أنقرة: أكدت بريطانيا من جديد تأييدها لمساعي تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي رغم معارضة زعماء فرنسا وألمانيا الذين يرون ان الدولة الاسلامية فقيرة ومختلفة ثقافيا على نحو لا يؤهلها لعضوية الاتحاد.
وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني في مقابلة مع رويترز ان عضوية أنقرة الكاملة في الاتحاد الاوروبي ستمنحه فعالية اقتصادية وتساعده على حل مشكلات أمن الطاقة وبناء علاقات أوثق بين الغرب والعالم الاسلامي.
وقال ميليباند في المقابلة التي أجريت في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء quot;بريطانيا أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن القرار الاستراتيجي الذي يدعم انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي هو القرار الصحيح...انه في صالح أوروبا وفي صالح تركيا أيضا.quot;
وبدأت تركيا وهي دولة اسلامية لكنها علمانية من الناحية الرسمية محادثات الانضمام مع الاتحاد الاوروبي أواخر عام 2005 ولكن مساعي أنقرة تواجه معارضة شديدة من بعض الدول الاعضاء بسبب الرأي العام المعادي.
وعطلت المخاوف الاوروبية بشأن حقوق الانسان وبطء وتيرة الاصلاحات والخلاف على جزيرة قبرص المقسمة المفاوضات التي يتوقع أن تستمر لعدة سنوات.
وأصرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هذا الشهر في كلمات ألقيت قبل انتخابات البرلمان الاوروبي التي ستجرى في يونيو حزيران على أن يعرض الاتحاد الذي يضم 27 دولة على تركيا quot;شراكة مميزةquot; بدلا من العضوية الكاملة. ويعارض الزعيمان عضوية تركيا في الاتحاد.
وصرح ميليباند الذي يقوم بزيارة رسمية لانقرة بأنه يتعين على الاتحاد أن يتبنى نظرة أكثر انفتاحا وأن يحتضن مزايا عضوية تركيا على المدى الطويل بشرط أن تلبي أنقرة معايير العضوية.
وأضاف quot;لتركيا موقع خاص سيفيد مستقبل الطاقة في أوروبا. ولم يعط هذا الاولوية والاهتمام اللذين يستحقهما قبل خمس سنوات.quot;
ولا تملك تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي احتياطيات نفط أو غاز كبيرة لكنها ممر مهم بين أوروبا ومصادر الطاقة في بحر قزوين والشرق الاوسط.
وقال ميليباند ان فتح أبواب الاتحاد الاوروبي لتركيا سيكون quot;جسرا مهما مع العالم الاسلامي.quot;
وأضاف quot;تركيا لديها مزيج سكاني ذو أغلبية مسلمة وميراث ديمقراطي تفتخر به. اعتقد أن في مقدوركم أقامة توازن بين تلك الاشياء.quot;
وتريد بروكسل من أنقرة اصلاح دستورها الذي يستلهم مبادئه من الجيش وتوسيع حقوق الاقليات وتخفيف القيود على حرية التعبير.
وصرح ميليباند بأن تركيا في حاجة الى تسريع اصلاحاتها الاوروبية وقال quot;الكل يريد أن يرى تركيا تمضي بخطوات كبيرة نحو الاصلاحات.
quot;لكننا نريد أيضا أن نرى الاتحاد الاوروبي قد اهتدى الى التوجه الصحيح والنظرة الصحيحة.. ان اتحادا أوروبيا منفتحا هو ما يجب أن نعمل من أجله وخصوصا في أوقات التراجع الاقتصادي.quot;
وأضاف quot;حدثت تغيرات مهمة اذا نظرتم الى السنوات الثلاثين الاخيرة. اعتقد أن هناك تركيا جديدة تبنى. اعتقد أن الاتجاه واضح.quot;