محادثات جنيف: ترحيب دولي وترقب |
شهدت جنيف أمس أول مباحثات نووية مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران منذ أكثر من 30 عامًا، عندما بحث المدراء السياسيّون في مجموعة 5 +1 مع مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي quot;التمهيد لإطلاق المفاوضاتquot; بين الطرفين بعد تجميد لأكثر من عام. كما اتفقوا على الاجتماع مجددًا نهاية أكتوبر / تشرين الأول لمواصلة محادثات جنيف التي وصفت أنها كانت quot;ودية ودارت في الأساس حول الملف النوويquot; لإيران. ووُصفت المفاوضات أنها quot;علامة مشجّعةquot; عززها أرفع لقاء مباشر بين مسؤول إيراني ومسؤول أميركي حول الملف النووي منذ 30 عامًا.
عواصم: وصفت الولايات المتحدة أن محادثات القوى الكبرى الست مع إيران بالمثمرة، وقالت إنّها فتحت الباب أمام علاقات أفضل مع الغرب لكنها نبهت طهران إلىوجوب أن تتخذ خطوات ملموسة لتثبت أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطاب quot;أوضحنا أننا سنؤدي دورنا في الحوار مع الحكومة الإيرانية على أساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لكن صبرنا ليس صبرًا بلا حدودquot;.
وفيما بدت أنها لفتة مهمة، قال مسؤول أميركي رفيع إنّ إيران وافقت quot;من حيث المبدأquot; على السماح بإرسال اليورانيوم الخاص بها الى روسيا ليمر بالمزيد من عمليات المعالجة. وسيعاد اليورانيوم بعدها الى إيران في شكل مناسب للاستخدام في المفاعلات النووية، لكنه لن يكون بالنقاوة اللازمة لاستخدامه في صنع قنبلة ذرية. وقالت إيران أيضًا انها ستفتح منشآتها النووية التي أعلنت عنها مؤخرًا أمام مفتشي الامم المتحدة خلال الاسبوعين القادمين.
وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين لوسائل اعلام إيرانية quot;بدأنا محادثات جيدة في مفاوضات اليوم... لدينا وجهات نظر مشتركة سنتعامل بها في المحادثات المتواصلةquot;. وأدى عد اليقين بشأن التوتر بين طهران والغرب الى ارتفاع طفيف في اسعار النفط. ومن المتوقع أن يعفي هذا الاجتماع إيران من مواجهة المزيد من العقوبات من الامم المتحدة على الرغم من أنه يُتوقّع أن تحذر الدول الغربية من أي محاولة إيرانية لشراء الوقت اللازم لتطوير البرنامج النووي عن طريق اجراء quot;المحادثات من أجل المحادثاتquot;.
والتقى رئيس الوفد الأميركي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية دانيال بيرنز بالمسؤول عن الملف النووي الإيراني سعيد جليلي وجهًا لوجه في استراحة الغداء في الفيلا التي استضافت المباحثات في سويسرا. وبينما يعد اللقاء المباشر بين بيرنز وجليلي خطوة إيجابية، فإن محادثات أمس يمكن وصفها بأنها quot;الخطوة الأولىquot; فقط في سلسلة محادثات يتوقع أن تجرى بين إيران ودول 5 +1 حتى منتصف ديسمبر المقبل.
وتزايدت الشكوك الغربية في أن إيران تطور سرًّا سلاحًا نوويًّا عندما لم تبلغ طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الماضي بشأن منشآتها النووية البحثية. وأعلنت إيران الاسبوع الماضي أنها تبني منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، ممّا زاد المخاوف الغربية. واليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض لازم لتشغيل محطات الطاقة النووية لكن يمكن استخدامه في صنع أسلحة نوويّة اذا خُصِّب بدرجة أعلى.
ويرغب الغرب في أن تسمح إيران لمفتشي الامم المتحدة بالتفتيش الفوري على تلك المنشأة والسماح بالوصول الى الوثائق والموظفين. وتحدث مسؤولون غربيون عن امكانية فرض المزيد من العقوبات على إيران من المحتمل أن تستهدف صناعة النفط والغاز الإيرانية. لكن دبلوماسيين قالوا ان مسألة العقوبات لم تطرح في اجتماع جنيف.
وقال منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني في الامم المتحدة ان إيران التي تقول ان برنامجها النووي مخصص لاغراض سلمية فقط، قد أعلنت عن كافة منشآتها النووية بالفعل. وقال خافيير سولانا منسق العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي ان إيران وعدت بالتعاون الكامل والفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المنشأة الجديدة بالقرب من قم. وقال quot;سوف تدعوهم قريبًا خلال الاسبوعين القادمينquot;.
وصرح علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة النووية بأن أبواب منشأة قم مفتوحة من حيث المبدأ، لكن مع مراعاة البروتوكولات. وأضاف quot;التفتيش سيجري قريبًا...انه ليس ببعيدquot;. ونقلت وكالة الاعلام الروسية الرسمية عن مصدر مقرب للمحادثات قوله ان روسيا مستعدة لمناقشة تخصيب اليورانيوم الإيراني من نسبة أربعة في المئة الى نسبة 19.75 في المئة وهي النسبة الملائمة للمفاعلات المدنية quot;بالطبع اذا جاء مثل هذا الطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.
وقال مسؤول أميركي ان موافقة إيران من حيث المبدأ على ارسال معظم اليورانيوم الخاص بها الى الخارج من الممكن أن تكون مهمة. وبدا المتحدث باسم البيت الابيض يلمح الى عقوبات جديدة اذا ما تبين أن المحادثات القادمة غير مجدية.
وقال quot;اذا تبيّن في أي مرحلة أن هذا ببساطة هو محاولة من الإيرانيين لقتل الموضوع بحثاً.. اعتقد أنه بالعمل بالتتنسيق مع شركائنا في مجموعة الخمسة زائد واحد سوف نتخذ خطوات اضافية لضمان أن تعرف إيران أننا جادونquot;.
التعليقات