أكد انه بريء وضربه للرئيس الاميركي كان طبيعياً من أي عراقي
الحكم بسجن الصحافي الزيدي رامي بوش بحذائه 3 سنوات

بدء محاكمة منتظر الزيدي للإستماع لشهود الإعتداء على بوش

أسامة مهدي من لندن: حكمت المحكمة الجنائية العراقية اليوم بالسجن لمدة 3 سنوات على الصحافي العراقي منتظر الزيدي بعد تجريمه بتهمة بالاعتداء على الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في واقعة رميه بحذائه وهو حكم ينتظر ان يثير ردود افعال متباينة من مختلف القطاعات الشعبية والاعلامية وخاصة من التيار الصدري الذي طالب مرارا باطلاق سراحه. وبعد جلسة قصيرة وسط اجراءات امنية مشددة حول مقر المحكمة الجنائية في بغداد اعلن قاضي المحكمة عبد الأمير حسان الربيعي الحكم بالسجن 3 سنوات على الزيدي الذي جلب الى المحكمة تحت حماية مشددة وكان يرتدي بدلة بنية فاتحة اللون ونظارات طبية.

وقال القاضي ان المحكمة قررت سجن الزيدي ثلاث سنوات بعد ادانته بتهمة الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال زيارة رسمية. وقد اكد الزيدي خلال الجلسة انه غير مذنب قائلا quot;ان ردة فعلي كانت طبيعية واي عراقي مكاني كان سيفعل ذلكquot;. وجلسة المحاكمة التي تم النطق بالحكم فيها اليوم هي الثانية في مجريات محاكمة منتظر بد ان كان جلسات المحاكمة قد بدأت في التاسع عشر من الشهر الماضي. وقد استمعت المحكمة خلال الجلستين على عدد قليل من الشهود الذين رووا تفاصيل عن واقعة رمي الزيدي لبوش بحذائه. واعتبر مصدر قانوني تحدث مع quot;ايلافquot; انه يبدو ان المحكمة لم تأخذ بقرار محكمة التمييز في اسناد تهم للزيدي كان سيؤدي الحكم عليه فيها بين 7 و15 عاما.

وكانت محكمة التمييز الاتحادية العراقية رفضت الشهر الماضي تغيير التهمة الموجهة الى الزيدي من الاعتداء على رئيس دولة اجنبية إلى اهانة رئيس الدولة وهو ما سيعرضه الى السجن 15 عاما. وكانت هيئة الدفاع قدمت لائحة الى محكمة التمييز الاتحادية طالبت بموجبها تغيير الوصف القانوني من المادة القانونية 227 والتي تتضمن الاعتداء على رئيس دولة اجنبية الى المادة 223 والمتضمنة اهانة رئيس دولة اجنبية. وتنص المادة quot;223 ف2quot; على انه يعاقب بالسجن لمدة لاتتعدى العامين او بالغرامة إذا ارتكبت اهانة ضد رئيس دولة أجنبية أثناء وجوده في العراق بينما تشير المادة 227 الى اصدار حكم بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و15 عاما على مرتكب quot;جريمةquot; الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال وجوده في العراق.

فبعد جلسة لم تستغرق طويلا اليوم مثل خلالها الصحافي في فضائية البغدادية العراقية منتظر الزيدي المولود في 15 كانون الثاني (يناير) عام 1979 امام المحكمة التي تقع بالقرب من المنطقة الخضراء وسط بغداد والمسؤولة عن المتهمين بقضايا ارهاب بتهمة رشقه بوش بحذائيه خلال زيارته الى بغداد قبل انتهاء ولايته أواخر العام الماضي ففد اعلن القاضي الربيعي الحكم بعد ان اثار محامو الزيدي عدم شرعية زيارة بوش الى العراق بصفته رئيس الدولة المحتلة.

واعتمد دفاع فريق محامي الزيدي البالغ عددهم 25 محاميا في دفاعه لائحة تركزعلى عدم وجود مادة في القانون العراقي تحاسب على قيام الزيدي برمي حذائه في وجه بوش وان زيارة الرئيس الاميركي غير قانونية اصلا لانه رئيس الدولة التي تحتل العراق باعترافها واقرار الامم المتحدة لذلك.

وقد ادلى الزيدي بافادته امام المحكمة في الجلسة الاولى مؤكدا انه قام بهذا العمل لان الرئيس الاميركي السابق هو quot;المسؤول عن الجرائم التي حدثت في العراقquot;.. مضيفا انه لاحظ بوش يتحدث ويبتسم وينظر الى رئيس الوزراء نوري المالكي بابتسامة جليدية بلا دم وبلا روح واخذ يمزح مع المالكي ويقول انه سوف يتناول العشاء معه بعد المؤتمرquot;. واضاف quot;في تلك اللحظة لم ار الا بوش. اسودت الدنيا في عيني وكنت اشعر ان دماء الابرياء تسير من تحت اقدامي وهو يبتسم تلك الابتسامة قادما ليودع العراق في العشاء الاخير بعد اكثر من مليون شهيد والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلدquot;. وقال quot;في تلك اللحظة شعرت ان هذا الشخص هو القاتل الاول لشعبي وانا جزء من هذا الشعب لذا حاولت ان ارد ولو بجزء يسير فانفعلت وضربته بالحذاء لانه المسؤول عن الجرائم التي حصلت في العراقquot;.

واضاف الزيدي quot;رميت الحذاء بوجه بوش فلم تصبه الفردة الاولىquot;. واضاف ان الفردة quot;الثانية جاءت لا ارادية ورميته بها ولم تصبه وانا لم ارد المساس برئيس الوزراء العراقي او احراجهquot;. واكد قائلا quot; اردت ان اعبر عما في داخلي وداخل الشعب العراقي كله بكل اتجاهاته وما يكنه لهذا الرجل بالذات من كراهية بهذه الطريقةquot;.

وقال quot;في ذلك اليوم لم اكن ابيت النية لغرض الاعتداء عليه (بوش) ولدى بدء المؤتمر كان المالكي يتحدث وبعد الانتهاء من كلامه بدأ بوش بالحديثquot;. وتابع ان بوش quot;تحدث عن انتصاراته ومنجزاته في العراق..اي منجزات يتحدث عنها. قتل اكثر من مليون وبحار من الدماء وانتهاك مساجد وقتل من فيها واغتصاب النساء واذلال العراقيين في كل يوم وساعةquot;. واضاف ان quot;هناك اكثر خمسة ملايين يتيم عراقي ومليون ارملة وثكلى، بسب الاحتلالquot;.
وجادل الزيدي القاضي الذي صرح ان بوش كان ضيفا على العراق فكيف تفعل ذلك قائلا quot;هذا غير صحيح لان كان يحضر في المنطقة الخضراء وهي تحت حمايته وحماية جيشه وهو يقود هذه القوات ومن غير المنطق ان يكون ضيفا على مكان هو مسيطر عليهquot;. وردا على سؤال القاضي حول تصميمه على ضرب الرئيس الاميركي و تدربه على رمي الحذاء قال منتظر ان quot;ما حصل في المؤتمر الاخير كان آنياquot;.
وا
وقد وجه مالك قناة البغدادية عون حسين الخشلوك رسالة الى قضاة المحكمة طالب فيها ببراءة الزيدي وقال quot; انتم تقفون اليوم في دار العدالة العراقية تحاكمون العراقي مراسل البغدادية منتظر الزيدي على فعل لم يعد قضية جنائية او جنحة يصفها قانون بل قضية ودلالة اخذت ابعادا وطنية ودوليةquot;. واكد ان الزيدي يتمتع quot;بحسن السيرة ووطنية الانتماء ونقاء السريرة وكان بحكم عمله يعيش مع العراقيين ويدخل بيوتهم ويطلع عن قرب على معاناتهم وماسببه الاحتلال من ماس وما انتجه من ارضيات صالحة لنمو الجريمة والفساد وكان مدججا بالغيرة والحمية على اهله وشعبه مشحونا بكل معاني الرفض للاحتلال وممارساته بوضوح حاد ودون نفاق او تردد ولذلك كان ماقام به ردا تلقائيا منسجما مع هذا التراكم الانساني والوطني الذي اتصف به دالا دلالة صريحة حية صارخة على الاحتجاج والتعبير السلمي عن رفض الظلم والاذلال الذي طال ابناء بلدهquot;.

وكان الصحافي منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا قناة البغدادية العراقية التي تبث من القاهرة قد رشق بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحافي مشترك كان يعقده في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأعلن المالكي أنهquot;سيتنازل عن حقه الشخصي في قضية الزيدي لكن لن يتنازل عن حق الدولة العراقية وضيفها في مقاضاة الزيدي عن تصرفاتهquot;. كما طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر القضاء العراقي والحكومة العراقية باطلاق سراح الزيدي معتبرا عدم تنفيذ ذلك quot;وصمة عار في جبينهاquot;.