إنطلق معرض دبي الدولي للطيران الأحد مع تسجيل طلبية وحيدة في يومه الأول اتت لصالح الصانع الأوروبي إيرباص. ويتوقع المراقبون معرضًا هادئًا على صعيد الطيران المدني، على عكس الدورة الماضية في العام 2007 حينما سجلت طلبيات بقيمة 155.5 مليار دولار لشراء 540 طائرة. وتجتمع حوالى 900 شركة من خمسين دولة في المعرض الذي يستمر خمسة أيام وتنظمه إمارة دبي كل عامين ويعتبر من أهم التظاهرات في عالم الطيران على المستوى العالمي.
دبي: إنطلق معرض دبي الدولي للطيران الأحد مع تسجيل طلبية وحيدة في يومه الاول اتت لصالح الصانع الأوروبي إيرباص، ما يدل على الدينامية الضعيفة التي تسود سوق الطيران المدني في الوقت الحالي بسبب تداعيات الأزمة الإقتصادية العالمية وتخمة شركات الطيران الخليجية. وأكدت الخطوط الجوية الأثيوبية طلبية لشراء 12 طائرة إيرباص من طراز أيه 350 اكس دبليو بي، علمًا ان اتفاقًا حول هذا العقد البالغة قيمته 2,9 مليار دولار سبق ان اعلنت عنه الشركة الاثيوبية في 28 تموز/يوليو الماضي. اما الصانع الاميركي بوينغ فلم يكشف عن اي طلبيات خلال اليوم الاول من معرض دبي للطيران.
ووقعت الخطوط الجوية اليمنية الاثنين بروتوكول اتفاق مع شركة الصناعات الجوية الاوروبية ايرباص لشراء عشر طائرات ايه320 تبلغ قيمتها الاجمالية 700 مليون دولار. ووقع بروتوكول الاتفاق بالاحرف الاولى مسؤول الشركة اليمنية صالح العواجي والمدير التجاري لايرباص جون ليهي في اليوم الثاني من معرض دبي للطيران.
وستسلم اولى هذه الطائرات في 2011، حسبما ذكر ليهي. وقال المسؤول في ايرباص انه ينتظر تثبيت طلبية اليمنية خلال ثلاثين يومًا، بينما اكد العواجي ان بروتوكول الاتفاق سيعرض على quot;مجلس ادارةquot; شركته للموافقة عليه. وتبلغ قيمة الطلبية 700 مليون دولار حسب السعر الرسمي.
وكانت اليمنية قد طلبت في معرض دبي للطيران في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 شراء عشر طائرات ايه350 تبلغ قيمتها ملياري دولار. لكن سلطات صنعاء هددت في تموز/يوليو باعادة النظر في هذه الطلبية بعدما اتهمت فرنسا بعدم التعاون بشكل كاف في حادث تحطم طائرة الايرباص ايه 310 قرب جزر القمر الذي اسفر عن مقتل 152 شخصًا. وتملك الحكومة اليمنية 51% من اليمنية والسعودية 49%.
ويتوقع المراقبون معرضًا هادئًا على صعيد الطيران المدني، على عكس الدورة الماضية عام 2007 حين سجلت طلبيات بقيمة 155.5 مليار دولار لشراء 540 طائرة. الا ان مساحة المعرض في الدورة الحالية لمعرض دبي اكبر مما كانت عليه قبل سنتين.
وتجتمع حوالى 900 شركة عارضة من خمسين دولة في المعرض الذي يستمر خمسة ايام وتنظمه امارة دبي كل عامين ويعتبر من اهم التظاهرات في عالم الطيران على المستوى العالمي. ويتوقع المنظمون ان يزور خمسون الف شخص المعرض هذه السنة.
وكانت شركات الطيران في منطقة الخليج الحيوية قدتقدمت خلال السنوات الماضية بطلبيات ضخمة لشراء اعداد كبيرة من الطائرات، ما يفسر جزئيًا غياب الطلبيات خلال معرض دبي للطيران هذه السنة. كما ان تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية تصيب جميع شركات الطيران في العالم مع تسجيل بعض هذه الشركات انخفاضات كبيرة في حركة الركاب.
وقامت غالبية الشركات بتخفيض قدراتها، اي انها خففت من الوجهات التي تغطيها او قللت عدد الرحلات الى وجهات معينة او انها حتى باتت تستخدم طائرات اصغر في بعض الحالات. وفي ظل هذه الظروف، لا يبدو ان الوقت مناسب للشراء بالنسبة إلى عدد كبير من الشركات.
الا ان شركات الطيران في الخليج، والتي هي حديثة العهد مقارنة بنظيراتها الاوروبيات والاميركيات، تاثرت بالازمة بدرجة اقل على ما يبدو. وقال رئيس شركة ايرباص توماس انديرز ان السنتين المقبلتين صعبتان بالنسبة لصناعة الطيران. وقال للصحافيين على هامش مؤتمر صحافي quot;نعتقد ان سنتي 2010 و2011 سنتان مليئتان بالتحدياتquot;.
الا انه اظهر بعض التفاؤل بالقول quot;نحن معتادون على الدورات الاقتصادية وسنجتاز هذه المرحلةquot;. وعلى المستوى العسكري، لم يتم الكشف عن اي عقد، إذ إنّ معارض الطيران ليست عمومًا المكان الذي تعلن فيه عقود عسكرية. الا ان الصانعين استفادوا من التظاهرة لعرض منتجاتهم في منطقة فيها الكثير من المخاطر الجيوسياسية.
ومن ابرز المعروضات العسكرية مقاتلة اف-22 الاميركية من شركة لوكهيد التي قاطعت معرض لوبورجيه الباريسي في حزيران/يونيو الماضي. الا ان هذه المقاتلة المتطورة جدًا ليست للبيع لخارج الولايات المتحدة. اما مقاتلات رافال الفرنسية التي تصنعها شركة داسو فقد قامت باستعراض في اجواء المعرض بعيد تقديم مجموعة طائرات quot;باتروي دو فرانسquot; الفرنسية الاستعراضية عرضا ملفتا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران الذي تامل بلاده بيع مقاتلات رافال للخليجيين وخصوصًا للاماراتيين quot;اعتقد ان المفاوضات (مع الاماراتيين) تتقدم بوتيرة مرضية. نحن نتحاور حول هذه المشكلة او تلك في جو من الثقة المطلقةquot;. وكان موران اثار مسالة بيع مقاتلات رافال السبت خلال لقاء مع الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة.
سلطان المنصوري: معرض دبي أحد الفعاليات المحورية في المنطقة
إلى ذلك أشادوزير الإقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري في معرض دبي الدولي للطيران 2009 كونه أحد الفعاليات والأحداث المحورية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط . وأضاف أن كثيرًا من شركات الطيران والشركات الموفرة للخدمات الأساسية في هذا القطاع تحرص على المشاركة والتواجد في هذا المعرض لعقد صفقات مع الجهات المعنية خاصة مع الشركات العاملة في دولة الإمارات ودول المنطقة بجانب كونه فرصة للتعرف على أحدث ما توصل إليه قطاع الطيران في مجال التقنيات والآليات الحديثة.
وأكد أن قيادة دولة الإمارات تحرص على تطوير البنى التحتية لتصبح الدولة مركزا هاما للنقل الجوي والخدمات اللوجستية .. مشيرا إلى أن مطار دبي الدولي يعتبر من أكبر المطارات وأنشطها في المنطقة بفضل موقعه الإستراتيجي بين الشرق والغرب.
وأشار المنصوري إلى أن معرض دبي للطيران فى دورته الحالية يواصل نجاحاته المتتالية من خلال استقطاب اهتمام كبريات الشركات العالمية التي ترغب فى الإستفادة من هذه الفرص الإستثنائية التي تقدر بمليار دولار بحلول عام 2010 وبنسبة نمو تبلغ 12% سنويا رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية التي أثرت بشكل كبير على معظم شركات الطيران العالمية ولكن القدرات التي تتمتع بها المنطقة وخاصة الإمارات وتحديداً قطاع الطيران فضلاً عن وجود فرص كامنة في المنطقة لنمو هذا القطاع أسهم في نجاحه في تخطي هذه الأزمة العالمية.
التعليقات