الياس توما من براغ: أعلن نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار أن تشيكيا ستبدأ الأسبوع القادم في واشنطن حوارا استراتيجيا مع الولايات المتحدة يتعلق بالقضايا الأمنية الدولية والتعاون الثنائي مشيرا إلى أن الاتفاق على بدء هذا الحوار تم بالصلة مع اتفاق التشيك والاميركيين على وضع قاعدة الرادار الاميركية في منطقة بردي العسكرية التشيكية في إطار مشروع الدرع الصاروخي الاميركي في وسط أوروبا .

وأوضح بويار ان الهدف الأساسي من هذا الحوار هو تبادل الآراء حول قضايا الدفاع والآمن الآنية وتعميق التعاون الثنائي مشيرا إلى أن المذكرات الخاصة بهذا الأمر تم تبادلها قبل وقت قصير من إجراء رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك محادثات في البيت الأبيض مع الرئيس الاميركي جورج بوش في شباط فبراير الماضي .

وأشار إلى أن هذه المشاورات ستتم مرة واحدة على الأقل على مستوى نواب وزيري الخارجية في البلدين إلا انه سيتم دعوة ممثلين عن القطاعات الأخرى للمشاركة في هذه المحادثات .

ويرى بويار الذي قاد وفد بلاده في المفاوضات التشيكية الاميركية حول نص الاتفاقية الرئيسية الخاصة بوضع قاعدة الرادار الاميركية في تشيكيا بأنه سيتم الأسبوع القادم في واشنطن في إطار هذا الحوار الاستراتيجي بين براغ وواشنطن بحث موضوع الدرع الصاروخي والأزمات الإقليمية ولاسيما الوضع في جورجيا وأفاق العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف الناتو ولاسيما المساعدات الأميركية للقوة التشيكية العاملة في أفغانستان إضافة إلى بحث اولويات وجدول أعمال الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي التي ستبدأ مطلع العام القادم .

وتشير المصادر الصحفية التشيكية إلى أن الولايات المتحدة تقيم هذا النوع من الحوار الاستراتيجي مع العديد من دول العالم ولاسيما مع الصين واستراليا وإسرائيل واليابان والنرويج والمملكة العربية السعودية .

ويتزامن إعلان الخارجية التشيكية عن بدء الحوار الاستراتيجي بين البلدين مع إعلان وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا عن أن المحادثات التشيكية الاميركية الخاصة بالاتفاقية الثانية التي ستحدد وضع القوة الاميركية التي ستخدم في قاعدة الرادار أصبحت جاهزة تقريبا متوقعه أن يتم الانتهاء من إعداد النص النهائي لهذه الاتفاقية خلال أيلول سبتمبر القادم وسيكون حسب رأيها بالإمكان عرضها على البرلمان مع الاتفاقية الرئيسة خلال شهر تشرين الأول أكتوبر القادم .

من جهته يتوقع رئيس الحكومة التشيكية آن يصادق مجلس النواب التشيكي على الاتفاقيتين الخاصتين بالرادار ووضع القوة الاميركية خلال هذا العام لكن ذلك لن يتم على الأرجح إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر القادم. وكشف توبولانيك عن أن حكومته تتوقع قيام الجيش الأميركي بمساعدة تشيكيا في تحديث قواتها المسلحة وليس فقط قيام تعاون بين البلدين في مجال الأبحاث العسكرية بعد وضع الرادار الاميركي في تشيكيا .