طلال سلامة من روما: تتوغل يد العدالة الإيطالية، بصورة واثقة من نفسها، في أنسجة الشبكة العنكبوتية. في إطار القوانين المتعلقة بحماية الأمن الداخلي، وافق مجلس الشيوخ اليوم على تحسين قانوني تقدم به رئيس اتحاد الديموقراطيين المسيحيين في هذا المجلس، quot;جانبيارو دالياquot;، يتمحور حول قمع ظواهر تشويه الأخلاقية الدينية والمؤسساتية وإغلاق تلك المواقع الإلكترونية، التي تحتضن وكراً للمنظمات المافيوية أو الإجرامية أو الانقلابية أو الإرهابية، التي تحض زوار الشبكة العنكبوتية على افتعال الجرائم. علاوة على ذلك، يضع التحسين القانوني خطاً أحمراً أما تلك المواقع التي تحفز زوارها على ارتكاب العنف الجنسي والتمييز والكره العرقي والديني.

بالطبع، سيكون من الصعب ملاحقة أصحاب هذه المواقع الشاذة، التي تستخدم الإنترنت لأغراض شريرة من شأنها تشويه باقة لا نهاية لها من المنافع التي يعرضها الإنترنت منذ سنوات عدة على زواره لا سيما سرعة تبادل المعطيات والتواصل الشخصي الفوري. لذلك، فان التحسين القانوني الجديد سيستهدف مجهزي الخدمات الإنترنتية الذين سيُطلب منهم quot;إسكاتquot; تلك المواقع التابعة لهم، المشكوك بطابعها الإجرامي.

من جانبها، ستقوم وزارة الداخلية الإيطالية، في حال جمع أدلة قاطعة حول ضلوع المواقع الإنترنتية في أنشطة إجرامية، بسن مرسوم خاص لقطع حبل أنشطة مثل هذه المواقع من أساسها. وسيطال المرسوم، الذي سيصدق عليه روبرتو ماروني وزير الداخلية الصارم شخصياً، كافة مجهزي خدمات الاتصال بالشبكة العنكبوتية الذين ينبغي عليهم تشغيل أدوات فلترة معلوماتية خاصة لتعتيم هذه المواقع وإلا فانهم سيواجهون غرامات مالية وملاحقات قانونية قد تقضي بالكامل على أنشطتهم التجارية.

في الواقع، تعرب جميع الأحزاب السياسية عن تقديرها لهذا التحسين القانوني المتأتي من الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي ينوي تطهير الشبكة العنكبوتية من مبادرات إجرامية شاذة كما تلك التي يقودها موقع quot;فايس بوكquot; الذي يحتضن بعض الأوكار التي تشيد برؤساء المافيا الإيطالية والألوية الحمراء ومغتصبي النساء. فما نفع هذا الموقع على المجتمع الدولي ان كان أصحابه يؤيدون حقن زوارهم بجرعات من الشر النفسي؟