إستمرار توالي المواقف المتباينة ازاء تبني مجلس الأمن لتقرير غولدستون

استمر لليوم الثاني على التوالي تواصل ردود الفعل التي أعقبت تبني مجلس حقوق الانسان الأممي لتقرير غولدستون حول حرب غزة الأخيرة، وفي المواقف البارزة اليوم فقد رحب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية بالتصديق على التقرير واعتبر ان quot;جرائمquot; اسرائيل يجب ان لا تمر دون محاسبة.

عواصم، وكالات: رحب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية في بيان وزع السبت بالتصديق على تقرير غولدستون حول الحرب في غزة في مجلس حقوق الانسان واعتبر ان quot;جرائمquot; اسرائيل يجب ان لا تمر دون محاسبة. وقال البيان ان العطية quot;يرحب بقرار مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة واقراره لتقرير القاضي غولدستون بشان العدوان الاسرائيلي على غزةquot;.

وذكر البيان ان quot;ما ارتكبته اسرائيل من جرائم يندي لها الجبين ضد الشعب الفلسطيني الاعزل لا يجب ان تمر دون محاسبة مرتكبيها وانصاف المظلومين الذين طالما انتظروا مثل هذه المواقف الشجاعة من قبل الاسرة الدولية ومنظمات حقوق الانسانquot;. واعتبر ايضا ان مجلس حقوق الانسان اتخذ عبر اقرار التقرير quot;خطوة شجاعة وانحاز الى جانب الحق والعدالةquot;.

كيلي: معارضة القرار لا يعني التقليل من خطورة ما حصل

وكانت دعت الولايات المتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضرورة العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى تسوية شاملة للصراع في المنطقة بعد إقرار مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقرير غولدستون بشأن الحرب في غزة.

وبرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي معارضةَ بلاده القرار قائلا إن معارضة الولايات المتحدة لاعتماد التقرير في تصويت مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لا تعني أنها تقلل من خطورة ما حصل من أحداث مؤسفة في غزة وجنوب إسرائيل نهاية العام الماضي، وقال:

quot;صوّتنا ضد القرار لاعتقادنا أن القرار كان ذا تركيز غير متوازن، كما نشعر بالقلق من أن التقرير سيزيد تفاقم الاستقطاب والانقسام. نعتقد أن قرار المجلس تجاوز في نصه تقرير غولدستون وتطرق إلى أمور يجب تركها إلى حين التفاوض على الحل النهائي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.quot; وأضاف كيلي أن القرار عزز تقريرغولدستون ولكنه لم يرسل المسألة إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن تلك مسألة يقررها أعضاء مجلس الأمن الدولي أنفسهم.

المنظمات الأهلية في غزة ترحب

وفي نفس السياق، رحّب مدير مؤسسة شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا بتبني التقرير غولدستون. وأعرب في مقابلة مع quot;راديو سواquot; عن أمله في أن يؤدي إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، كما أعرب الشوا عن أمله في أن يؤدي القرار إلى تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عامين.

أمنستي: لا يجوز ان توقف الإنقسامات تحقيقات غولدستون

كما اعتبرت منظمة العفو الدولية ان الانقسامات السياسية حول موافقة مجلس حقوق الانسان على التقرير، لا يجوز ان تكون عقبة امام البحث عن مسؤوليات كل الاطراف. وجاء في بيان لمنظمة quot;امنستي انترناشونالquot; التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها لندن ان هذه الانقسامات quot;لا يجوز ان تصبح عقبة امام تحقيقات تتعلق بانتهاكات خطيرة للقانون الدولي ارتكبت خلال النزاع في غزة وفي جنوب اسرائيلquot;.

واضاف ان هذا القرار quot;يتعلق بانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبها الاسرائيليون ولكن مع ادانة جميع الحالات التي كان فيها المدنيون اهدافا لم يشر علنا الى الانتهاكات التي ارتكبتها حماس والفصائل الفلسطينية الاخرىquot;. وبعد ان اشارت الى quot;التصويت المنقسمquot; على القرار، اعربت المنظمة عن خشيتها من ان quot;يعقد هذا الامر مهمة الامم المتحدة في العمل بطريقة بناءة من اجل التركيز على البنود الاساسية للتقريرquot;.

واكد البيان انه quot;يتوجب على الامم المتحدة ان تشكل لجنة خبراء في القانون الدولي مستقلين وغير منحازين لتقييم فعالية وصحة الاجراءات المتخذة من قبل الاسرائيليين والفلسطينيين ضمن جدول زمني وكذلك تطابقها مع المعايير الدوليةquot;. واشار الى انه يتوجب على الامم المتحدة quot;ايضا ان تأخذ اجراءات لادارة اي نقص من قبل اسرائيل والسلطات الفلسطينية المناسبة في البحث الفعال عن المسؤولياتquot;.

تقرير غولدستون يحتاج الى حراك سياسي عربي واسلامي

وفي دمشق اكدت صحيفة (تشرين) السورية ان تقرير غولدستون يحتاج لاحقا الى حراك سياسي عربي واسلامي كبير ومؤثر يهدف الى وضع الدول جميعا امام استحقاق اخلاقي وقانوني بامتياز قبل ان يكون استحقاقا سياسيا. وقالت الصحيفة الصادرة صباح اليوم في اول تعليق على تصويت مجلس حقوق الانسان على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الخاص بجرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة انها المرة الاولى التي يصدر فيها تقرير بهذا الحجم وبهذه الدلالات ضد اسرائيل.

وأضافت انها المرة الاولى التي يمر بها مثل هذا التقرير عبر مجلس حقوق الانسان ليذهب الى مجلس الامن املا في وصوله الى المحكمة الجنائية الدولية. وحثت الصحيفة على تكثيف العمل الدبلوماسي والسياسي من اجل تحويل التقرير الى الجمعية العامة للامم المتحدة لتنظر في استمرار عضوية اسرائيل في المنظمة الدولية وفيما اذا كان ارتكابها للمجازر يتلاءم مع التزامها بميثاق الامم المتحدة وتعهداتها المقدمة الى المنظمة الدولية عندما قبلت عضوا فيها.

وتساءلت الصحيفة عن اهمية الجهود الصهيونية في وقف هذا التقرير وعما اذا كان نجاح مجلس حقوق الانسان امس في تمرير التقرير الى مرحلة لاحقة سيعطي النتائج المرجوة بادانة اسرائيل وهل الذهاب الى مجلس الامن في اي مسألة تدين اسرائيل سيمر دون ان تستخدم اميركا حق النقض (فيتو) وهل ستتجرأ محكمة جنائية دولية على محاكمة قادة اسرائيل.

وقالت ان المسألة لا تقتصر فقط على ادانة اسرائيل فحسب او محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين بل تمتد الى وجود اسرائيل اصلا في المنظمة الدولية. وأضافت ان المطلوب هو برنامج عمل جدي - تشارك فيه كل المنظمات ذات الصلة والدول المعنية - يستهدف معاقبة القتلة والمجرمين وفقا لقواعد القانون الدولي والمواثيق الاممية. وانتهت الى القول ان التصويت الذي جرى في المجلس اشار الى ان هذا التقرير سوف يواجه صعوبات كبرى في المراحل اللاحقة وربما يكون حق النقض (فيتو) احدى هذه الصعوبات ولاسيما quot;ان دولا امتنعت عن التصويت في الوقت الذي كان مفترضا ان تؤيد التقرير وتتبناهquot;. واعتبرت ان ذلك quot;يشكل انكفاءة من بعض الدول تحت الضغط الصهيوني ورجوعا عن مواقف كانت قد ابدتها في اوقات سابقة تجاه التقريرquot;.

كى مون يعرب عن قلقه ازاء الوضع المتفجر فى القدس

من جهة اخرى بحثت لجنة المتابعة بشأن تقرير غولدستون الليلة الماضية مع الامين العام للامم المتحدة بان كى مون والمندوب الدائم للاتحاد الروسى لدى الامم المتحدة وعدد من المسؤولين فى الامم المتحدة فى اجتماعين منفصلين الوضع الخطير والمتفجر فى القدس المحتلة والاستيطان وتقرير غولدستون. وتتشكل اللجنة من سفراء السودان ومصر وسوريا والمغرب وماليزيا وسفير الجامعة العربية وسفير فلسطين.

وأكد سفراء لجنة المتابعة خلال اجتماعهم مع السفير الروسى على ضرورة مواصلة مجلس الامن النظر فى الوضع المتفجر والخطير فى القدس الشرقية ومسألة أنشطة الاستيطان الاسرائيلية وشددوا على أهمية دعم روسيا كدولة صديقة فى هذا الصدد وكذلك للمساعى المتعلقة بتقرير غولدستون. وبدوره أكد السفير الروسى استعداد بلاده لابقاء مسألتى القدس والاستيطان قيد نظر المجلس حسب رغبة الدول التى يمثلها موءكدا تأييد بلاده لتقرير غولدستون.

وفى السياق ذاته استعرض السفراء خلال لقائهم الامين العام للامم المتحدة بان كى مون الوضع الخطير فى القدس المحتلة والاستيطان وتقرير غولدستون. وأشاد المراقب الدائم لفلسطين لدى الامم المتحدة السفير د. رياض منصور فى تصريحه الذى اوردته وكالة الانباء الفلسطينية بمواقف الامين العام بشأن القدس والاستيطان وتأييده لتقرير غولدستون. وتطرق الى موضوع ملاحقة اسرائيل بشأن التعويضات الناشئة عن تدمير منشات الامم المتحدة فى غزة كما جاء فى تقرير مجلس التحقيق الذى شكله الامين العام.

وأعرب كى مون عن قلقه البالغ ازاء الوضع المتفجر فى القدس وأكد على موقفه بضرورة أن تكون قضية القدس من قضايا الحل النهائى فى المفاوضات مجددا تأكيد موقف اللجنة الرباعية الذى أنعكس فى بيانها الاخير بما فى ذلك الوقف الكامل للاستيطان بما فى ذلك النمو الطبيعي وأكد تأييده لتقرير غولدستون وأنه قد تابع تداعيات ما جرى فى جنيف قبل أسبوعين وقال أنه عمل طيب أن يعود مجلس حقوق الانسان لمناقشة التقرير.

وفيما يتعلق بمجلس التحقيق الذى قام بتشكيله قال كى مون انه مستمر فى متابعة التوصيات التى وردت فى تقرير هذا المجلس وخاصة مسألة التعويضات وانه أثار موضوعها مع كافة المسؤولين الاسرائيليين الذين التقى بهم وتحدث معهم معربا عن اعتقاده بأنهم سيقوموا بسداد هذا المبلغ قريبا وأشار د. منصور الى أن لجنة المتابعة ستجتمع فى الايام القليلة القادمة مع باقى أعضاء مجلس الامن ومع رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة بهدف معرفة جميع المواقف بشأن قرار مجلس حقوق الانسان الذى تبنى تقرير غولدستون وأحاله الى الجهات المعنية بالامم المتحدة من أجل تحديد الخطوات القادمة فى هذا الشأن.

المجلس المصرى للشؤون الخارجية:اقرار تقرير غولدستون تطور مهم في الدفاع عن حقوق الانسان
الى ذلك وصف رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية السفير عبدالرؤوف الريدى اليوم التصويت الذى جرى أمس فى مجلس حقوق الإنسان حول تقرير غولدستون بأنهquot; تطور مهمquot; فى عملية الدفاع وحماية حقوق الانسان على المستوى الدولى.
ودعا الريدى فى بيان صحافي جامعة الدول العربية الى تكوين آلية لمتابعة هذا القرار وما جاء فيه من توصيات من أجل العمل على تطبيقها على أرض الواقع. وقال quot;ان المجلس المصرى للشؤون الخارجية يرحب بالقرار ويدعو الى تكاتف المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى المعنية من أجل تطبيق ما جاء فى التقرير بكل جدية والتحقيق فيما جرى من انتهاكات لحقوق الانسانquot;.

واعتبر الريدي quot;أن التصويت الذى جرى أمس ينبىء بأن باستمرار اسرائيل فى ممارساتها العدوانية وانتهاكاتها حقوق الشعب الفلسطينى سواء فى القدس أو فى بناء المستوطنات او الحصار المستمر سوف تجد نفسها فى عزلة وسوف ينحسر عنها التأييد الأمريكى والغربىquot;. وأشار فى هذا الاطار الى رسالة بعث بها الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى غوردون براون عبرا فيها عن ضرورة أن تقوم اسرائيل باجراء التحقيقات اللازمة لما ورد فى التقرير . وحث الريدى كذلك حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على تنفيذ الشق الخاص بها الذى جاء فى تقرير غولدستون quot;حتى تقطع الطريق على اسرائيل فى التعلل بحجج وذرائعquot;.

وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة قد اقر في جنيف أمس تقرير القاضي غولدستون بشأن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة ما يفسح المجال أمام احالة التقرير الى مجلس الامن الدولي وذلك وسط ترحيب عربي واسلامي. ويعد المجلس المصرى للشؤون الخارجية الذى يضم عددا من الدبلوماسيين السابقين والمحللين السياسيين مجلسا استشاريا يقدم الرأي والمشورة فى مختلف القضايا السياسية وارتباطها وتأثيرها على القضايا العربية

وصوتت 25 دولة في مجلس حقوق الانسان في جنيف الجمعة لصالح اعتماد التقرير وعلى راسها الدول العربية والافريقية، وعارضته ست دول من بينها الولايات المتحدة، بينما امتنعت 16 دولة عن التصويت او لم تصوت مطلقا. وحثت المنظمة الجمعية العامة للامم المتحدة على الطلب quot;من اسرائيل ومن حماس التي تتولى السلطة في غزة، البدء فورا بتحقيقات مستقلة تحترم المعايير الدولية في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الانسانية وانتهاكات اخرى خطيرة للقانون الدوليquot;.