أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: بعد أيام من تسليم أربعة أطفال مغاربة، كما كشفت quot;إيلافquot; في وقت سابق، عاد الجيش الجزائري ليختطف مواطنا مغربيا آخر، ويتعلق الأمر بعبد الكريم بندودة المزداد سنة 1989 من محافظة عبو لكحل في فكيك.
وأثارت هذه العملية استياء مواطنين من المنطقة، في حين تسائل مراقبون عن سبب اختيار هذا التوقيت لتنفيذ هذه quot;الاختطافاتquot;، وما الغرض من هذه الاختراقات.

وكان الجيش الجزائري سلم الأطفال الأربعة الذين quot; اختطفهم quot;، يوم 18 من الشهر الجاري، بعد توغله إلى التراب المغربي ببضعة أمتار على مستوى واد زوزفانة.
ويتعلق الأمر، حسب مصادر من إقليم فكيك، برابح عبد المالك، وعبد الحق ياسين، ومحمد بندحو، وعمر بنعلي، وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و 16 سنة.

وكان عناصر الجيش الجزائري، الذين كانوا مدججين بالأسلحة والكلاب، فتشوا الأطفال الأربعة في واد زوزفانة، قبل أن يجري اقتيادهم إلى مركز بني ونيف الحدودي الجزائري الذي يقابل مركز لخناك المغربي، على بعد 7 كلم من فيجيج.
وقالت مصادر حقوقية إنه جرى إخبار السلطات المحلية بفكيك، في اليوم نفسه، من طرف عائلات المعتقلين، مع احتمال اقتياد التلاميذ المعتقلين إلى مدينة بشار الجزائرية (100 كلم عن فكيك).
ويمتد الشريط الحدودي البري بين الجزائر والمغرب على طول 1559 كلم، وتنتشر مئات المراكز المكلفة بالمراقبة على هذا الشريط.

وتكررت اختلاقات الجيش الجوائري، إذ سبق لعناصره أن توغلوا في التراب المغربين في أكثر من مرة، آخرها خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، عندما احتجزوا في الجماعة القروية عبو لكحل بالوادي، وتم إبعاد المواطنين المغاربة الذين كانوا يرعون ماشيتهم بعين المكان، 1000 رأس منها إضافة إلى ناقة.

وبعد أيام، جرى إرجاع حوالي 500 رأس، فيما لم يجر إعادة رؤوس الماشية المتبقية.
ويأتي هذا في وقت بدأت كاتبة الدولة في الخارجية هيلاري كلينتون مشوارها الدبلوماسي، باستغلال مؤتمر شرم الشيخ المخصص لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة إعمار غزة، لجمع وزراء خارجية المغرب والجزائر وتونس، في لقاء خاص تضمن التعاون في مختلف المجالات.
وعقب الاجتماع قال الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن المغرب عبر عن تجاوبه مع هذه المبادرة، وأكد على ضرورة quot;إقامة حوار مستمر ومتميز بين الإدارة الأميركية الجديدة ومنطقة المغرب العربيquot;.
وكانت اشتعلت، أخيرا، ما يمكن أن نطلق عليها quot;حرب مناوراتquot; بين الرباط والجزائر، إذ فيما أنهى المغرب مناورات عسكرية في جنوب المملكة، شاركت فيها طائرات هيلكوبتر وطائرات حربية من نوع quot;إف 5quot; وquot;إف 16quot;، إلى جانب فرقة من المضليين، يواصل الجيش الجزائري تدريبات عسكرية في مناطق صحراوي بشمال ولاية تمنراست الواقعة قرب الحدود الجزائرية الليبية.
وتأتي هذه المناورات في وقت كثف أفراد الجيش الجزائري تحركاتهم على الحدود المغربية، إذ يعيشون ما يشبه حالة استنفار، ربطته مصادر بمكافحة عمليات التهريب ونشاط التنظيمات المتطرفة. وكانت القوات الحربية الجزائرية تجرب أنظمة أسلحة متطورة جدا، منها الصاورخ الروسي quot;كريو نتمهquot; المضاد للدبابات.