طلال سلامة من روما: قبل أقل من أسبوعين على بدء الحملة الانتخابية لتنصيب رئيساً جديداً لإقليم جزيرة سردينيا، بدأ سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الايطالي حملة شرسة للدفاع عن مرشحه ومهاجمة مرشح المعارضة. فالأخير، ويدعى quot;ريناتو سوروquot; وهو رئيس هذا الإقليم المستقيل من جراء خلافات داخل الحزب الديموقراطي اليساري الذي ينتمي إليه، رجل فاشل بنظر برلسكوني الذي وصفه كذلك بأنه ساحر الثعابين.

يذكر أن برلسكوني وسورو انخرطا في الحياة السياسية بعد سيرة مهنية حافلة رأتهما في الواجهة الصناعية الرئيسية لإيطاليا. مع ذلك، فان رجل الأعمال سورو فاشل كصناعي وسياسي ورئيس إقليمي. بالطبع، يعتمد برلسكوني في هجومه التلفزيوني الحاد، الذي حوله من ضحية إعلامية الى مفترس يقول الحقيقة بكل وقاحة، على معطيات تجارية بحتة. فرجل الأعمال سورو كان الرئيس السابق لشركة تجهيز خدمات إنترنتية تدعى quot;تيسكاليquot; المعروفة كذلك على الصعيد الأوروبي. وأثناء ترأس هذه الشركة، التي استمرت 11 عاماً، تراكمت الديون على هذه الشركة لما مجموعه 3.3 بليون يورو.

أما في البورصة، فهوى سهمها من 100 يورو الى 0.38 سنتاً فقط. لذلك دعا برسلكوني الى النظر الى هؤلاء المستثمرين الذين وضعوا كل أموالهم في أسهم هذه الشركة ليصبحوا اليوم فقراء، ويقول كيف يمكن للناخبين في هذه الجزيرة وضع مصيرهم ومستقبلهم في أيدي هذا الرجل الغامض.

وفي أي حال، باتت الأوضاع السياسية على هذه الجزيرة لا تطاق. إذ هي تحولت الى مسرح من الشجار المتواصل داخل الائتلاف اليساري وكانت الحلقة الأخيرة منه استقالة ريناتو سورو بصورة مضحكة. كما انه في عهد سورو، وصلت جزيرة سردينيا الى أرقام قياسية من حيث الأسر التي تعيش ما دون حد الفقر والبطالة.

مع ذلك، تمضي القوى اليسارية قدماً في حماية سورو بالدروع. كما تواصل الصحف اليسارية الإشادة بأفعاله.