انضمام نواب ومواطنين لاعتصام اقارب يدعو لاطلاق الصحافي
عائلة الزيدي تخشى على حياته ومثوله امام محكمة الجنايات الاحد
أسامة مهدي من لندن :
عبر افراد من عائلة الصحافي العراقي منتظر الزيدي عن خشية على مصيره وقالوا انهم لايعرفون فيما اذا كان حيا او ميتا او انه موجود داخل العراق او خارجه وطالبوا بالكشف عن وضعه الصحي ومجريات التحقيق معه .. فيما انضم نواب ومواطنون الى اعتصام افراد عائلته عند مدخل المنطقة الخضراء ببغداد وقال مصدر مقرب من الحكومة ان الاعتذار الخطي الذي تقدم به الصحافي لرئيس الوزراء نوري المالكي لن يؤثر في مجريات التحقيق والقرارات التي يتخذها القضاء بحقه حيث ينتظر ان يمثل امام محكمة الجنايات الاحد المقبل اثر ارسال فردتي حذائه الى مختبر لمعرفة ما اذا كانا يحتويان على مواد خطرة .
فقد انضم نواب ومواطنون قادمون من محافظات عراقية مختلفة الى اعتصام عدد كبير من أفراد عائلة الصحافي منتظر الزيدي الذي رشق بوش مطلع الأسبوع بحذائه عند أحد مداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد مطالبين بإطلاق سراحه.
وقال عدي الزيدي شقيق منتظر ان اي مسؤول عراقي لم يحضر الى الاعتصام لمعرفة مطالب عائلته التي قال انها تتضمن نقاطا خمس . واوضح ان هذه المطالب تتضمن الكشف عن مصيره واحالته الى محاكمة سريعة واحالته الى لجنة طبية لمعرفة وضعه الصحي ومقاضاة الاشخاص الذين اعتدوا عليه بالضرب وعدم ملاحقة افراد عائلته . واشار الى ان الاعتصام مستمر وسيتوسع كثيرا يوم غد بانضمام نواب اخرين ومجاميع من المواطنين للمطالبة باطلاق سراح منتظر .
اما السيدة ام يزن خالة مرتضى التي ربته صغيرا اثر وفاة والديه ان العائلة لاتعرف شيئا عن مصير الزيدي وهي تخشى على حياته . وطالبت بالكشف عن مكان اعتقاله ووضعه الصحي خاصة بعد تعرضه للضرب اثر رميه لحذائه باتجاه بوش .. وتساءلت قائلة : لاندري هل هو حي او ميت الان؟ .

ودعا عمه الى ترتيب مقابلة للعائلة للاطمئنان على وضع الزيدي الصحي وناشد الزعماء العرب ارسال اطباء لمعرفة وضعه الصحي مشيرا في تصريحات من مكان الاعتصام نقلتها قناة quot;البغداديةquot; التي يعمل لها الزيدي ان معلومات وصلت الى العائلة بوجود اصابات في عينه وكسر ذراعه واحد اضلعه وطالب المالكي باطلاق سراحه فورا . كما نفى ضرغام شقيق الزيدي بشدة مقولات اصابة شقيقه بمرض نفسي .. وتساءل قائلا :هل ان العراقي الذي يقاوم الاحتلال مريض نفسيا ؟ .
وقال ابو خالد اكبر افراد العائلة الذين حضروا للاعتصام من محافظة الناصرية الجنوبية quot;نطالب باطلاق سراح منتظر او معرفة احوالهquot;. واشار الى ان الصحافي quot;لم يرتكب جريمة وليس ارهابياquot;، معتبرا ان quot;ما قام به بنظري ونظر كل عراقي عمل بطوليquot;. ومن جانبها قالت ام سعد الشقيقة الكبرى لمنتظر وهي تجلس الى جانب عدد من النسوة من افراد العائلة quot;جئنا لنطلب اطلاق سراح منتظر ولن نغادر المكان حتى يطلق سراحهquot;. وتابعت ان quot;بوش هو المسؤول عن الدمار في العالم والعراقquot; وتابعت quot;وقد اعطيناه القبلات الاخيرة للديمقراطيةquot;.
وعلى الصعيد نفسه ناشدت النائبة الصدرية زينب كريم النواب الى الانضمام الى الاعتصام . وطالبت بالكشف عن مكان اعتقال الزيدي ومجريات التحقيق معه . واضافت ان ما قام به منتظر موقف بطولي والدليل ما انعكس على الشارع العراقي والعربي من تظامنquot;.

ووقف افراد العائلة في حديقة مقابلة لاحد مداخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين حيث مقار الحكومة العراقية والسفارات الاجنبية ومنها الاميركية والبريطانية حاملين لوحات تحمل صورة لمنتظر بالزي العرابي وكتب عليها quot;اطلقوا سراح ابن العراق منتظر العراقquot;.

وقد احال قاضي التحقيق الاربعاء الماضي الزيدي الى محكمة الجنايات بعد التحقيق معه والتي ينتظر ان تجري له محاكمة الاحد المقبل بتهمة الاعتداء على رئيس دولة اجنبية.
وجرى التحقيق مع الزيدي الذي انتهى اليوم الجمعة بحضور محام انتدبته المحكمة فيما تم ارسال الحذائين الذين رشقهما الزيدي تجاه بوش الى مختبرات خاصة لفحص ما اذا كانا يحتويان على اية مواد خطرة .
وفي وقت سابق اليوم قال مصدر مقرب من الحكومة ان الزيدي ldquo;قدم اعتذارا بخط يده لرئيس الوزراء يطلب فيها الصفح والعفو على الفعلة التي ارتكبها وذكره بانه زاره عام 2005 في بيته لاجراء لقاء معه فاستقبله المالكي بترحاب، وهو ما يجعله يستعطف الشعور الابوي الذي لقيه منه للصفح عنهrdquo;. واكد المصدر ان ldquo;رسالة طلب العفو لن تؤثر اطلاقا في مجريات القضاء الذي اصبحت القضية بين يديهrdquo; كما نقلت عنه وكالة quot;اصوات العراقquot; اليوم . واضاف المصدر المقرب أن المالكي ldquo;يمتلك حقه الشخصي فقط في القضية، وهو حر في التنازل عنه او التمسك به، لكن من غير الممكن ان يتدخل رئيس السلطة التنفيذية في صلاحيات السلطة القضائية ولا مجريات التحقيق، والقانون سياخذ مجراهrdquo;.
وكان مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي قد رمى بفردتي حذائه الرئيس الاميركي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي كان يعقده برفقة رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد الاحد الماضي ما ولد ردود افعال انقسمت بين مظاهر التأييد والرفض في الاوساط الشعبية والسياسية والثقافية في العراق وخارجه.

واستمع قاضي التحقيق الى الزيدي يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين وسيمثل الزيدي امام القضاء الاسبوع المقبل وفقا للمادة 223 من القانون العراقي الذي يعاقب من يتهجم على رئيس دولة بالسجن لمدة تتراوح بين 7 الى 15 سنة.
وقال البيت الابيض ان الرئيس بوش ليست لديه مشاعر سلبية تجاه الزيدي الذي رماه بفردتي حذائه فيما قالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو التي اصيبت بكدمات في الحادث ان ldquo;بوش يثق بالقضاء العراقي وهو الذي سيقرر العقوبة التي يستحقها الزيديrdquo;.

وكان الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار البيرقدار قال إن القضاء العراقي وجه تهمة الاعتداء على رئيس دولة إلى الصحفي منتظر الزيدي مؤكدا أن الأخير اعترف بالتهمة الموجهة إليه وأن قاضي محكمة التحقيق المركزية في الكرخ ببغداد قرر إيقافه وفقا للفقرة 3 من المادة 223 من قانون العقوبات، مشيرا إلى أن عقوبة تلك التهمة تتراوح مابين السجن مدة سبع سنوات أو 15 سنة في الحد الأقصى.
يذكر أن عددا من مدن العراق شهدت تظاهرات شعبية وأخرى نظمها أتباع التيار الصدري طالبت بالإفراج عن الصحفي منتظر الزيدي . ودعا اتحاد المحامين العرب بنقل محاكمة الزيدي إلى خارج العراق لضمان محاكمة نزيهة وعادلة وضمان الأمن الشخصي لحياة هيئة الدفاع التي سيشكلها المحامون العرب للدفاع عن الزيدي وحمل الاتحاد القوات الأميركية مسؤولية الحفاظ على سلامة الصحفي الذي قال إنه قد يتعرض للتصفية الجسدية. وقد رفض الزيدي هيئة الدفاع العربية التي تبرعت للدفاع عنه بالتنسيق مع المحامي خليل الدليمي أحد اعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين .

وقام الزيدي (29 عاما) الذي يعمل لحساب قناة quot;البغداديةquot; برشق حذائه باتجاه بوش بدون ان يصيبه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقر الاخير مساء الاحد في بغداد.