واشنطن:دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الى انشاء دولة فلسطينية وكرر مطالبة اسرائيل بوقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية وتنفيذ الالتزامات التي اتخذتها. وخلال محادثاته الاولى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض، اعرب اوباما عن تأييده quot;لحل يقوم على وجود دولتينquot;. وقال ان على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني quot;التزامات بموجب خريطة الطريقquot; وهي خطة دولية لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني quot;بما في ذلك وقف الاستيطانquot;.

واضاف اوباما لدى وقوفه مع عباس امام الصحافة في ختام المحادثات في المكتب البيضاوي، quot;كنت واضحا جدا حول ضرورة وقف الاستيطانquot; خلال مناقشات الاسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.واستقبل اوباما الرئيس الفلسطيني للمرة الاولى على خلفية خلافات اسرائيلية اميركية حول الاستيطان واقامة دولة فلسطينية. وقد بدأ اللقاء في البيت الابيض في الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (20,00 ت غ).

وقبل ان يتوجه الى البيت الابيض، التقى عباس في الصباح الجنرال جيم جونز مستشار الامن القومي للرئيس اوباما.

ويأتي اللقاء بين اوباما وعباس الذي يزور الولايات المتحدة سعيا لدعم اميركي اكبر لاقامة دولة فلسطينية في الاراضي التي تحتلها اسرائيل، في وقت تشهد العلاقات الاسرائيلية الاميركية بعض التوتر، في حين لم يكن يبدو في عهد جورج بوش ان شيئا يمكن ان يسيء اليها.

والخلافات حول اقامة دولة فلسطينية ومواصلة الاستيطان الاسرائيلي التي ظهرت الى العلن اثناء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو الى البيت الابيض في الثامن عشر من ايار/مايو، ازدادت الخميس لان اسرائيل اعترضت على دعوة جديدة من الادارة الاميركية تتناول وقفا تاما لبناء المستوطنات اليهودية.

وابدى نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس ترحيبه بالقول quot;هناك تفاهم فلسطيني اميركي تام حول تسوية مبنية على دولتين وعلى وقف الاستيطانquot;.

وراى ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون جددت الموقف الاميركي اثناء مادبة عشاء الاربعاء مع عباس بعد ساعات من تذكيرها بان واشنطن تطالب بتجميد الاستيطان اليهودي بما في ذلك quot;النمو الطبيعيquot; للمستوطنات والذي تدافع عنه الحكومة الاسرائيلية الجديدة.

واضاف ابو ردينة quot;سنشهد قريبا نشاطا دبلوماسيا مكثفا سيكون حاسما بالنسبة الى التطورات المقبلة في المنطقةquot;. وتابع quot;ان العودة الى المفاوضات تمر بوقف الاستيطان وقبول اسرائيل بحل الدولتينquot;.

من جهته، لفت المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الى quot;انها المرة الاولى التي يتحدث فيها الاميركيون بهذا الوضوح عن الدولة الفلسطينية كمصلحة اميركية وكحل وحيد على جدول الاعمالquot;. واختارت اسرائيل ان تتجاهل الخميس الدعوة التي اطلقتها كلينتون امس الى تجميد تام للاستيطان.

وقال مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو لوكالة فرانس برس quot;ان الحياة الطبيعية يجب ان تستمرquot; في المستوطنات. واضاف quot;ان مصيرها سيتحدد في المفاوضات حول الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيينquot;، مشيرا بذلك الى ان الحكومة الاسرائيلية تعتزم الاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس في واشنطن ان قيام دولة فلسطينية يصب في مصلحة اسرائيل، مشددة على عزم الادارة الاميركية تحريك مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

واضافت quot;نعتقد ان الجهود لايجاد حل على اساس دولتين هي افضل وسيلة لاسرائيل لضمان السلام والامن اللذين تبحث عنهما وتستحقهماquot;، في حين كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعرب من جهته عن quot;تحفظاتquot; في هذا الخصوص. وقالت كلينتون quot;نعتقد انه افضل سبيل ليشعر الفلسطينيون انهم يتحكمون بمصيرهم، وان لهم فرصة لتربية اولادهم وان لهم المستقبل الذي يستحقه الاطفال الفلسطينيونquot;. وتابعت quot;نعتبر ان ذلك لا يصب فقط في مصلحتنا ومصلحة المنطقة، وانما ايضا في مصلحة اسرائيل والفلسطينيينquot;.

وبحسب الصحافة الاسرائيلية، فان نتانياهو لم ينجح في اقناع الادارة الاميركية بالاكتفاء بتفكيك المستوطنات المعروفة بquot;العشوائيةquot; في الضفة الغربية اي التي بنيت دون موافقة السلطات، للاستفادة من دعم اضافي من واشنطن في مواجهة تهديد ايران نووية.

وهذا العرض قدم هذا الاسبوع اثناء لقاء في لندن بين الوزير الاسرائيلي المكلف اجهزة الاستخبارات دان ميريدور والموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، وفقا للمصدر نفسه.

واعرب البيت الابيض عن quot;تفاؤلهquot; الاربعاء حيال فرص موافقة عباس على استئناف المفاوضات مع اسرائيل، في حين اكدت كلينتون ان لدى واشنطن مقترحات quot;محددة جداquot; تعرضها على الطرفين بهدف تحريك محادثات السلام.

وبعد تحريك عملية السلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 برعاية واشنطن، التقى عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت نحو عشرين مرة، لكن المفاوضات المعلقة منذ كانون الاول/ديسمبر لم تسجل اي تقدم.