فالح الحمراني من موسكو: تجاهل الغرب طلب روسيا بالتراجع عن إجراء الناتو مناورات عسكرية في جورجيا القوقازية نظرا لتداعياتها السلبية المحتملة على الوضع في المنطقة التي يسودها التوتر. واعتبرت موسكو المناورات استفزارا سافرا لها وتساعد على تشجيع الروح العسكرية عند خصمها اللدود رئيس جمهورية جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي.

وتعكرت أجواء العلاقات بين روسيا والغرب بعد فترة من ظهور مؤشرات تحسنها إثر الاعلان عن حلف الناتو اجراء مناوراته العسكرية في مايو المقبل في جورجيا. وهددت روسيا برد مناسب عليها دون ان تفصح عن ماهيته. ويعتقد المراقبون ان موسكو ستدعو حلفاؤها من جمهوريات آسيا الوسطى مقاطعة المناورات.

وأعلنت جمهوريتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا اللتان اعلنتا الاستقلال عن جورجيا من جانب واحد، انهما ستجريان ايضا مناورات تتزامن مع مناورات الناتو. ويرى المراقبون الروس ان الغرب يريد اعطاء اشارة لروسيا بانه لن يقف مكتوف الايدي في حال ان تسول روسيا لنفسها مرة ثانية بالهجوم على جورجيا على جورجيا كما حصل في حرب الايام الخمسة في اغسطس الماضي. في غضون ذلك قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الفرنسية ان المناورات في جورجيا كان قد جرى التخطيط لها في وقت سابق وليس هناك معنى باعادة النظر بالجدول الزمني المرسوم سابقا.

وطلبت روسيا من الناتو تاجيل إجراء المناورات. وإعاد فردريكو دزانو الاذهان الى ان المناورات تجرى في اطار برنامج التعاون quot; الشراكة من اجل السلامquot; المفتوحة للجميع، بما في ذلك لروسياquot;. وجرى التحضير لها بمنتهى الشفافيةquot;. وعلى حد قوله quot;ان هذه المناورات عادية وتمنح المشاركين بها القدرة على تقييم الاستعداد للتفاعل بين القوات المسلحة المشاركة فيهاquot;. واعلن مصدر في الخارجية الأميركية في تعليقه على خطط المناورات التي ردت عليها روسيا بروسي ان واشنطن تنظر الى ان المناورات المقرر اجراؤها في مايو المقبل على انها quot; جزء من التعاون بين حلف شمال الاطلسي وجورجياquot;.

واعادت مصادر الخارجية الأميركية الاذهان الى ان المناورات مثار الجدل ستكون في اطار برنامج الشراكة من اجل السلام القاضية بمشاركة عدد من الدول.وهدفها مساعدة جورجيا للاقتراب من مقاييس الناتو.وان الاطلسي ناقش على مدى عدة اشهر هذه المناورات مع روسيا وانها على اطلاع تام بها.