هددت الولايات المتحدة بالتعامل مع ايران بطريقة أخرى بعد اعلان الأخيرة عن اطلاق سجيل2.
طهران: قالت الولايات المتحدة ان اطلاق ايران لصاروخ سجيل 2 الذي ورد أن مداه يجعل اسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج في مرماه يقوض الثقة في تأكيد ايران أن نواياها سلمية ويدفع العالم للتعامل معها بطريقة جدية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان تجربة ايران الصاروخية تعزز رأي المطالبين بفرض عقوبات أشد عليها بسبب برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أن يكون هدفه انتاج أسلحة وتقول طهران ان هدفه توليد الكهرباء.
وقال براون في كوبنهاجن quot;هذا شيء مثار قلق بالغ للمجتمع الدولي ويقدم مبررات لنتحرك قدما فيما يتعلق بالعقوبات.quot;
وهون مسؤول ايراني كبير في مجال الطاقة من شأن أحدث محاولة لتشديد الضغوط على ايران قائلا ان تحرك الكونجرس الأميركي لاستهدافها بعقوبات تخص الوقود لن يسبب أي مشكلة لان طهران تحصل على البنزين من كثير من الموردين.
وايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم لكنها تفتقر الى طاقة التكرير الكافية لتلبية الطلب المحلي مما يضطرها الى استيراد قرابة 40 في المئة من حاجتها من البنزين.
وهذا قد يجعلها عرضة لاجراءات عقابية تستهدف وارداتها من البنزين رغم أن مسؤولين ايرانيين هونوا مرارا من أثر مثل هذه الخطوات.
ووافق مجلس النواب الأميركي يوم الثلاثاء على مشروع قانون يفرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تساعد في توريد البنزين الى ايران في خطوة يأمل المشرعون في ان تردع طهران عن مواصلة برنامجها النووي.
وقال حجة الله غانميفرد نائب الرئيس لشؤون الاستثمار في شركة النفط الوطنية الايرانية quot;لا يمكنهم تحقيق النجاح.quot; وأضاف quot;لدينا قائمة طويلة من موردي البنزين.quot;
ويقول محللون ان الاضطراب السياسي في ايران منذ انتخابات الرئاسة في يونيو حزيران القى بمزيد من الظلال على احتمالات التوصل الى أي تسوية للخلاف النووي.
الصاروخ سجيل 2 المعدل البعيد المدى لدى اطلاقه في الصحراء بايران |
وزاد التوتر الداخلي من جديد منذ أن اشتبك طلبة يؤيدون زعيم المعارضة مير حسين موسوي في طهران الاسبوع الماضي مع قوات الامن في أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة منذ شهور.
واتهمت الحكومة ووسائل الاعلام الرسمية أنصار المعارضة باهانة ذكرى الزعيم الاعلى الراحل ومؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله روح الله الخميني من خلال تمزيق صورة له خلال احتجاجات في السابع من ديسمبر كانون الاول.
ونفت المعارضة اي دور لها في حادث تمزيق الصورة الذي وردت أنباؤه في وسائل الاعلام الرسمية واشارت الى أن السلطات تخطط لاستغلاله ذريعة للقيام بحملة جديدة على المعارضة.
وفي زيادة للضغوط على المعارضة الاصلاحية قال القضاء الايراني يوم الاربعاء ان لديه أدلة تثبت أن زعماء المعارضة أذكوا التوترات في البلاد بعد انتخابات الرئاسة التي يقول موسوي انها زورت لصالح الرئيس أحمدي نجاد.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية قوله quot;لدينا ما يكفي من أدلة عن زعماء هذه المؤامرة ضد النظام.quot; وأضاف quot;واجب القضاء ان يدرس هذه الادلة والقضايا.quot;
وطالب المحافظون من قبل باعتقال موسوي لاثارته الاضطرابات التي حدثت بعد الانتخابات. ولكن الرئيس الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي انتقد حملة القمع في أعقاب الانتخابات حث السلطات على التعامل مع الجمهور بقدر أكبر من الاحترام.
ونقلت هيئة الاذاعة الايرانية عن رفسنجاني قوله لمجموعة من رجال الدين quot;يجب أن يعامل الناس بطريقة يشعرون معها أن المؤسسة تحترمهم وتحافظ على حقوقهم.quot;
وترفض السلطات اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات وصورت المظاهرات التي كانت أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 على أنها محاولة مدعومة من الغرب للاطاحة بحكم رجال الدين. واحتجز الاف من أنصار موسوي بعد الانتخابات وكان من بينهم اصلاحيون كبار. وأفرج عن أغلبهم لكن صدرت أحكام بالسجن وصلت الى 15 عاما على 80 شخصا كما صدر حكم بالاعدام على خمسة أشخاص فيما يتصل بالاضطرابات.
وقال وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي ان الصاروخ سجيل الذي اجريت تجربة اطلاقه يوم الاربعاء لا يمكن تدميره باستخدام الانظمة المضادة للصواريخ نظرا لسرعته العالية وقدراته المضادة للرادارات. ولاقت تجربة الاطلاق انتقادات غربية سريعة.
خريطة تظهر مدى صاروخ سجيل |
وقال المتحدث باسم البيت الابيض مايك هامر quot;مثل هذه التصرفات ستزيد جدية المجتمع الدولي وتصميمه على محاسبة ايران على تحديها المستمر لالتزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي.quot;
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان التجربة الصاروخية quot;مقلقة للغايةquot; وتبعث quot;باشارة سيئة للغاية الى المجتمع الدولي.quot; وقال وحيدي ان تجربة الصاروخ سجيل 2 تأتي في اطار جهود تعزيز قدرات الردع الايرانية ولا تمثل تهديدا للمنطقة.
واعربت كندا عن quot;قلقها العميقquot; من التجربة الصاروخية التي قامت بها ايران وطلبت من طهران ان توقف quot;فوراquot; برنامجها المتعلق بالصواريخ البالستية، حسب ما اعلن الاربعاء وزير الخارجية الكندي لورانس كنون.
وقال في بيان ان quot;كندا قلقة جدا من النشاطات المتواصلة من قبل ايران في مجال الصواريخ البالستية. تحث كندا ايران على ان توقف فورا برامجها في مجال الصواريخ البالستية التي تشكل مع نشاطاتها النووية السرية، تهديدا خطيرا للسلام والامن الدوليينquot;.
واضاف ان quot;التحركات التي تقوم بها ايران غير مقبولةquot; ويتوجب على طهران ان تتعاون quot;كلياquot; مع التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مجمل برنامجها النووي بما في ذلك نشاطاتها السرية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
أحمدي نجاد: نعارض انتاج قنبلة نووية من منطلق عقائدي
ذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال للقناة الاولى في التلفزيون الدنماركي ان quot;الذين يعتقدون ان امتلاك قنبلة نووية سيجلب لهم القوة متخلفون سياسياquot;.
واضاف quot;صحيح ان للشعب الايراني اعداء كثيرين لكنه ليس بحاجة الى قنبلة نووية للدفاع عن نفسهquot; مؤكدا ان ايران تدعو الى نزع هذه الاسلحة من العالم لان القنابل النووية واسلحة الدمار الشامل تشكل تهديدا لكل البشرية.
وقال ان quot;المسؤولين الايرانيين يتحلون بالشجاعة والصراحة ويعملون ما يريدون ولديهم شجاعة كافية للاعلان عن ذلكquot;، واضاف quot;نحن اعلنا بأننا سنبدأ بالتخصيب وعملنا بقولنا وقلنا سندخل مرحلة التصنيع ودخلنا في هذه المرحلة وقلنا ان فرض عقوبات على ايران اجراء ظالم ونرفضه فرفضناه واعلنا باننا سنبني 10 مواقع جديدة للتخصيب وسنبنيهاquot;.
وقال quot;لا يوجد داع للخوف لاننا لا نكذب ولا نسعى الى التضليل والخداعquot;.
من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي ان بلاده وافقت على احتفاظ الوكالة الدولية للطاقة الذرية باليورانيوم الايراني على اراضيها قبل ان تتم مبادلته بالوقود المستورد من الخارج.
واضاف صالحي في تصريح لقناة العالم الايرانية اليوم ان quot;هذا الاقتراح الايراني يعني اننا نقبل من حيث المبدأ بخطة تبادل الوقود النووي شرط وجود ضمانات كافيةquot;.
وذكر ان الضمان الوحيد هو ان تتم عملية التبادل بشكل متزامن على الاراضي الايرانية قائلا quot;قبلنا رعاية الوكالة للاحتفاظ باليورانيوم المنخفض التخصيب الايراني حتى وصول الوقود من الخارج وذلك بشرط ان تتم العملية على الاراضي الايرانية في جزيرة (كيش) جنوبي ايران او مناطق ايرانية اخرىquot;.
يذكر ان ايران اعلنت في السابق انها بحاجة الى بناء 20 محطة لتخصيب اليورانيوم لانتاج وقود كاف لمحطاتها للطاقة النووية مع التأكيد على عدم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وكانت ايران قالت في وقت سابق هذا العام ان مدى الصاروخ سجيل 2 يصل الى 2000 كيلومتر الامر الذي يمكنه من الوصول الى اسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة. ولم تستبعد اسرائيل والولايات المتحدة الخيار العسكري ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع. وتوعدت ايران بالرد اذا هوجمت.
وقال دبلوماسي غربي ان مسؤولين من الولايات المتحدة والقوى الكبرى الاخرى سيجرون مشاورات بشأن البرنامج النووي الايراني هذا الاسبوع عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة ولكن أي عقوبات جديدة ستتطلب مفاوضات مطولة بين الغرب وروسيا والصين.
وفي تشرين الاول/اكتوبر عرض على ايران اتفاق ترسل طهران بموجبه اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج بحلول نهاية العام لتخصيبه الى مستوى اعلى. لكن ايران تراجعت عن الاتفاق مما زاد احتمالات فرض عقوبات اضافية عليها.
التعليقات