مدونو إيلاف... بين الإشادة والإدانات
حذاء الزيدي مصدر الهام للألعاب والنكات
إيلاف: حظي الاعتداء بـquot;القندرةquot; الذي نفذه الصحافيّ العراقيّ منتظر الزيدي على الرئيس الأميركيّ جورج بوش باهتمام عدد كبير من وسائل الاعلام العالميَّة والعربية، وشاع بسرعة كبيرة في الشارع العراقي، وتم تناوله في الرسائل الهاتفية القصيرة. كما تمّ تصميم لعبة تجسّد الحادثة التي تابعها الآلاف إن عبر نشرات الأخبار المتلفزة، أو من خلال الفيديو الذي انتشر على الانترنت وعناوين الصحف ورسومات الكاريكاتير والتحليلات الإعلاميَّة المتباينة.وبصرف النظر إن كان وقع الحادثة مبكيا أم مضحكًا، فلا شكّ انَّ القرّاء انقسموا حوله، فبينهم من شجب الحادث، بينما ذهب آخرون إلى اعتباره عملاً مشرّفًا.
سالم أيوب quot;ذي فلايينغ شوزquot; الخير شوار حامد بن عقيل أمين مطر
نزار النهري علي الطائي weston belll مراد الثابتي مجدي المصري |
مدونات إيلاف
رشق الضيف بالحذاء... وصمة عار أم فعلة مشرّفة؟
واثار الشريط اهتمام مستخدمي مدونات إيلاف الذين اثنى بعضهم على سرعة بديهة بوش الذي تفادى فردتي الحذاء. وترصد إيلاف أبرز ما ورد على مدونتها:
توقّع (سالم أيوب) وهو مدوّن في quot;إيلاف بلوغquot;، أن يتحول منتظر الزيدي إلى مليونير العهد الجديد بعد أن نشرت الصحف خبرًا مفاده أن ثريا سعوديا أعرب عن رغبته بشراء الحذاء بعشرة ملايين دولار. وعلّل المدوّن ذلك بالقول إنَّ quot;بوش حين أسس لوضع الولايات المتحدة والعالم لمواجهة الارهاب العالمي، شخص ذاك الارهاب بالإسلام أولاً ومن يتطرف بالفكر الاسلامي ثانياً وبالعرب قاطبة ثالثاًquot;. وإذ عبّر المدوّن عن رفضه لما أقدم عليه الصحافي العراقي، إلا أنَّه توقّع ألا يتردد الزيدي في بيع حذاءه لمن يدفع الملايين.. فرُبّ رمية من غير رامٍ تأتي بالملايين لأصحاب البخت. وتوقّف عند مشهدين متناقضين في الحادثة التي أدخلت منتظر الزيدي quot;التاريخ السياسي من (فوهة) حذاءquot;، واستخلص أمرين:
الأوّل وهو الصحة الجيدة واللياقة البدنية الممتازة لبوش حين استطاع في مناورة رشيقة أن يتفادى quot;الحذاء الطائرquot; الأول،
والثاني وهو أن وقوف بوش دون حراك أمام الحذاء الثاني كان سببه أنه quot;استحضر الغطرسة الأميركية وهيبة الولايات المتحدة في عيون الآخرين.. فقرر أن يقف شامخاً ومزهوا بأميركيته أمام الحذاء الثاني مهما كانت النتائجquot;!
تحت عنوان المهدي الـ منتظر الزيدي، كتب المدون الخير شوار أن الفضل للشهرة التي حصدها منتظر الزيدي لا يعود إلى قلمه وإنما إلى حذائه. ويضيف quot;تصرف الصحافي العراقي منتظر لم يكن منتظرا بتلك الصورة، لكنه جاء على طريقة المهدي الذي ينتظره المستضعفون في أرض من أبناء وادي الرافدين والشعوب التي تنتمي إلى نفس الدائرة الحضارية، وقد أرهقها الاستبداد والظلم من الأجنبي وابن الجلدة الذي يطبق أجندته رغبة في الاستزادة في استضعاف المستضعفين أو رغبة في المحافظة على عرشه الذي وضع فوق رؤوس الجماجمquot;. ويختم قائلا quot;قيل إن الحذاء هرب من الوجه هروب الحياء من قلة الحياء، وهاهو المنتظر الزيدي ينجح في حرب الحذاء في أرض دنستها الأحذية الخشنة بعد غزو بوش وقبله بقرونquot;middot;
يتذكّر حامد بن عقيل تحت عنوان (رمزية الجزمة في القضية العراقية) عدّة مواقف مرتبطة بالجزمة، منها جزمة laquo;خروشوفraquo; التي ضرب بها منصة الاجتماعات في الأمم المتحدة، بالاضافة الى الجزمة التي رماها الفلسطينيين في القدس على الوزير السابق للخارجية المصرية معلنين رفضهم quot;بالشبشبquot; لتحوّل مصر إلى وسيط سلام. ويعتبر ان quot;جزمةquot; منتظر الزيدي أشد بلاغة من حرق الأعلام والصراخ أمام السفارات الأميركية، وذلك لأنها رمزت إلى شيئين مهمين: الأول، أن الورود التي حلم الأميركيون أن تكون في استقبالهم عام 2003 انتهت بجزمة في نهاية ولاية بوش. والثاني، أن اليد العراقية التي رجمت تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 هي ذاتها التي أعادت توجيه الجزمة نهاية عام 2008 إلى وجه بوش، لتؤكد على أن ما يقوله المالكي وغيره ليس هو الرأي الوحيد للشعب العراقي.
ويختم المدون بالقول أن هذا الصحفي العراقي كان يسير على خطى laquo;خروشوفraquo; الذي كان يدرك أن أميركا لا تفهم إلا بهذه الطريقة.
إنقسام للآراء
قالت ام مينا ربة المنزل التي تسكن في بغداد انها شعرت بالخزي عندما شاهدت الصحافي العراقي منتظر الزيدي يرشق جورج بوش بحذائه رغم كراهتيها للرئيس الاميركي، واعتبرته عملا منافيا لتقاليد الضيافة العربية الاصيلة. وقالت هذه السيدة وهي ام لطفلين quot;بوش هو عدونا، ولكن عندما تدعو عدوك الى المنزل، لا يجب ان تعامله بهذه الطريقةquot;. وقالت ام مينا، وهي ترتدي الحجاب وكانت تتسوق في محل لبيع الملابس في حي الكرادة التجاري وسط بغداد quot;هذا عمل غير لائق، ويسيء لصورة العراقيينquot;.
وفي التقاليد العربية يعد رشق الحذاء من اسوأ انواع الاهانة.
وفي متجر مجاور، كانت الابتسامة هي اول ردة فعل لحمزة مهدي وقال quot;كان الامر مضحكا نوعا ماquot;.
واضاف هذا الشاب الذي يبلغ الثلاثين من العمر ويعمل بائعا للالبسة النسائية quot;بصراحة، لقد حدث شيء جديد في الشرق الأوسط (....) عادة ما نرى هذه الامور في أوروبا، ولكن ان يحدث معنا فانه شيء جديدquot;. واضاف quot;انا لا أحب بوش، ولكن لا أتفق مع هذ التصرف لانه غير حضاري، وسلاح الصحافيين هو الورقة والقلم وليس الاحذيةquot;.
اما جاره حيدر الذي يملك محلا لبيع الاحذية فادان هذا العمل قائلا ان quot;منتظر يجب أن يعاقب ويجب ان يدانquot;. لكن متسوقة دخلت المحل وكانت تستمع الى الحديث قالت quot;انا اؤيده بما فعل ولابد للجميع ان يساندوهquot;.
ودار نقاش في المتجر ورد حيدر وهو شاب في الثلاثين من العمر quot;لا يجب فعل ذلك لانه عمل يتعارض مع تقاليدناquot;. فقامت ام سيف (45 عاما) بالدفاع عن رأيها وقالت للموجودين quot;اتذكروا ما فعل بنا الامريكيون؟ هل نسيتم؟quot;. واضافت quot;صحيح انه تصرف خاطىء وفق تقاليدنا، لكن كان يحمل من الأسى ما جعله يتصرف بهذه الطريقةquot;.
وقالت انها لحظة مشاهدتها لقطات للمشهد quot;كنت سعيدة جدا. حتى ابني اراد ان يطلق النار في الهواء ابتهاجا بالحادثquot;. واضافت quot;بالطبع هذا لا يكفي كانتقام، فقد فقدنا الكثير من الأطباء والأساتذة نتيجة اعمال العنفquot;.
ومنذ مساء الأحد، حظي هذا الحدث باهتمام جميع وسائل الاعلام العربية والعراقية، باستثناء القنوات الحكومية. وشاع خبر قيام الزيدي برشق الرئيس الاميركي بحذائه بسرعة كبيرة في الشارع العراقي، وتم تناوله في الرسائل الهاتفية القصيرة.
من جانبه، قال بائع الاحذية محمد يوسف وهو من سكان الكرادة التي تعد قلب بغداد ان quot;الصحفيين من المفترض أن يكونوا من صفوة المجتمعquot;. واضاف مازحا quot;لقد كان الحذاء من نوعية رديئة، وهذا ما جعله يضحي بحذائهquot;.
ومن الجدير بالذكر ان تظاهرات انطلقت في مدينة الصدر قرب بغداد والنجف في جنوب العراق وعدد من المدن الاخرى بدعوة من التيار الصدري مطالبة باطلاق الزيدي. وهتف المتظاهرون خلالها quot;بوش بوش اسمع زين، ضربناك بكندرتينquot; (اي رشقناك بحذائين).
نكات حول quot;حادثة القندرةquot;
وانتشرت خلال الأيام الماضيةنكات انتقلت بسرعة عبر أجهزة الخيلويّ، وتداولها كثيرون في المجالس العامَّة والخاصَّة. وألهمـت الحادثة الناس الى انتاج نكات وأغان في وقت قياسي.وتلخّص quot;إيلافquot; أبرز ما جاء في ما يلي:
- عاجل .. عاجل .. تم العثور على مخبأ للاحذية في نقابة الصحافيين العراقيين، ومؤيد اللامي (رئيس النقابة) ينفي علمه بها!!.
- قرر البرازيلي جورفان فييرا مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم استدعاء نوري المالكي بدلاً من نور صبري لحراسة مرمى المنتخب، نظرًا للمهارة التي أبدها في صد الحذاء الثاني.
- مجلس الأمن الدولي يحذر من انتشار أحذية الدمار الشامل في الشرق الاوسط.
- قرأ بوش برجه في صباح ذلك اليوم المشؤوم حيث يقول برجه ( رقم السعد 44 ) وهو يعني رقم الحذاء.
- الاخبار الاقتصادية - ارتفاع اسعار الاحذية في العراق وعموم المنطقة العربية نتيجة حجبها عن السوق، وهناك انباء عن ازدهارها في السوق السوداء.
- (ديرة عفك) العراقية التي يضرب بها المثل القائل (قيم الركاع من ديرة عفج) ستكون عاصمة العراق الجديدة لعدم توفر الاحذية فيها.
- عاجل .. عاجل: قرار أميركي بمنع حضور أي مؤتمر صحافي عراقي إلا حافيًا أو مرتديًا واقيَ ضربِ الأحذية.
- الديمقراطيون أطلقوا على بوش تسميةquot;جورج شوزquot;.
- مجلس الأمن دعا لاجتماع طارئ لفك quot;الجزمةquot; الحادة التي نشأت عن ضرب الرئيس الأميركي.
هذا بالإضافة الى أغنية جديدة لشعبان عبد الرحيم على اللحن الذي اشتهر به وتقول كلماتها :
خلاص مالكش لزمة ... يا بوش يابن اللزينا... تستأهل ألف جزمه على اللي عملته فينا... الجزمة كانت مفاجأة تمام زي الزيارة... والدنيا بحالها فرحت والناس فضلت سهارى.
ألعاب على الانترنت
وكان حادث القاء فردتي حذاء على الرئيس الأميركي مصدر الهام لمجموعة من الالعاب على الانترنت حيث يلقي اللاعبون أحذيتهم على أهداف متحركة هي الرئيس الأميركي.. والالعاب التي ظهرت على الانترنت وتنتشر عبر البريد الالكتروني تتراوح بين رسوم متحركة ومقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الاحد ورشق فيه صحفي عراقي بوش بفردتي حذائه.
في احدى الالعاب التي تظهر على موقع www.shockandawe.comوهو تلاعب لفظي على كلمتي شوك أند أو أي quot;الصدمة والترويعquot; وهو الاسم الذي أطلقه الجيش الأميركي على ضربته الجوية الاولى لبغداد عام 2003 يمنح اللاعبون 30 ثانية لمحاولة اصابة بوش بفردة حذاء بني اللون أكبر عدد ممكن من المرات وتظهر نتيجة التسجيل أعلى يسار الشاشة.
ويتم تحية اللاعبين في بداية اللعبة بجملة quot;الهدف..اضرب الرئيس بوش بحذائك على وجهه..افعلها.quot;
وعند اصابة الهدف تظهر رسالة تهنئة quot;أصاب الحذاء بنجاح وجه الرئيس بوش.. حسنا فعلت.quot;
ويظهر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو يختلس النظر من وراء منضدة بالقرب من بوش الذي يحاول مراوغة الحذاء.
وأصبح المراسل التلفزيوني منتظر الزيدي الذي قذف بوش بالحذاء حديث الشارع العربي. وجرى اعداد صفحة على موقع فيس بوك على الانترنت للزيدي بلغ عدد المشتركين بها بحلول عصر اليوم الاربعاء 1872 من المعجبين به ونشر كثير منهم رسائل ينتقدون فيها بوش.
واعترف الزيدي بفعلته في المحكمة أمس الثلاثاء وبقي قيد الحبس على ذمة التحقيق. ويمكن محاكمته بموجب نص في قانون العقوبات العراقي يعاقب أي شخص يحاول قتل رئيس عراقي أو أجنبي.
وتقول عائلة الزيدي انه يشعر بغضب بالغ تجاه بوش ويلقي باللوم عليه في مقتل عشرات الالاف من العراقيين بعد الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 الذي أثار موجة من أعمال العنف الطائفي التي بدأت لتوها فقط في التراجع.
وفي لعبة أخرى على موقع http://bushbash.flashgressive.de يظهر بوش على منصة بجوار المالكي واللاعبون مطالبون بقذفه بالحذاء ومحاولة تسجيل أعلى رقم ممكن.
وفي لعبة تظهر في شكل رسوم متحركة تحت اسم quot;هل تستطيع أن ترمي بوش بالحذاء؟quot; سجلت 2.2 مليون اصابة مباشرة منذ 15 ديسمبر كانون الاول وهو تاريخ اطلاق اللعبة.
وتبدأ لعبة أخرى بتسجيل صوتي لبوش يقول quot;أسلحة الدمار الشامل هذه يجب أن تكون موجودة في مكان ما.quot;
وفي الوقت ذاته قال البيت الابيض ان بوش لا يكن أي مشاعر سلبية ازاء الحادث. وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض quot;الرئيس يعتقد أنه مجرد حذاء والناس يعبرون عن أنفسهم بوسائل مختلفة.quot;
التعليقات