبالتالي اعتقد اننا قريبون من وقف التحركات البرية وكافة العمليات بشكل عام quot;. وكانت اسرائيل قررت مواصلة هجومها على قطاع غزة متجاهلة قرار مجلس الامن الدولي الخميس الذي يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار. كما اعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، انها غير معنية بهذا القرار.

من جهة ذكر تلفزيون quot;أخبار المستقبلquot; أن وفد حركة quot;حماسquot; في القاهرة رفض بعد لقائه برئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ومسؤوليين أتراك وجود مراقبين فرنسيين على الحدود بين مصر وقطاع غزة في حين قبل بوجود مراقبين أتراك.

هذا وأدى القصف الإسرائيلي لشمال المدينة الرازحة تحت وابل من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة منذ السابعة والعشرين من الشهر الفائت، إلى مقتل اثنين من أهالي غزة وفق مصادر طبية في مستشفى الشفاء. في الغضون، يعالج قرابة 49 فلسطينياً من حروق بالغة جراء قذيفة إسرائيلية استهدفت مدينة خان يونس جنوب القطاع مسببة اندلاع حرائق في عدد من المباني بما فيها مدرسة تديرها الأمم المتحدة، وفق ما قاله مسعفون في مستشفى المدينة للشبكة. وأكدت مصادر في مستشفى خان يونس أن طفلة توفيت متأثرة بالحروق التي أصيبت بها.

ومن جهة متصلة ارتفع عدد ضحايا العمليات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، حتى السبت، إلى 854 قتيلاً، وقرابة 3600 جريحاً، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفا.quot; وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور معاوية حسنين إنه تم العثور على عدد من القتلى الفلسطينيين تحت الأنقاض في أماكن لم يكن من الممكن الوصول إليها، مشيراً إلى أنه من بين القتلى 275 طفلاً، و98 امرأة، و92 من كبار السن، و4 صحفيين، و12 من رجال الإسعاف والطواقم الطبية، مضيفاً أن من بين الجرحى 410 بحالة خطرة جداً.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية دمرت، منذ بدء العمليات العسكرية، 14 سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. التصعيد العنيف يتواصل بعدما أخفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم quot;1860quot; الصادر صباح الجمعة والداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار، في لجم العمليات العسكرية الإسرئيلية ضد القطاع ووقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه إسرائيل. بموازاة ذلك قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي quot;حماسquot; أطلقوا 20 صاروخاً من طراز quot;غرادquot; باتجاه إسرائيل السبت، ما أدى إلى جرح أربعة إسرائيليين.

وفي وقت سابق حلق الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء المصرية خلال غاراته الهادفة إلى تدمير الأنفاق في جنوب غزة،، تزعم الدولة العبرية أن حماس تستخدمها لتهريب السلاح من مصر. من جهته أعلن ناطق باسم مكتب رئيس الحكومة المصرية، أحمد نظيف، أن القاهرة لم تمنح الطائرات الإسرائيلية حق استخدام أجوائها، في حين نفى مارك ريغيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، أن تكون طائرات تابعة لجيش بلاده قد خرقت الأجواء المصرية.

وقد صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية الجنرال الاحتياط عاموس جلعاد الاحد ان قوة دولية لن تكون قادرة على منع تهريب الاسلحة من مصر الى قطاع غزة. وقال جلعاد للاذاعة الاسرائيلية العامة، متسائلا quot;كيف يمكن لدنماركيين او سويديين منع تهريب الاسلحة؟quot;. واضاف المسؤول نفسه الذي قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه سيتوجه الى القاهرة مطلع الاسبوع المقبل quot;لا احد يطلب نشر قوة دولية من هذا النوعquot;، مشيرا الى ان مصر تعتبر نشر قوة كهذه quot;على جانبها من الحدود مساسا بسيادتهاquot;.

الا ان جلعاد رأى في المقابل انه من الممكن اقناع مصر quot;التي تملك قوات مسلحة وامنية فاعلةquot; بوقف تهريب الاسلحة quot;شرط وقف السجالات العلنيةquot; مع القاهرة. وقالت الاذاعة العامة ان عاموس جلعاد المستشار السياسي لوزير الدفاع ايهود باراك سيستأنف الاثنين محادثات مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. واضافت ان هذه المحادثات ستتركز على مسألة تهريب الاسلحة عن طريق الانفاق. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا السبت الى نشر قوة دولية في قطاع غزة لحماية المدنيين. لكن مدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل رفض هذه الفكرة. من جهتها، اقترحت مصر تدعمها فرنسا، الثلاثاء الماضي مبادرة للتوصل الى مخرج تفاوضي للحرب يمر عبر وقف لاطلاق النار يسمح بوضع اتفاق حول انهاء الحصار الاسرائيلي ووقف تهريب الاسلحة.

HRW: على إسرائيل وقف استخدام الفوسفور الأبيض بغزة

دبي: طالبت منظمة quot;هيومان رايتس ووتشquot; إسرائيل السبت، بوقف استخدام الفوسفور الأبيض في العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة. وكان باحثون من المنظمة في إسرائيل قد لاحظوا يومي 9 و10 من الشهر الجاري أن المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف متعددة في الجو تحتوي على الفوسفور الأبيض في سماء مدينة غزة وجباليا. وذكرت المنظمة الحقوقية الأميركية في بيانها أن إسرائيل تستخدم - فيما يبدو- الفوسفور الأبيض quot;للتغطيةquot; على عمليتها العسكرية، وهو استخدام مباح في الأصل من قبل القانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب).

إلا أن الفوسوفر الأبيض له آثار كبيرة وعرضية وحارقة، ويمكن أن تطال الأشخاص والمباني والحقول وغيرها من الأهداف المدنية. واحتمالية أن تؤدي هذه المادة الحارقة لإيذاء المدنيين كبيرة، بسبب الكثافة السكانية في القطاع، التي تعد من أعلى النسب في العالم. وقال مارك غارلاسكو، المحلل العسكري الرفيع لدى المنظمة، إن quot;الفوسفور الأبيض يمكن أن يحرق البيوت، ويسبب حروقاً مروِّعة حينما يلامس جلد الإنسان.quot;

وتعتقد المنظمة أن استخدام الفوسوفر الأبيض في مناطق مأهولة بالسكان في غزة ينتهك متطلبات القانون الدولي الإنساني، الذي يطالب بالأخذ باحتياطات كافية لتجنيب المدنيين الإصابات وفقدان الأرواح. ويتبدى القلق بالنظر إلى الأسلوب الذي تتبعه إسرائيل في استخدام هذه المادة، وهو ما تثبته الصور المنشورة في وسائل الإعلام، والتي تظهر استخدام قذائف جوية تحتوي هذه المادة الكيماوية.

وجاء في التقرير أن هذه القذائف تنشر 116 رقاقة محرقة فوق منطقة يبلغ قطرها ما بين 125 إلى 250 متراً، استناداً إلى ارتفاع القذيفة، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض المزيد من المدنيين والمباني المدنية للضرر المحتمل الناتج عنها، مقارنة بالقذيفة التي تطلق على جهة محددة على الأرض. ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 3 يناير/كانون الثاني، أشارت تقارير إعلامية عديدة إلى احتمال استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض، في حين أن الجيش نفى للمنظمة وللمراسلين الإخباريين إستخدمه لهذه المادة في غزة. وفي 7 من يناير/كانون الثاني، قال الناطق باسم الجيش quot;يمكنني أن أؤكد لكم أن الفوسفور الأبيض لا يستخدم أبداً.quot;

ويشار إلى أن البروتوكول الثالث المُلحق بالمعاهدة الدولية حول حظر بعض الأسلحة التقليدية لعام 1983، تحظر استخدام الفوسفور الأبيض ضد الأهداف العسكرية التي تقع ضمن تجمعات مدنية، إلا إذا كانت معزولة بوضوح عما يحيط بها من سكان مدنيين، ومع استخدام الاحتياطات الكافية لحمايتهم عند استخدامه. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن القوات الأميركية استخدمت هذه المادة في معركة الفلوجة بالعراق في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004. وحينها اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن قواتها استخدمت تلك المادة الحارقة، quot;كعتاد حارقquot; ضد قوات المتمردين في الفلوجة.

إسرائيل تنتقد رايس لعدم استخدامها 'الفيتو' لمنع صدور الـ 1860 وجدل داخلي بشأن مسؤولية ليفني

إلى ذلك وجه مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات شديدة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بسبب عدم استخدامها حق النقض quot;الفيتوquot; خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير وعدم إحباط صدور القرار 1860 الذي طالب بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. من جهة أخرى، عبر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي عن غضبهم من أداء وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي واعتبروا أن أداءها كان ضعيفا ولم تنجح في إحباط صدور قرار مجلس الأمن واتهموا وزيرة الخارجية تسيبي ليفني بالإخفاق.

وقالت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; اليوم الأحد إن إسرائيل تتهم رايس بأنها عملت من وراء ظهرها وكانت quot;المحركquot; لصياغة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 وذلك خلافا لوعود منحتها لتل أبيب. وبحسب الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت هاتف الرئيس الأميركي جورج بوش عند الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم الجمعة وطالب بأن تستخدم الولايات المتحدة quot;الفيتوquot; ضد القرار هو الذي دفع بوش إلى إرغام رايس على الامتناع عن التصويت على القرار رغم أنها أرادت تأييده.

وأضافت الصحيفة أنه خلال ليلة الخميس ndash; الجمعة الماضية، التي تم خلالها صدور القرار، تحدثت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مع رايس سبع مرات، كانت جميعها محادثات صعبة وquot;بصوت مرتفعquot;. كذلك أجرت ليفني quot;محادثة صعبةquot; مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبند، حيث تعتبر إسرائيل انه مارس ضغوطا على الفرنسيين من اجل التصويت على القرار ليلة الخميس-الجمعة وعدم تأجيل التصويت لمدة 24 ساعة مثلما تعهد الأميركيون والفرنسيون أمام إسرائيل. من جهة أخرى، قالت quot;يديعوت أحرونوتquot; إن المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي غاضبون من وزارة الخارجية لأنها لم تحذر من احتمال صدور قرار كالذي صدر عن مجلس الأمن.