حوصر أحد أبرز قادة المعارضة في ايران مير حسين موسوي صباح اليوم في مكتبه بأكاديمية الفنون الجميلة بطهران، إضافة إلى فائزة هاشمي ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني من قبل متظاهرين.

المعارضة الإيرانيّة تتحدّى النظام وتتظاهر مجددًا في طهران

طهران، وكالات: وجه المدعي العام الايراني غلام حسين محسني ايجائي الثلاثاء تحذيرًا الى رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي وقادة اخرين في المعارضة، مؤكدًا أن القضاء لن يكون quot;متسامحًاquot; معهم بعد اليوم.

وسئل محسني ايجائي خلال مؤتمر صحافي عما سيكون عليه موقف السلطة الايرانية حيال اثنين من قادة المعارضة هما موسوي ومهدي كروبي، اضافة الى فائزة هاشمي ابنة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني، فاكد تصميمه على quot;الدفاع عن المصالح العامةquot;.

وقال المدعي العام ان quot;السلطات القضائية والشرطة التزمت حتى الان ضبط النفس بهدف تحديد صفوف الاعداء في شكل واضح لمن يجهلون هذا الامر. واعلن انه لن يكون هناك تسامح اعتبارًا من اليومquot;. واضاف quot;اذا قام احد بالاخلال بالامن والنظام فسيتم التعامل معه بحزم. سنتخذ التدابير الضرورية على ان يشمل ذلك مدعي طهران اذا لم يتحرك بحق من ينتهكون حقوق الناس ويخلون بالنظام يوميا في المدينةquot;.

وحوصر مير حسين موسوي صباح اليوم في مكتبه باكاديمية الفنون الجميلة بطهران، وفق ما علم من مصادر متطابقة. وقال شاهد من داخل المبنى لوكالة فرانس برس ان المتظاهرين سدوا كافة المنافذ وسمحوا للموظفين بمغادرة المكان بدون موسوي.

وقال موقع موسوي على الانترنت ان quot;ما بين 30 و40 يستقلون دراجات نارية وبلباس مدنيquot; مجهولين منعوا موسوي من مغادرة المبنى بسيارته وهتفوا بشعارات مناوئة للزعيم الاصلاحي. واضاف الموقع ان موسوي خاطبهم قائلا ان كانت quot;لديكم مهمة فانهوها اقتلوني، تسببوا باصابتي او هددونيquot; غير ان المتظاهرين لم يعتدوا جسديًّا على القيادي الاصلاحي الذي تمكن من العودة الى داخل المبنى.

وطلب مقربون من موسوي من الشرطة التدخل غير ان عدد عناصر الشرطة في المكان ليس كافيًا، بحسب الشاهد ذاته. وموسوي رئيس الوزراء الاسبق والمنافس الذي خسر الانتخابات الرئاسية امام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009 التي احتج على نتائجها، اصبح ابرز معارضي الحكومة في الاشهر الاخيرة ورمزا للمعارضة التي تهتف باسمه في كل تظاهرة.

واطلق مجددا شعار quot;يا حسين، مير حسينquot; اثناء تظاهرات جرت الاثنين في طهران لمناسبة quot;يوم الطلابquot; التي شهدت صدامات مع قوات الامن. وتم الاعتداء على زوجة موسوي التي تدرس في جامعة طهران، مساء الاثنين في الحرم الجامعي من قبل مجموعة من الناشطين من التيار المحافظ، بحسب موقع الكتروني مقرب من المعارضة.

وقال الموقع انه تم رشها بالفلفل واصيبت في عينيها ورئتيها مشيرًا الى ان المعتدين من عناصر quot;المليشياquot; في تلميح الى مليشيات الباسيدج الاسلامية التي تستخدمها السلطات الايرانية لقمع تظاهرات المعارضة.

وكان مئة نائب تقدموا في تشرين الاول/اكتوبر بشكوى ضد موسوي، طالبين احالته امام القضاء لدوره في الاضطرابات. وقال محسني ايجائي quot;لقد ارسلنا هذه الشكوى الى مدعي طهران، ونامل ان تتم متابعتهاquot;. ويعتبر موسوي وكروبي وفائزة هاشمي ان اعمال تزوير شابت انتخابات 12 حزيران/يونيو، رافضين الاقرار باعادة انتخاب نجاد.

من جانبه دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مساء الاثنين إيران الى عدم quot;قمعquot; المتظاهرين بعد استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المعارضين للرئيس محمود احمدي نجاد الذين نزلوا الى شوارع طهران. وقال ميليباند quot;انا اشاطر العديدين قلقهم بشان استخدام القوة لقمع التظاهرات في يوم الطالبquot;.

واضاف عقب تحدي المحتجين للشرطة التي اطلقت الغاز المسيل للدموع على التظاهرات المعادية للحكومة quot;ان هذا يلي الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الانسان التي تجري منذ الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيوquot;. واشار الى ان quot;حرية الكلام والتعبير السياسي هي من القيم الاساسية التي يجب ان تحترمها جميع الحكومات. ونحن ندعو السلطات الإيرانية الى احترام حريات مواطنيهاquot;.

وفي 20 حزيران/يونيو الماضي، تحدى الاف المتظاهرين السلطة في طهران واعترضوا على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وكانت قوات الامن قد تدخلت ووقعت صدامات اسفرت عن سقوط عشرة قتلى واكثر من مئة جريح. واضاف وزير الخارجية البريطاني quot;نعتمد على السلطات الإيرانية لاحترام حريات مواطنيها وليس قمعهاquot;.

وبريطانيا هي من الدول الاكثر انتقادًا لنظام طهران وبرنامجها النووي المثير للجدل. وكانت التوترات بين البلدين قد وصلت إلى اوجها عند اعتقال خمسة بريطانيين كانوا يبحرون على متن مركب شراعي من البحرين الى دبي في 25 تشرين الثاني/نوفمبر قبالة إيران. لكن افرج عن البريطانيين بعد اسبوع من الاعتقال.