وجّه حديثه لإيران ومن وصفهم بعملائها في الداخل والخارج
مبارك: لن نتهاون مع محاولات العبث بأمن مصر وحدودها

نبيل شرف الدين من القاهرة: للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد، وبعد تحذيرات مماثلة الأسبوع الماضي، وجه الرئيس المصري حسني مبارك لإيران ـ من دون تسميتها صراحة ـ تحذيرات مما وصفه بمحاولات تهديدها للأمن القومي المصري والعربي، كما حذر في الوقت نفسه من أن المنطقة العربية تتعرض لتهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة تحتضن الإرهاب والتطرف وتجاهر بعدائها للسلام. ومضى الرئيس المصري في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بعيد العمال يوم الأربعاء، قائلاً إنه لن يسمح أبدا باجتراء هذه القوى وعملائها على أمن مصر وسيادتها، وقال quot; لن أتهاون مع من يحاولون العبث - هنا أو هناك - بأمن مصر واستقرارها ومقدرات شعبها quot;.

وتابع الرئيس المصري كلمته قائلاً إن quot;مصر - بقامتها ومكانتها - لن تتسامح مع من يستبيح أرضها وحدودها وسيادتها ولديها من مؤسساتها الأمنية وقضائها وأبنائها، عيون ساهرة يقظة، يخطئ من يتجاهلها أو يستهين بهاquot;. ووجه مبارك حديثه لهذه القوى ومن وصفهم بعملائها قائلاً: quot;مصر قدمت ولا تزال ما لم يقدمه أحد منكم للقضية الفلسطينية.. لم تتاجر بها أبدا لتحقيق مكاسب سياسية، لم تسفك يوما دماء الفلسطينيين، ولم تؤلب أبناءهم ليريقوا دماء بعضهم البعض، تسعى جاهدة إلى تحقيق وفاقهم وتبذل أقصى الجهد لإنهاء معاناة شعبهم وإقامة دولتهم المستقلةquot;.

الأمن القومي

واستطرد الرئيس مبارك قائلاً في إشارات واضحة لإيران: quot;إن المنطقة العربية تجتاز مرحلة دقيقة وصعبة تتنازعها الأزمات والخلافات ونوازع الانقسام وتحدث بها الأطماع والتحديات والمخاطر، وتتعرض لتهديدات ومخططات قوى إقليمية معروفة.. تحتضن الإرهاب والتطرف.. وتجاهر بعدائها للسلامquot;. وأعرب مبارك عن أسفه لما أسماه quot;استمرار هذه القوى في رفع شعارات الإسلام، وقول الشيء ونقيضه والسعي إلى تعميق الخلافات العربية وشق صفوفنا، تحقيقا لمصالحها وأهدافهاquot;. كما أعرب مبارك أيضاً عن أسفه quot;أن تجد هذه القوى في عالمنا العربي من يساند تحركاتها ومخططاتها، ومن ينصاع ـ خوفا أو طمعا ـ لأجندتها وتوجهاتهاquot;.

وقال إن quot;مصر حذرت مرارا من محاولات بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة الخليج وعالمنا العربي، قلنا إننا نعارض هذه المحاولات لأنها تضيف تهديدا جديدا للأمن القومي العربيquot;.
واعتبر الرئيس المصري quot;أن أقدار الشعوب لا يصنعها من يتاجرون بالإسلام والمقاومة، أو من يزايدون بآلام الناس ومعاناتهم، وإنما يصنعها المخلصون لانتمائهم لوطنهم وأمتهم، والمدافعون عن قضاياهم بمصارحة شعوبهم بحكمة القيادة وشجاعة الموقف والقرار.. وبالعمل الصادق والفكر المستنيرquot;.

الأزمة الاقتصادية

وتطرق الرئيس مبارك إلى الشأن الاقتصادي مؤكداً قدرة الاقتصاد المصري على تجاوز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، التي وصفها بأنها تحمل أوقاتا صعبة لنا وللعالم بدوله المتقدمة والنامية. ووصف مبارك هذه الأزمة بالإعصار الذي يجتاح اقتصاد العالم، ودخل به في مرحلة ركود وبأنها الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن الأزمة المالية تحولت لأزمة اقتصادية طاحنة لم يعد أحد بمنأى عن مخاطرها، وألقت بتداعياتها على معدلات الاستثمار والنمو ومستويات العمل والتشغيل.

ومضى مبارك قائلاً : quot;إن هذه الأزمة تمثل تحديا جديدا علينا أن نواجهه بعزم وثقة، وإننا نواجه هذا التحدي باقتصاد عززت قوته خطوات الإصلاح، وأصبح أكثر قدرة على التعامل مع الأزماتquot;. واختتم مبارك بالتأكيد على أن برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر سيتم السير فيه دون رجعة إلى الوراء ليصبح الاقتصاد المصري أكثر قدرة على الانطلاق من جديد، بعد انتهاء الركود الحالي للاقتصاد العالمي الراهن.