فقد الحرس الثوري الإيراني 15 من أعضائه في الاعتداء الذي استهدفه وأعلنت باكستان ان المسؤولين عن العملية الانتحارية يريدون ضرب العلاقات الباكستانية الإيرانية.

إسلام آباد، طهران: اعتبرت باكستان الثلاثاء ان المسؤولين عن العملية الانتحارية في إيران التي اسفرت الاحد عن مقتل 41 شخصا بينهم 15 عنصرا من الحرس الثوري، يريدون ضرب العلاقات الباكستانية الإيرانية، علما ان طهران اتهمتها بايواء المتمردين الذين يقفون وراء الهجوم.

وتم توقيف ثلاثة اشخاص يشتبه بانهم شاركوا في العملية الانتحارية على ما نقلت وكالة انباء فارس عن مسؤول قضائي محلي الثلاثاء. وتبنت جماعة جند الله السنية المتشددة التي تقيم قواعد خلفية في باكستان الاثنين العملية التي استهدفت الحرس الثوري الإيراني، جيش النخبة في الجمهورية الاسلامية، بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الاسلامية.

هذا واكدت باكستان اليوم انها ستتعاون بشكل كامل مع ايران في التوصل الى حل للقضية المتعلقة بجماعة (جند الله) المحظورة التي يعتقد انها شنت الهجوم الانتحاري الذي استهدف الحرس الثوري الايراني الاحد الماضي. وقال وزير الخارجية شاه محمود قرشي في تصريح للصحافيين في مسقط رأسه بمدينة مولتان شرق باكستان ان بلاده اجرت اتصالات بايران عقب الحادث ولم تعرب لها فقط عن ادانتها الشديدة له وانما اكدت ايضا تعاونها التام بشأنه. واضاف وزير الخارجية الباكستاني ان وفدا ايرانيا سيقوم بزيارة الى اسلام اباد قريبا لاجراء مباحثات بهذا الشأن.

يذكر ان (جند الله) هي جماعة مسلحة يعتقد انها تتخذ باكستان مقرا لها واعلنت مسؤوليتها عن هجوم استهدف ضابطا بالجيش. وقتل ما يزيد على اربعين عضوا بالحرس الثوري الايراني في هجوم انتحاري في ايران. وتقول طهران ان جماعة جند الله هي المسؤولة عن الهجوم وتطالب باكستان بتسليمها اشخاصا يشتبه في تورطهم فيه.

وقال وزير الخارجية الباكستاني ان اسلام اباد ستتعاون بشكل كامل مع طهران بشأن تلك القضية لرغبتها في المحافظة على علاقاتها طويلة الاجل مع ايران. واضاف قرشي ان ايران دولة مهمة بالنسبة الى باكستان مشيرا الى ان بلاده تعمل على تنفيذ مشروع مشترك معها لمد خط انابيب للغاز تقدر تكلفته بمليارات الدولارات

واتهمت طهران اسلام اباد الى جانب بريطانيا والولايات المتحدة بدعم جند الله. وصرح الناطق باسم الخارجية الباكستانية عبد الباسط لوكالة فرانس برس quot;تحاول بعض القوى ضرب علاقاتنا مع إيران، لكن علاقاتنا قوية بما فيه الكفاية لصد تلك المؤامراتquot;. إلى ذلك قالت الاذاعة الإيرانية اليوم الثلاثاء ان 15 من أعضاء الحرس الثوري كانوا من بين قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الاحد في جنوب شرق الجمهورية الاسلامية المضطرب.

وكانت وسائل الاعلام الإيرانية قد ذكرت من قبل ان ستة من كبار قادة الحرس الثوري كانوا من بين 42 قتيلا سقطوا في أسوأ هجوم من حيث عدد القتلى تشهده إيران منذ الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 دون ان تحدد العدد الاجمالي لافراد الحرس الثوري الذين قتلوا في الهجوم.

وقالت الاذاعة الإيرانية quot;عدد شهداء الحرس الثوري...في الحادث الارهابي الذي وقع في اقليم سستان وبلوخستان 15 .quot; وذكرت وسائل اعلام إيرانية ان جماعة جند الله السنية المتمردة اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وقال سفير إيران لدى الامم المتحدة محمد خزاعي في رسالة الى السفير الفيتنامي لي لونج مينه الرئيس الحالي لمجلس الامن quot; تتوقع الجمهورية الاسلامية في إيران ان يرد مجلس الامن على هذا الهجوم الارهابي بادانته بأشد التعبيرات.quot;

واضاف خزاعي quot;ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية عازمة على ان تتخذ كل الاجراءات اللازمة لمقاضاة هذه الجماعة الارهابية quot; مضيفا quot; نحن نتوقع ان يدعم المجتمع الدولي بما للبلدان المجاورة من التزامات دولية في هذا الشأنquot;. واتهمت إيران كلا من باكستان وبريطانيا والولايات المتحدة بمساعدة المتمردين الذين يقفون وراء الاعتداء على الحرس الثوري الإيراني والذي ادى الى مقتل نحو 60 شخصا منهم ستة من قادة الحرس الثوري.