تأمل إسرائيل ان تؤدي مفاوضتها غير المباشرة مع حماس لتحرير جلعاد شاليط لكنها تريد جنب الانقياد إلى مفاوضات لا طائل منها في هذا الملف.

القدس: أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اليوم الخميس ان اسرائيل تأمل ان تؤدي المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس الى التوصل الى اتفاق لتحرير الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة quot;ولكن ليس بأي ثمنquot;. وقال باراك للاذاعة العامة quot;من اجل التوصل الى تحريره، يجب فعل كل ما يمكن فعله وكل ما هو مناسب، ولكن ليس بأي ثمنquot;.

واضاف quot;يجب تجنب الانقياد الى مفاوضات لا طائل منها في هذا الملف لان هذا الامر يقوض تحرير جلعاد شاليطquot;. ومنذ ايام تفرض الرقابة العسكرية الاسرائيلية تعتيما تاما على المفاوضات الجارية حول هذا الملف بين اسرائيل وحماس بوساطة المانية. وازاء هذا التعتيم تستعين وسائل الاعلام الاسرائيلية بالمعلومات التي تنشرها الصحافة الاجنبية ولا سيما العربية منها، حول هذه القضية. وفي آخر هذه المعلومات الواردة من القاهرة ان المفاوضات تشهد تعثرا.

وكان مسؤول قريب من المفاوضات التي تجري في القاهرة بوساطة مصرية والمانية قال ان الدولة العبرية ترفض اطلاق سراح سجناء فلسطينيين يقبعون في السجون منذ زمن طويل او محكومون بالسجن المؤبد مقابل اطلاق شاليط. واكد هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان المعلومات التي تحدثت عن وشك التوصل الى اتفاق quot;سابقة لاوانهاquot;.

وكان مسلحون فلسطينيون خطفوا جلعاد شاليط (23 عاما) الذي يحمل ايضا الجنسية الفرنسية في 25 حزيران/يونيو 2006 على تخوم قطاع غزة. وتطالب حماس للافراج عنه باطلاق سراح 450 سجينا فلسطينيا متهمين بجرائم خطيرة بالاضافة الى سجناء فلسطينيين اخرين بينهم نساء واطفال. واتهمت حماس الاربعاء اسرائيل بتعطيل صفقة تبادل الاسرى.

أمين لجنة فصائل دمشق: الوسيط الألماني استلم صيغة حماس النهائية

على صعيد متصل أكّد أمين سر لجنة المتابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق أن وفداً من حركة quot;حماسquot; سلّم ليل الأربعاء الوسيط الألماني الصيغة النهائية التي اعتمدتها الحركة فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، مبديا التفاؤل بإنجازها مطلع الأسبوع المقبل في حال وصول الموافقة الإسرائيلية

وأوضح أمين سر لجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني خالد عبد المجيد، في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء في دمشق أن وفد حماس برئاسة محمود الزهار عضو المكتب السياسي في الحركة quot;أجرى مباحثات مع القيادة في دمشق خلال اليومين الماضيين، وتم خلال هذه الاجتماعات المكثفة اعتماد الصياغة والقوائم النهائية للأسرى الفلسطينيين، ونقل وفد من حماس الأربعاء ليلاً مطالبها وقراراتها النهائية إلى مصر وتم تسليمها إلى الوسيط الألماني في القاهرةquot; وفق تأكيده.

وأضاف عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني quot;هناك تقدم بقوائم الأسماء ومرونة من قبل حماس في ذلك، مع البقاء على التشدد بشأن بعضهاquot;، مشيراً إلى وجود أربعة أسماء أصرت الحركة على ضرورة إطلاق سراحهم، وهم إبراهيم حامد (قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة)، عبد الله البرغوثي (القائد القسامي المحكوم بـ 67 مؤبد)، الشيخ جمال أبو الهيجا (أحد رموز معركة مخيم جنين والقيادي السياسي بحماس)، وحسن سلامة (أحد قادة منظمة الجهاد)، بالإضافة إلى إصرارها على ضرورة إطلاق سراح مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام الحالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأضاف عبد المجيد quot;تصرّ إسرائيل على ضرورة إبعاد عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم، فيما ترفض حماس في نفس الوقت عملية الإبعاد، وقد وافقت على خروج عدد محدود منهم بشرط أن تحصل على موافقة هؤلاء الأسرى شخصياً، وذلك حفاظاً على حياتهم لأنهم من قادة الكتائب العسكرية لحركة حماس وغيرهاquot; وفق قوله.

وتابع quot;الموقف الآن يتلخص في أن حماس اتخذت قرارها النهائي بما يتعلق بأسماء الأسرى وأعدادهم، ونقل الوسيط الألماني اليوم (الخميس) إلى الحكومة الإسرائيلية موقف الحركة وشروطها النهائية، والآن بانتظار الرد الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يتم بحث رد حماس يوم الأحد المقبل خلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيليquot; حسب قوله.

وعن مدى مرونة حماس، وانعكاس الاتفاق على فك الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، قال عبد المجيد quot;هناك جدية كبيرة ومرونة لدى حركة حماس من أجل إنجاز عملية التبادل، بالإضافة إلى وجود تعهد إسرائيلي بتخفيف الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح لإدخال المواد، الأمر الذي وافقت عليه مصر وإسرائيل، كما طالبت مصر بأن يتم تجديد توقيع اتفاقية معبر رفح مع الأخ أبو مازنquot; حسب تعبيره. وعن الموعد المتوقع لإتمام صفقة تبادل الأسرى قال quot;هناك تفاؤل في أن يتم تحقيق الصفقة مطلع الأسبوع المقبل إذا بحث مجلس الوزراء الإسرائيلي شروط حماس النهائية ووافق عليهاquot; وفق تقديره