الياس توما من براغ : قررت الحكومة التشيكية فتح الطريق نحو إجراء الانتخابات الرئاسية عبر الاقتراع المباشر من قبل المواطنين، بدلا من الطريقة الحالية التي يتم بها انتخاب الرئيس من قبل مجلسي النواب والشيوخ.

وبالنظر لكون الأمر سيحتاج إلى التصويت بالأغلبية الدستورية على إجراء هذا التغيير، فقد اختارت الحكومة الطريقة التدريجية للوصول إلى ذلك عبر التقدم بمشروع قانون إلى البرلمان ينص على موافقة مجلسي النواب والشيوخ على إجراء هذا التغيير وتوضيح الجهة التي سترشح من يريد الوصول إلى قصر الرئاسة، أما في حال الموافقة على هذا القانون فستعمد الحكومة إلى التقدم بمشروع قانون ثاني يتضمن قواعد التصويت.

وحسب الاقتراح الحكومي، فان كل من بلغ 18 عاما من العمر و يقوم بجمع تواقيع 20 ألف شخص على وثيقة يمكن له أن يرشح أحدا لمنصب الرئاسة، أما النواب فيمكن لعشرين من مجلس النواب و10 من مجلس الشيوخ ترشيح من يرونه مناسبا لمنصب الرئاسة.

ولم يتم الاتفاق بعد على قواعد انتخاب الرئيس، غير أن أمام الحكومة حسب المختصين القانونيين ثلاث خيارات في هذا المجال: الأول يتحدث عن إجراء انتخابات من جولة واحدة يفوز بها من يحصل على العدد الأكبر من الأصوات، والثاني يتحدث عن إجراء انتخابات من جولتين يتقدم إلى الجولة الثانية أقوى مرشحين من الجولة الأولى، ويفوز بالانتخابات من يحصل في هذه الجولة على العدد الأكبر من الأصوات... أما الخيار الثالث، فيتحدث عن إجراء انتخابات من جولتين ويتقدم إلى الجولة الثانية والحاسمة كل المرشحين الذين يحصلون على أكثر من 12,5 بالمئة من الأصوات، ويفوز بالانتخابات المرشح الذي يحصل في الجولة الثانية على العدد الأكبر من الأصوات.

ويرى مختصون أن الهدف من هذا التقسيم الذي اختارته الحكومة، أي عبر قانونين وليس قانون واحد، هو أنها تريد التأكد من أن النواب يريدون بالفعل خيار الانتخابات الرئاسية المباشرة .

ويحظى انتخاب الرئيس بالاقتراع المباشر بدعم أغلبية المواطنين التشيك، غير أن الوفاق لا يسود حتى الآن بين الأحزاب السياسية بشان نوعية الصلاحيات التي ستسند للرئيس ولذلك يتوقع أن تستغرق النقاشات فترة طويلة قبل الاتفاق على الصيغة النهائية للانتقال إلى الاقتراع الرئاسي المباشر.

يذكر أن الرئيس التشيكي الحالي، فاتسلاف كلاوس تنتهي الولاية الدستورية الثانية والأخيرة في عام 2013، وبالتالي تمتلك الأحزاب السياسية وقتا كثيرا كي تعمد إلى تغيير الدستور بحيث يتم انتخاب الرئيس القادم بالاقتراع المباشر.