لندن: نطالع في صحيفة الديلي تلغراف مقالا بعنوان quot;يجب أن نتعلم دروس العراقquot; كتبه جون كيغان. يقول كيغان في مقاله quot;للجيش البريطاني خبرة طويلة في الانسحاب من مناطق متوترة، أحيانا يكون الانسحاب تكليلا لنجاح التجربة، كما حصل في ماليزيا عام 1950، حيث انسحبت القوات البريطانية بعد أن هزمت تمردا شيوعيا، وخلفت وراءها نظاما مستقرا وديموقراطيا.

ويقارن الكاتب تجربة ماليزيا بتجربة العراق فيكتب quot;بعد سبع سنوات من القتال وموت 200 جندي بريطاني وعدد أكبر من الأميركيين فلا يزال العنف يعربد في العراق، والحكومة غير مسيطرة على الوضعquot;. لذلك، يقول الكاتب، من الضروري طرح السؤال: هل كانت العملية التي نفذتها القوات البريطانية في العراق تستحق كل تلك الخسائر؟

ويرى الكاتب أن جزءا كبيرا من الشك حول جدوى المهة البريطانية في العراق يعود الى عدم الوضوح فيما يتعلق بالهدف منها. كان الهدف المعلن من الحرب على العراق هو ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي قالت الادارة الأمريكية وحكومة توني بلير ان نظام صدام حسين يملكها.

حين احتلت قوات التحالف العراق بحثت عن أسلحة الدمار الشامل تلك ولم تجد لها أثرا، وبالتالي فالهدف المعلن لم يتحقق، وان كان العراق أصبح من الدول التي تجري فيها انتخابات ديموقراطية. ويقول الكاتب ان التجربة في العراق تشير الى مخاطر التدخل الغربي في شؤون دولة من العالم الثالث، وانه في حال وجود ضرورة للتدخل يجب توخي الحذر.