قبل يومين من إجتماع حاسم مع القوى العظمى ابدت إيران الثلاثاء حسن نيتها معلنة عن جدول زمني قريب لتفتيش موقعها النووي الجديد غداة استعراض لقوتها الباليستية.

طهران: أكد مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي لوسائل اعلام اجنبية ان إيران لن تعلق برنامج تخصيب اليورانيوم لانه حق quot;سياديquot; لها. واوضح رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية quot;اذا كان من حقوقنا ان نخصب اليورانيوم ونحوله لصنع الوقود، فسنفعل ذلك. لن نعلق هذا البرنامج لانه حق سياي لناquot;. واكد علي اكبر صالحي قبل يومين من اجتماع جنيف بين إيران والقوى الدولية الست لمناقشة الملف النووي الشائك، ان إيران quot;لن تتاجر بحقوقها السياديةquot;.

وفي الوقت نفسه حذرت الغالبية العظمى لنواب مجلس الشورى الإيراني (239 من 290 نائبا) القوى الست الكبرى المكلفة التفاوض بشان الملف النووي الإيراني من اضاعة الفرصة quot;التاريخيةquot; التي يمثلها اجتماع جنيف في اول تشرين الاول/اكتوبر.

وسعيا لاظهار حسن نوايا إيران اكد رئيس البرنامج النووي علي اكبر صالحي ان بلاده quot;ستبلغ قريبا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالجدول الزمني لتفتيش موقعها الثاني للتخصيبquot; في فوردو جنوب طهران.

واضاف ان quot;انتاج وامتلاك واستخدام اسلحة ذرية مخالف لقيمنا الدينية والاخلاقيةquot;. وكان التوتر ازداد حدة مع الاعلان الجمعة عن وجود هذه المنشاة الثانية وتلويح الغرب الذي يشتبه في ان لإيران طموحات نووية عسكرية، بتوقيع عقوبات جديدة على هذا البلد. الا ان طهران التي تسعى الى تهدئة المخاوف والتي تنفي منذ سنوات رغبتها في الحصول على السلاح النووي اكدت في اليوم التالي ان الموقع الجديد سيوضع تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الاثر قامت إيران، التي تعمد تارة الى المهادنة واخرى الى الترهيب، باستعراض قوتها الصاروخية مع مناورات اطلقت خلالها الاثنين صواريخ قادرة على اصابة اسرائيل، عدوتها اللدود. وهذه الصواريخ هي صواريخ قدر-1، النسخة المطورة من شهاب-3 التي يصل مداها الى 1800 كلم، وصواريخ سجيل التي يصل مداها الى الفي كلم وقادرة على بلوغ اسرائيل.

والثلاثاء ايضا اعلن المسؤولون العسكريون الإيرانيون قرب انتاج جيل جديد quot;محسن وفائق التطورquot; من صواريخ سجيل. ووصفت الولايات المتحدة اطلاق الصواريخ هذا بالعمل quot;الاستفزازيquot; وهددت بعقوبات جديدة في حال فشل مفاوضات جنيف. ومن المقرر ان يبحث كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني سعيد جليلي مع ممثلي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والمانية مجموعة المقترحات المقدمة من طهران.

ولا تتضمن مجموعة المقترحات هذه التي تهدف كما تقول طهران الى حل مشكلة الانتشار النووي اي اشارة سواء الى البرنامج النووي الإيراني او الى مسالة تخصيب اليورانيوم الحساسة. وترغب طهران في مباحثات شاملة بشان سلسلة من القضايا التي تهم العالم مؤكدة انها قدمت الكثير لامن منطقة حساسة يتواجد الجيش الاميركي فيها على جبهتين، في العراق وفي افغانستان.

كما ترفض السلطات الإيرانية التنازل عن quot;حقها الثابتquot; في تخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود اللازم لمحطاتها القادمة. ويتوقع ان تطلب طهران ايضا في جنيف من القوى العظمى السماح باستيراد اليورانيوم المخصب بنسبة 20% والمخصص لمفاعل ابحاث.

وكانت مجموعة 5+1 قد قدمت بالفعل لطهران مقترحات تشمل تحسين العلاقات الدبلوماسية والتعاون التكنولوجي في مقابل تعليق برنامجها النووي الحساس لم تقدم طهران ردا بشانها. وبعد 14 شهرا من الجمود لا تزال إيران موضع ثلاثة قرارات للامم المتحدة مرفقة بعقوبات. الا ان الاصرار الاميركي على تعزيز هذه العقوبات لم يلق سوى ردا فاترا من جانب شركائها الروس والصينيين. فقد دعت موسكو المجتمع الدولي الى عدم quot;الخضوع للانفعالquot; فيما دعت بكين الى quot;ضبط النفسquot; معربة عن املها في حدوث quot;انفراج للموقفquot;.

سولانا: لن يكون من السهل الحصول على ضمانات إيرانية

من جهة أخرى حذر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا اليوم من انه لن يكون من السهل الحصول من ايران على ضمانات بشان الطابع السلمي لبرنامجها النووي وذلك قبل يومين من اجتماع جنيف الحاسم بشان هذا الملف. وقال سولانا على هامش اجتماع وزراء الدفاع الاوروبيين في السويد quot;ما نريد الحصول عليه هو ضمانات من طهران بالهدف السلمي لبرنامجها النووي. حتى الان لم نحصل على ذلك ولا اعتقد انه سيكون بالامر السهلquot;.

ومن المقرر ان تجري القوى العظمى الست (المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا) المكلفة الملف النووي الايراني مفاوضات الخميس في جنيف مع الجمهورية الاسلامية ستكون الاولى منذ 14 شهرا. وسيشارك سولانا في هذه المفاوضات.

وادلى سولانا بهذا التصريح في غوتبورغ (جنوب السويد) قبل ان يؤكد علي اكبر صالحي ان ايران لن تعلق برنامج تخصيب اليورانيوم لانه حقها quot;السياديquot;. وكان سولانا اعرب الاثنين عن quot;قلقهquot; من الكشف عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران ومن التجارب الصاروخية الاخيرة التي اجراها هذا البلد. واوضح ان ذلك كله ياتي في quot;سياق جديدquot; معتبرا في الوقت نفسه انه quot;ليس الوقت المناسب لمناقشةquot; عقوبات اضافية على نظام طهران.