غزة: رحّبت حركة quot;حماسquot; بوصول بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة، معتبرة أن رفض إسرائيل التعاون معها هو دليل على تورّطها. وقال المتحدث باسم quot;حماسquot; فوزي برهوم في تصريح له اليوم الاثنين، إن حركته quot;تؤيد وتثمّن كل الجهود التي تقوم بها اللجان والبعثات الحقوقية والدولية الرامية إلى كشف حقيقة ما جرى في قطاع غزة من جرائم حربquot;.

واعتبر برهوم أن رفض الحكومة الإسرائيلية التعاون مع هذه البعثة هو quot;أكبر دليل على تورّط العدو الصهيوني في جرائم حرب في غزة ومحاولة للإفلات والتهرّب من العدالة الدوليةquot;. وأكد أن حركته ستتعاون مع البعثة وتسهّل عملها قائلاً quot;نرى أنه من واجبنا تجاه شعبنا وما تعرض له من ويلات ومحارق أن نتعاون معها ونسهل مهمتها حتى ينجزوا مهمتهم على أكمل وجهquot;.

وقال برهوم ان quot;لا مانع لدينا أن نضع كافة الأدلة والبراهين والإثباتات التي جمعت تحت تصرفهم وإطلاعهم على كافة تفاصيل الجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا في غزةquot;، آملاً في أن quot;تنمّ هذه الجهود وهذا التعاون في توضيح الحقيقة للعالم، وأن نرى في أسرع وقت ممكن خطوات عملية لمحاكمة قيادات العدو الصهيوني كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدوليةquot;. وكان فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة وصل إلى قطاع غزة في وقت سابق اليوم الاثنين للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المختلفة خلال الحرب الاسرائيلية الأخيرة على القطاع.

وقال متحدث باسم سلطة المعابر التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة ببيان صحافي تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، quot;وصل إلى قطاع غزة صباح اليوم، وفد تقصي الحقائق بشأن الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والانتهاكات ضد المدنيين، وهو وفد من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ويرأسه ممثل الادعاء السابق في محكمة جرائم الحرب في رواندا ويوغسلافيا القاضي ريتشارد غولدستونquot;.

ويضم فريق تقصي الحقائق كل من غولدستون، وهو يهودي كان عضوا في المحكمة الدستورية لجنوب أفريقيا ورئيس النيابة السابق للمحاكم الجنائية في يوغسلافيا ورواندا، وكريستين شنكن البروفيسور في القانون الدولي في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وهينا جيلاني محامي المحكمة العليا في باكستان وممثلة سابقة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المدافعين عن حقوق الإنسان.

كما يضم الفريق عضوه في لجنة التحقيق الدولية الخاصة بدارفور (2004) الكولونيل ديسموند ترافرز، وهو ضابط سابق في القوات المسلحة الايرلندية وعضو في مجلس إدارة مؤسسة تحقيقات الجرائم الدولية.

وكانت إسرائيل شنّت عملية عسكرية على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي استمرت 22 يوماً، وأسفرت عن سقوط نحو 1400 قتيل و5400 جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ومن المتوقع أن يتضمّن برنامج زيارات الوفد زيارات ميدانية للمناطق التي شهدت توغلات إسرائيلية وأعمال قصف، بالإضافة الى زيارة مسؤولين في وزارة الصحة والحكومة والفصائل الفلسطينية. وسيعمل الفريق على التحقيق في انتهاكات منسوبة لسلطات quot;حماسquot; ضد خصومها السياسيين وتجاه مشتبهين بالتعامل مع إسرائيل.

وكانت اسرائيل أعلنت رفضها التعاون مع فريق تقصي الحقائق الأممي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور في وقتٍ سابق ان تعليمات قد صدرت لهذه اللجنة quot;بأن تُظْهر إسرائيل كمذنبة، بغض النظر عن أي شيء آخرquot;، مشددا على أنه quot;ليس هناك أية فائدة من التعاون مع مثل هذه المسرحية التنكريةquot;.

وادعى بالمور أن القرار الذي منح الفريق الأممي التفويض quot;متحيز بشكل عميقquot;، مشيرا إلى أنه أمَرَ فقط بالتحقيق بالانتهاكات الإسرائيلية المزعومة بينما يتجاهل حركة حماس. يشار أن وفد تقصي الحقائق انطلق من جنيف متوجهاً إلى مصر ثم وصل إلى قطاع غزة.