ربما لم تكن زيارة باراك اوباما الى الصين هذا الشهر فاشلة رغم ما يقال خلافا لذلك.

واشنطن: تعرض اوباما لانتقادات لتملقه الصينيين ولعودته خالي الوفاض على ما يبدو لكن تحرك بكين الاسبوع الماضي بشأن برنامج ايران النووي والتغير المناخي يشير الى ان الرئيس الاميركي ذهب الى أبعد مما كان يبدو في البداية. فقد ذهب اوباما الى الصين بثلاث قضايا رئيسية على الطاولة..العلاقات الاقتصادية والتغير المناخي ونزع الاسلحة النووية..واحرز تقدما فيما يبدو في اثنتين منها على الاقل.

لكن محللين قالوا ان من غير الواضح مقدار التأثير الفعلي للرئيس الاميركي على الصينيين او التأثير طويل الامد لما اعلن الاسبوع الماضي. وقال كينيث لايبرثال مدير مركز جون ال. ثورنتون لشؤون الصين بمعهد بروكينجز في واشنطن quot;تعرض الصينيون لضغط مركز بشأن كلتا القضيتين. quot;اعتقد ان موقفهم يعكس في الواقع تأثير زيارة اوباما والدبلوماسية الاميركية.quot;

وقدمت الصين دعما نادرا يوم الجمعة لتصويت اجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبخت فيه ايران على بناء منشأة لتخصيب اليورانيوم سرا وهو أول تصويت ضد ايران في أربع سنوات تقريبا. وأيدت الصين شأنها شأن روسيا التصويت مما سهل اقراره بواقع 25 صوتا مؤيدا مقابل معارضة ثلاثة اصوات في وكالة الطاقة مبتعدة عن اتجاه سابق لعرقلة المحاولات العالمية لعزل ايران شريكتها التجارية.

وقال خبراء ومسؤولو الادارة الاميركية ان اوباما شدد في بكين على ان برنامج ايران النووي يمكن ان يحدث فوضى في الشرق الاوسط ويعطل امدادات النفط العالمية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان المسؤولين الاميركيين جادلوا بان اسرائيل ترى طموحات ايران النووية تهديدا لوجودها ملمحة الى ان اسرائيل يمكن ان تهاجم ايران في يوم من الايام لتعطيل تلك الطموحات. واضافت الصحيفة ان هذا النقاش ساعد في جعل الصينيين يعملون مع القوى الاخرى لاتخاذ نهج اكثر تشددا حيال طهران. وقال لايبرثال quot;اوباما ضغط بشدة على الصينيين..ومضوا في الاتجاه الصحيح اليوم.quot;

وقالت بكين يوم الخميس ان رئيس الوزراء ون جيا باو سيذهب الى محادثات المناخ التي تقودها الامم المتحدة في كوبنهاغن الشهر المقبل وتعهدت بخفض حجم ثاني اكسيد الكربون المنتج مقابل كل يوان من الدخل القومي بما يتراوح بين 40 و 45 في المئة بحلول 2020 بالمقارنة مع مستويات 2005. واكتفت واشنطن بترحيب حذر باعلان الصين الخاص بالانبعاثات قائلة ان العالم سيراقب التقدم الذي سيحرزه اكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. وقال مراقبون ان قياس تنفيذ تعهدات الصين والتحقق منها سيكون عاملا رئيسيا في المضي قدما في ذلك الصدد.

وقالت بوني جلاسر كبيرة الباحثين والخبيرة في شؤون الصين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان المستوى المستهدف للخفض بين 40 و45 بالمئة الذي أعلنته الصين مخيب للامال لكنه علامة جيدة على انهم أعلنوا شيئا من الاساس. وقالت quot;اعتقد ان ادارة اوباما شعرت بالارتياح لحصولها على اعلان علني من الصينيين بانهم ذاهبون الى اجتماع كوبنهاغن.quot;

وأبدى مسؤولو البيت الابيض رضاهم ازاء هذه التطورات التي وصفوها بانها quot; تقدم ملموسquot; في اعقاب زيارة اوباما. وقال مسؤول كبير بالادارة quot;هذه الامور تتراكم ويعتقد الرئيس أنه من العمل السياسي والحوار وادارة مثل هذه المناقشات بطريقة محترمة وعلى فترة من الزمن سيتمكن من التوصل الى اجماع في الاراء.quot;

وقال محللون انهم لا يزالون ينتظرون تحركا من بكين ازاء وجهة النظر الاميركية القائلة بأن الصين أكبر دائن للولايات المتحدة يجب أن تترك قيمة عملتها اليوان ترتفع. واضاف لايبرثال quot;لا اعرف ماذا حقق (اوباما) فيما يتعلق بالازمة الاقتصادية.. اعرف انهم اجروا مناقشات حقيقية وجادة. لا اعرف ان كانوا حركوا الاشياء للامام أم لا.quot;

وقال مسؤول بالبيت الابيض ان اوباما وضع الاساس بشأن ايران..مثلما (وضعه بشأن) المناخ..خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الصينيين. واضاف quot;من الواضح انه كان يتعين علينا انتظار هذا التصويت (في المنظمة الدولية للطاقة الذرية) والان نحن ... حيث توقعنا أن نكون فيما يتعلق بالوصول الى هذا المستوى من التعاون الذي تمكنا من تطويره مع الصين في هذا الامر.quot;