طلال سلامة من روما: تشهد ايطاليا اليوم ولادة حزب جديد، هو حزب الوطن. ولن يكون هدف الحزب الجديد اعتناق رأس الإبرة في الميزان السياسي الذي يرى قوى الموالاة في الصحن الأول وقوى المعارضة في الصحن الثاني. ويعود ذلك الى أن برنامج حزب الوطن يتطلب عملاً قاسياً لبناء قلعته بصبر ومسؤولية وتوازن. ويقف وراء ولادة بيار فرديناندو كازيني، الذي يقود حالياً محور الوسط السياسي عن طريق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وقد يكون حزب الوطن امتداداً لما أسسه كازيني في السابق من قوى سياسية لا تلتفت لا لليمين ولا لليسار. ويبدو أن كازيني ينوي استقطاب قوى سياسية معتدلة جديدة الى محوره السياسي. كما يدعو الى قطع 10 في المئة من رواتب النواب الإيطاليين. وكل شيء يشير، وفق آخر التحاليل السياسية، الى استعدادات بدأ كازيني خوضها كي يحل محل برلسكوني لدى انتهاء الأخير من ولايته ما يعني أن ايطاليا قد تدخل في السنوات القادمة عصراً سياسياً لا يضع جدران الضغينة لا أمام الوسط اليميني ولا أمام ذلك اليساري.

وما يقنع كازيني بالتنافس لادارة حكومة روما، في المستقبل القريب، هو نتائج الانتخابات الأوروبية التي ستقضي على أي جسر للحوار بين ائتلاف برلسكوني والمعارضة. في الحقيقة، ثمة أكثر من دليل يتوقع أن يترقى الفارس برلسكوني من رئيس للوزراء الى رئيس للجمهورية. أما منصب رئاسة الوزراء فسيكون الصراع عليه دموياً بيد أن كازيني لديه أكثر من ورقة بوكر ثقيلة المعيار لإسكات باقي المتنافسين.

علاوة على ذلك، يستوحي حزب الوطن أسسه من هلموت كول، المستشار الألماني السابق، والمؤرخ الإيطالي التاريخي quot;ألشيدي دي غاسبيريquot;. هذا ولن يقود كازيني الحزب الجديد الذي يراهن على أنه قادر على تحديث الأنسجة الحكومية العتيقة. كما يأمل كازيني أن يستقطب شريحة من أعضاء الحزب الديموقراطي اليساري التي كان لها جذوراً في الحزب الديمقراطي المسيحي السابق.