تزايد التوتر في أفغانستان يوم الجمعة في الوقت الذي استعدت فيه السلطات الانتخابية لاعلان ما اذا كان الرئيس حامد كرزاي سيضطر لخوض جولة اعادة في إنتخابات الرئاسة ضد خصمه الرئيسي.

كابول: تواجه أفغانستان غموضا منذ الانتخابات التي جرت في 20 اغسطس/ آب والتي شابها اتهامات بحدوث تلاعب على نطاق واسع. واثارت هذه العملية المريرة توترا بين كرزاي والغرب وساعدت على تأخير قرار أميركي بشأن ارسال قوات اضافية الى أفغانستان في وقت اشتدت فيه حدة التمرد.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان من المحتمل ان يفوز كرزاي اذا اجريت جولة ثانية في الانتخابات وان الرئيس باراك اوباما سيتخذ قرارا بشأن جدوله الزمني. وقالت كلينتون لمحطة /سي ان ان/ في مقابلة quot;من المرجح ان يجدوا ان الرئيس كرزاي اقترب جدا من نسبة 50 زائد واحد.

quot;ولذلك فانني اعتقد ان بوسع المرء ان يخلص الى ان احتمال فوزه في جولة ثانية قد يكون كبيرا جدا .quot; واعلنت لجنة الشكاوى الانتخابية التي تدعمها الامم المتحدة انها اقتربت من كشف النقاب عن نتائج تحقيق في اتهامات التلاعب وهو اعلان حاسم من المرجح ان يحدد مااذا كان من الضروري اجراء جولة ثانية.

وبعد شهرين من الغموض سارع المسؤولون الى عقد مفاوضات واجتماعات في اخر دقيقة في كابول يوم الجمعة قبل هذا الاعلان المتوقع في اي وقت خلال اليومين المقبلين. وقال مسؤول مطلع على المحادثات ان quot;الوضع يتوتر مع كل ساعة تمر.quot; واذا تقرر عقد جولة اعادة بين كرزاي ووزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله فانها ستجري في غضون اسبوعين.

وفي الولايات المتحدة يمثل الجدال المحيط بالانتخابات عاملا رئيسيا في مراجعة ادارة اوباما لاستراتيجيتها في أفغانستان في الوقت الذي تناضل فيه القوات الأميركية لاحتواء تمرد طالبان الاخذ في الاتساع. وفي تأكيد للمخاوف بشأن العنف المتزايد اعلنت القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان اربعة عسكريين أميركيين قتلوا في هجوم بقنبلة في جنوب أفغانستان.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين على اطلاع على النتائج قولهم ان تحقيق لجنة الشكاوى الانتخابية خفض بالفعل نصيب كرازي من الاصوات الى نحو 47 في المئة. واوضحت ارقام مبدئية حصوله على 54.6 في الاصوات.

واذا اعلنت عدم صلاحية اصوات بشكل يكفي لتقليص محصلة الاصوات التي حصل عليها لاقل من 50 في المئة فان كرازي سيواجه عبدالله في جولة ثانية ما لم تتخذ خطوات قانونية محتملة لابطال هذا القرار او اتخاذ عبدالله قرارا بالانسحاب. وقال سعيد جواد سفير أفغانستان في واشنطن ان quot;من المرجحquot; اجراء جولة ثانية من الانتخابات.

وتفحص لجنة الشكاوى الانتخابية ربع الاصوات التي تم الادلاء بها والتي يبلغ عددها 5.66 مليون قبل اعطاء حكمها للجنة الانتخابات الافغانية التي ستصدر حينئذ بيانا رسميا بشأن مصير الانتخابات. وقالت يوم الجمعة نيليكا ليتيل وهي متحدثة باسم لجنة الشكاوى الانتخابية quot;مازلنا نعمل اليوم.

quot;لا نريد التعجل.هناك عمل كثير يتعين القيام به.quot; وقد يسبب حلول فصل الشتاء الصعب في أفغانستان والذي يجعل من المتعذر اجتياز مناطق كثيرة من البلاد مشكلات لاجراء جولة ثانية. ويمثل الامن والامور اللوجستية المتعلقة بتنظيم جولة ثانية من الانتخابات في واحدة من افقر دول العالم مصدر قلق ايضا.

واشار عبد الله الى استعداده لحل وسط محتمل على الرغم من دعوته لاجراء جولة ثانية من الانتخابات. وقال للصحفيين يوم الخميسquot;هل تجري جولة ثانية.. انني افضل اجراء جولة ثانية. quot;اننا مستعدون ولم افكك البنية الاساسية للقيام بحملة انتخابات على الرغم من ان الحملة ستكون مختلفة هذه المرة وسأتبع تحت اي ظرف برنامجا من اجل التغيير.quot;