الحكومة الإسرائيلية تخطط لإقامة 73 ألف وحدة سكنية في المستوطنات
مصادر: كلينتون لن تضغط على نتنياهو

نضال وتد من تل أبيب: على الرغم من التقديرات الأولية التي قالت بان حكومة يمينية يشكلها نتنياهو ستكون وصفة أكيدة لتوتر في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية إلى درجة تفجير صدام بين الطرفين ولا سيما في ظل رفض نتنياهو المعلن لاعتماد الحل الأميركي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدولتين مستقلتين، إلا أن مصادر إسرائيلية سياسية مقربة من نتنياهو قالت اليوم لموقع معاريف إن نتنياهو لا يتوقع أن تمارس وزيرة الخارجية الأميركية، في زيارتها الحالية على الأقل أية ضغوط على إسرائيل، أو على نتنياهو نفسه خلال لقائها به.

وقال موقع صحيفة معاريف إن مقدور نتنياهو أن يكون مطمئنا، مؤقتا، على الأقل ، ذلك أن وزيرة الخارجية الأميركية، التيس ستصل مساء اليوم إلى إسرائيل لن تطلق تصريحات سياسية بعيدة الأثر. في المقابل ووفقا لمصادر مقربة من نتنياهو فإن الأخير لن يسارع بدوره إلى إصدار تصريحات سياسية على مسامع كلينتون، من شأنها أن تبعد شركائه المحتملين من اليمين الإسرائيلي، وهو ما يفسر حاليا رفض نتنياهو إعلان التزامه بمبدأ الدولتين، من جهة، والاكتفاء بالحديث عن مفاوضات وحوار مع الجانب الفلسطيني، دون الالتزام المسبق بنتائج هذه المفاوضات، مع أن كلينتون كانت أوضحت في مناسبات سابقة أن إدارة أوباما ستعمل بحزم لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين قدما، كما أنها ملتزمة بمبدأ الدولتين.

مع ذلك لفتت المصادر الإسرائيلية إلى أن نتنياهو الذي يحاول استمالة ليفني وبراك للدخول في حكومته، سعى إلى تخفيف لهجته السياسية في محاولة لتفادي ضغوط على حكومته القادمة، ولمنع بلورة موقف مناوئ لحكومة قد يمين يشكلها في نهاية المطاف. وفي هذا السياق أشار نتنياهو في مقابلة مع الواشنطن بوست إلى ما أسماه quot;باتفاق واسع داخل إسرائيل وخارجها على أن يكون الفلسطينيون قادرين على إدارة أمور حياتهم، لكن دون أن يهددوناquot;، فقد حرص نتنياهو أن يتجنب الحديث عن تقرير المصير وعن حق الفلسطينيين بدولة مما يشير إلى تصوره لطبيعة الحل والذي يعني عدم الخروج عن نطاق quot;الحكم الذاتي والإدارة الذاتيةquot; وهي صيغة توفر عليه توترا لا لزوم له داخل الجناح اليميني المتطرف في الليكود نفسه والمتمثل ببني بيغن، من جهة، وتصوره بأنه رجل أكثر مرونة مما يصوره خصامه السياسيون من اليسار ولا سيما زعيمة كديما، تسيبي ليفني التي قالت أكثر من مرة إن نتنياهو ليس ملتزما بالتوصل إلى حل مع الفلسطينيين وأـنها ترفض أن تكون ورقة توت لحكومة شلل يمينية.

نقاط الخلاف الرئيسية بين إدارة أوباما وبين نتنياهو

تتصدر مسألة القبول والعمل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، قائمة المواضيع المختلف عليها بين إدارة أوباما وبين نتنياهو الذي يرفض الالتزام بهذا المبدأ فيما ترى الولايات المتحدة تحت رئاسة أوباما بأن هذا المبدأ يجب أن يكون الأساس والمبدأ الموجه للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

الموضوع الثاني الذي يشكل موضع خلاف بين الطرفين هو موضوع المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، بين حماس وفتح، حيث يرى نتنياهو أن حماس لا يشكل ولا يمكن أن يشكل طرفا للمفاوضات، وهو يؤيد بشكل فعال ومعلن حملة quot;الرصاص المصبوبquot; كفكرة للقضاء على حماس وتفكيكها، في المقابل فإن الولايات المتحدة لا تلغي ولا ترفض خيار المصالحة الداخلية، فلسطينيا بشروط.

أما الملف الثالث موضع الخلاف بين الطرفين فهو الملف الإيراني وسبل معالجته ومواجهته إذ يرفض زعيم الليكود أي خيار للحوار مع إيران ويطالب بالإبقاء بشكل أساسي على الخيار العسكري مطروحا على الطاولة فيما يصر أوباما على إطلاق حوار ومحادثات مع القيادة الإيرانية وليس متحمسا للخيار العسكري والمواجهة العسكرية مع غيران.

ومع أن الصحف الإسرائيلية اعتبرت اليوم، هذه الملفات الثلاثة باعتبارها الملفقات الأكثر سخونة من حيث احتمالات تفجرها، إلا أنها أغفلت ملفا آخر يتعلق بسياسة الاستيطان في الضفة الغربية ورفض نتنياهو وقف الاستيطان، وهو أمر يكتسب زخما مع نشر سلام الآن الاثنين تقريرا جديدا يؤكد عزم الحكومة الإسرائيلية بناء أكثر من 73 ألف وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، منها 20 ألف وحدة في المناطق والمستوطنات الواقعة شرقي الجدار الفاصل.

وفي هذا السياق كشف موقع هآرتس نقلا عن مصادر في حركة quot;السلام الآنquot; أن غالبية الوحدات السكنية الجديدة ستقام في مستوطنات تقع ضمن الكتل الاستيطانية التي ترغب إسرائيل بالإبقاء عليها داخل نفوذها في اتفاقيات الحل الدائم مع الفلسطينيين ( ضمن ما يسمى إسرائيليا بالقدس الكبرى وغربي الشارون). وقال الموقع إن 15 ألف وحدة سكنية قد تمت المصادقة عليها بينما لا تزال هناك نحو 58 ألف وحدة سكنية في خطط تنظيمية لم يصادق عليها رسميا بعد.