الاتفاق على هدنة لم تتضح معالمها
المعارضة اليمنية: الوحدة لا يمكن أن تحمل إلى الناس على ظهر دبابة
علي عبد الجليل من صنعاء: قال الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني أن ما يحدث في المحافظات الجنوبية تعبير عن حال التدهور الذي أصاب اليمن بشكل عام، مشيرا في مؤتمر صحافي لأحزاب المعارضة اليمنية صباح أمس أن ذلك كان quot;لعدم قدرة النظام على إنتاج أدوات جديدة لمعالجة المشاكلquot;. وقال بيان وزع في المؤتمر الصحافي لأحزاب اللقاء المشترك، التي تضم ستة أحزاب معارضة، أن quot;مواصلة عسكرة المحافظات الجنوبية بنشر القوات المسلحة واستحداث المواقع العسكرية على نطاق واسع ومواصلة الاعتقالات يعيد إلى الأذهان الحرب المأساوية في صعدة التي لا زالت حتى اليوم مفتوحة على كافة الاحتمالاتquot;.
وأشارت أحزاب المعارضة إلى أن quot;الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية تعبير موضوعي عن حاجة الشعب إلى هذه الشراكة في الحكم والثروة، وبالتالي فإن جوهر القضية الجنوبية كقضية سياسية يكمن في هذه الحاجة التي قدم الشعب في الجنوب من أجلها التضحيات وبرهن أنه على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات من أجلها على الرغم من غطرسة القوة وإنتاجها لخيارات التطرف والمغامرة، وهو في ذلك لا يبحث ولا يناضل إلا من أجل حقه المشروع في الحياة الكريمة والمواطنة المتساوية والحكم اللامركزي والنظام السياسي والاجتماعي العادلquot;. وأكدت أن هذه المتطلبات لن تتحقق quot;إلا بالعودة إلى روح الوحدة السلمية ومشروعها الوطني الذي صادرته القوة والحربquot;.
ودعت الأحزاب إلى العودة إلى روح الوحدة اليمنية (22مايو1990) و quot;مضامينها الوطنية والديمقراطية القائمة على إنشاء دولة الشراكة الوطنية والنظام والقانون والمساواة والعدل وخيار الديمقراطية الذي يضع حداً ونهاية للتسلط والتفرد بالحكم، ويضع حداً ونهاية للتطرف والمغامرات ونهج العنف والصراعات، ولن تكتمل حلقة الدفع بالقضية الجنوبية العادلة نحو إنتاج دولة الشراكة تلك إلا بانخراط بقية أبناء اليمن في النضال الحقيقي الذي يؤمن شراكتهم في المناطق المختلفة الأخرىquot;. وأعتبر المعارضون اليمنيون أنه quot;إذا كانت المبادرة قد جاءت من الجنوب فإن ذلك إنما يؤكد دور الجنوب التاريخي كمشروع سياسي وطني كان دائماً سباقاً في الكفاح الوطني والنضال الشعبيquot;. وقال بيان المعارضة الذي تلاه الناطق باسمها محمد المنصور quot;إن الجنوب يجب أن لا يكافأ إزاء كل تضحياته الوطنية العظيمة بنشر الدبابات والعسكر، بتلك الطريقة التي شوهت وتشوه مضامين الوحدة وعلى ذلك النحو الذي يستفز المشاعرquot;.
ورأى البيان quot;أن الوحدة التي تحققت سلمياً لا يمكن أن تحمل إلى الناس على ظهر دبابة في عالم اليوم الحديث الذي أخذ يعيد صياغة وعي الشعوب بناء على قواعد مختلفة ترسخ قيم التعايش والتسامح، وإنتاج وإدارة المصالح المشتركةquot;. وحذرت الأحزاب quot;أن اقتحام المشهد السياسي بخيارات القوة والمغامرة والتطرف من شأنه أن يدخل البلاد في حالة من الفوضى والإختلالات الخطيرة التي أخذت مقدماتها تتصاعد على نحو مخيف خلال الفترة الماضيةquot;.
وفي تعليقه على البيان الأمريكي بشأن الأحداث الأخيرة في اليمن، قال حزام العتواني أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن quot;الموقف الأمريكي جاء ليؤكد أهمية أن تبنى دولة الوحدة، دولة الشراكة الوطنية، على أسس ديمقراطية، وعلى أسس المساواة والعدالة، وهذا هو موقفناquot;.
من جانبه قال محمد الرباعي أمين عام القوى لشعبية quot;لسنا مع أي تطول ضد قضية الوحدة وضد أي طرح خالج إطار الوحدة لأن هذا أسلوب خاطئ وتجاوز لطموحات شعبنا اليمني في مختلف مناطق اليمنquot;.
وقال أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي quot;إن السياسات المتطرفة للسلطة أنتجت تطرف آخر في الجنوب وفتحت الأبواب أمام صيحات ودعوات وحلول متطرفة تأتي على موضوع الوحدة الوطنية تماماquot;. ورأى أن quot;ما يحدث في المحافظات الجنوبية هذه الأيام عبارة عن تطرف جهتين كلا منهما يغذي الآخرquot;. موضحاً أن ما يحدث هو quot;ردود فعل متطرفة مماثلة لتطرف السلطةquot;.
إلى ذلك ذكرت مصادر محلية في محافظتي الضالع ولحج أنه تم أمس عقد لقاءت بين اللجنة الحكومية لمعالجة المشكلة المتصاعدة في الجنوب برئاسة عبدالقادر هلال وبين أطراف سياسية واجتماعية في المنطقة بهدف نزع فتيل التوتر بين الجيش ودعاة انفصال الجنوب عن الشمال الذين صعدوا احتجاجاتهم لتتخذ بعض الأشكال المسلحة. وقللت بعض المصادر من أهمية هذه المحاولات للخروج إلى هدنة لحل المشكلة نتيجة لتفاقم الأوضاع واتساع الاحتجاجات الشعبية بشكل يومي لتعم مختلف المحافظات الجنوبية والشرقية.
في المقابل نشطت فعاليات سياسية ونقابية موالية للحكومة ومستقلة في مواجهة دعاة الانفصال واعتبرت أنهم مدفوعون من قوى خارجية تستهدف استقرار اليمن وأمنه.
وقال عبد ربه منصورهادي نائب رئيس الجمهورية أن quot;الإساءة للوحدة تنفيذ لأجندة خارجية ورغبات انفصاليةquot;. وتنقسم أحزاب المعارضة إلى جناحين، الأول يضم أحزاب ما يسمى باللقاء المشترك، الذي يدعو إلى إصلاحات ضمن الوحدة اليمنية، والثاني يضم التكتل الوطني للمعارضة، وهو تكتل موال للسلطة. وبرزت في السنوات الأخيرة القوى السياسية المعروفة بالحراك الجنوبي وتضم شخصيات سياسية واجتماعية من كل أطراف التوجهات، وبدت في شعاراتها الأخيرة أن انفصال اليمن الجنوبي عن شماله هو هدفه الأساس.
التعليقات