حذرت المستشارة الالمانية من نسيان التاريخ القاتم لالمانيا الشرقية السابقة التي كان يحكمها نظام شيوعي استمر من عام 1945 وحتى سقوط الجدار الذي كان يقسم البلاد الى قسمين شرقي واخر غربي في التاسع من شهر نوفمبر 1989 .
برلين: قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل في حديث صحافي نشرته صحيفة (لايبتسغار فولكستسايتونغ) الصادرة في مدينة لايبتسيغ الشرقية اليوم انه quot;يمكن تحقيق المصالحة مع تاريخ المانيا الشرقية السابقة ولكن لا يمكن نسيانهquot;.
وشددت على عدم امكان نسيان ضحايا النظام الشيوعي في المانيا الشرقية السابقة في اشارة الى قيام حرس الحدود الالمانية - الالمانية الداخلية السابقة باطلاق النار على الذين كانوا يحاولون الفرار من المانيا الشرقية الى المانيا الغربية.
واعتبرت ون عدم نسيان تاريخ المانيا الشرقية السابقة يسهم في تحديد مستقبل المانيا بصورة افضل للاجيال الالمانية اللاحقة سواء من شرق البلاد او غربها مبينة انه لا يمكن توضيح معنى الحرية لتلك الاجيال الا عبر عدم الغفلة عن التاريخ المظلم للنظام الشيوعي السابق في المانيا الشرقية السابقة.
وكان سياسيون المان وبخاصة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض ومن بينهم رئيس وزراء ولاية (براندينبورغ) الشرقية ماتياس بلاتسيك حثوا في تصريحات لمجلة (دير شبيغيل) الاسبوعية الالمانية في عددها الذي ينشر الاسبوع المقبل على تحقيق المصالحة مع تاريخ المانيا الشرقية السابقة بيد انهم لم يتطرقوا في تصريحاتهم الى عدم نسيان ذلك التاريخ الذي قسم البلاد الى شطرين لمدة عقود عدة من الزمن.
وأظهر بلاتسيك اهمية النظر الى المستقبل مشيرا الى ان النظام الشيوعي السابق في المانيا الشرقية السابقة يمكن توضيحه الا ان ذلك لا يعود لا على الولايات الالمانية الشرقية ولا على الثقافة السياسية التي نشات فيها في عام 1990 بالنفع او بالفائدة.
يذكر ان المانيا وبخاصة العاصمة برلين تجري تحضيرات منذ يوم امس للاحتفالات بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين.
واخلت السلطات الامنية في هذه الاثناء وسط المدينة من حركة السير وطوقته بحواجز لاتاحة الفرص للاحتفالات التي سوف تشارك فيها فرق فنية وغنائية شعبية من مختلف انحاء العالم فضلا عن الاحتفالات الرسمية التي ستقام اعتبارا من يوم الاثنين ولمدة يومين والتي دعي اليها رؤساء حكومات ودول عدة واصحاب الفكر وممثلي السياسة والثقافة من مختلف أنحاء العالم.
وتذكر بلدية برلين بعملية بالجدار الذي كان يقسمها ايضا الى قسمين قسم غربي تحكمه الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وقسم شرقي هو عاصمة المانيا الشرقية السابقة عبر اعادة بناء قطع اسمنتية ساطعة الالوان تمثل الجدار الذي كان يفصل شرق برلين عن غربها.
يذكر ان وسائل الاعلام الالمانية على اختلاف توجهاتها وانواعها تشغل نفسها وبخاصة منذ مطلع هذا الشهر ببث تقارير مسهبة ومفصلة وعقد ندوات تلفزيونية واخرى اذاعية حول مختلف جوانب الاوضاع في المانيا الشرقية السابقة سواء السياسية او الاجتماعية او التاريخية او الثقافية او تصرفات النظام الشيوعي السابق ازاء المواطنين والطرق التي كان يطبقها في اساليب فرض القمع وسلب الحريات.
التعليقات