أسامة مهدي من لندن: بدأ افراد عائلة الصحافي العراقي منتظر الزيدي المتهم برمي الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بحذائه أعتصاما في بغداد اليوم بمشاركة نواب وصحافيين ومتعاطفين وذلك قبل يومين من استئناف محاكمته الخميس المقبل مطالبن باطلاق سراحه. وقد رفع المعتصمون صور الزيدي ولافتات تدعو الى اطلاق سراحه في الاعتصام الذي نفذ في ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية في حين احاطت القوات الامنية بالساحة ومنعت الصحافيين من الاقتراب من المعتصمين. ويشارك في الاعتصام افراد عائلة الزيدي واقاربه وصحافيون وممثلون عن جمعيات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني اضافة الى نواب وخاصة من التيار الصدري.
وكانت محاكمة الزيدي المولود في 15 كانون الثاني (يناير) عام 1979 قد بدأت الشهر الماضي امام المحكمة الجنائية المركزية التي تقع بالقرب من المنطقة الخضراء وسط بغداد والمسؤولة عن المتهمين بقضايا ارهاب بتهمة رشقه بوش بحذائيه خلال زيارته الى بغداد قبل انتهاء ولايته أواخر العام الماضي لكنه تم بعد جلسة قصيرة تأجيل المحاكمة الى الثاني عشر من الشهر الحالي.
وقد اعلن قاضي المحكمة عبد الامير حساني الربيعي عن تأجيل المحاكمة بعد ان اثار محامو الزيدي عدم شرعية زيارة بوش الى العراق بصفته رئيس الدولة المحتلة حيث ينتظر ان يتم خلال هذه الفترة الانتهاء من توصيف الزيارة قانونا وهل هي لرئيس دولة الى اخرى ذات سيادة ام انها لرئيس دولة محتلة للبلد الذي تحتله. ولا محاكمة الزيدي انه بدا بصحة ومعنويات جيدة حين ادخله الحراس موثق اليدين الى قاعة المحكمة قبل ان يأمر القاضي بفك وثاقه وسؤاله عن اسمه وعنوانه ومهنته.
وقد منع حراس المحكمة الصحافيين من استخدام الات التصويت الفوتوغرافية او التلفزيونية خلال الجلسة. ويعتمد دفاع فريق محامي الزيدي البالغ عددهم 25 محاميا في دفاعه لائحة تركزعلى عدم وجود مادة في القانون العراقي تحاسب على قيام الزيدي برمي حذائه في وجه بوش وان زيارة الرئيس الاميركي غير قانونية اصلا لانه رئيس الدولة التي تحتل العراق باعترافها واقرار الامم المتحدة لذلك.
ومن جهته اشار المحامي ضياء السعدي رئيس فريق الدفاع في تصريح له قبل بدء المحاكمة الى انه التقى الزيدي فوجد معنوياته مرتفعة quot;وشرحنا له كيفية حضوره للمحكمة حين ينادون عليه ويدخلوه و يطلبون منه التحدث عن الواقعة والكشف عن تقارير واوراق الدعوى منها عدم وجود محضر للحذاء بسبب القيام باتلافهquot;. وقال quot;كانت معنويات منتظر عالية ومستعد للمثول امام المحكمة ومؤمن بعدالة قضيته ويعلق املا كبيرا على براءته لانه لم يحاول قتل الرئيس السابق بوش و انما اراد ان يعبر عن رأيهquot;quot;.
واضاف وقال انه بالنسبة لفريق الدفاع فان quot;فعله يدخل في اطار التعبير عن الرأي ورفض الاحتلال العسكري الاميركي للعراق الذي ادى الى خراب وتدمير واضطهاد دولة العراق وشعبه واستقلاله وسيادتهquot;. واوضح ان quot;فعل الزيدي ليس قتلا او شروعا في القتل لان الاداة المستعملة وهي الحذاء لا ترتقي الى وسيلة جرمية تحقق القتل او الشروع فيه وبالتالي ليس من العدالة اجراء محاكمته على انه قاتل او شرع في قتل الرئيس الاميركي بوش وان فعله عندما قذف بحذائيه بوجه الرئيس الاميركي بوش قصد به الاهانة والاهانة قد تكون فعلا او قولا او اشارةquot;.
والشهر الماضي رفضت محكمة التمييز الاتحادية العراقية تغيير التهمة الموجهة الى الزيدي من الاعتداء على رئيس دولة اجنبية إلى اهانة رئيس الدولة وهو ما سيعرضه الى السجن 15 عاما. وكانت هيئة الدفاع قدمت لائحة الى محكمة التمييز الاتحادية طالبت بموجبها تغيير الوصف القانوني من المادة القانونية 227 والتي تتضمن الاعتداء على رئيس دولة اجنبية الى المادة 223 والمتضمنة اهانة رئيس دولة اجنبية. وتنص المادة quot;223 ف2quot; على انه يعاقب بالسجن لمدة لاتتعدى العامين او بالغرامة إذا ارتكبت اهانة ضد رئيس دولة أجنبية أثناء وجوده في العراق بينما تشير المادة 227 الى اصدار حكم بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و15 عاما على مرتكب quot;جريمةquot; الاعتداء على رئيس دولة اجنبية خلال وجوده في العراق.
وكان الصحافي منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا لقناة البغدادية العراقية التي تبث من القاهرة قد رشق بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحافي مشترك كان يعقده في بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وأعلن المالكي أنهquot;سيتنازل عن حقه الشخصي في قضية الزيدي لكن لن يتنازل عن حق الدولة العراقية وضيفها في مقاضاة الزيدي عن تصرفاتهquot;.
ومن جهته وجه مالك قناة البغدادية عون حسين الخشلوك رسالة لدى بدء محاكمة الزيدي الى قضاة المحكمة طالب فيها ببراءته وقال quot; انتم تقفون اليوم في دار العدالة العراقية تحاكمون العراقي مراسل البغدادية منتظر الزيدي على فعل لم يعد قضية جنائية او جنحة يصفها قانون بل قضية ودلالة اخذت ابعادا وطنية ودوليةquot;.
واكد ان الزيدي يتمتع quot;بحسن السيرة ووطنية الانتماء ونقاء السريرة وكان بحكم عمله يعيش مع العراقيين ويدخل بيوتهم ويطلع عن قرب على معاناتهم وماسببه الاحتلال من ماس وما انتجه من ارضيات صالحة لنمو الجريمة والفساد وكان مدججا بالغيرة والحمية على اهله وشعبه مشحونا بكل معاني الرفض للاحتلال وممارساته بوضوح حاد ودون نفاق او تردد ولذلك كان ماقام به ردا تلقائيا منسجما مع هذا التراكم الانساني والوطني الذي اتصف به دالا دلالة صريحة حية صارخة على الاحتجاج والتعبير السلمي عن رفض الظلم والاذلال الذي طال ابناء بلدهquot;.
التعليقات