لندن: سعى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اليوم الثلاثاء الى وضع نهاية لاصعب اسبوع يواجهه منذ توليه منصبه بعد ان واجه متمردين غاضبين هددوا بالاطاحة به من منصبه. واجتمع براون بحكومته المعدلة في اجتماعها الاسبوعي الاول بعد ان نجا من مواجهة مع نواب حزب العمال الذي يتزعمه في اعقاب هزيمتين مذلتين في الانتخابات الاوروبية والمحلية. ورغم سعيه الى نزع فتيل المواجهة، فانه لا يزال في موقف صعب ويمكن أن يواجه تجدد دعوات منتقديه اليه بالاستقالة خشية التعرض لهزيمة قاسية في الانتخابات العامة المقرر أن تجري خلال عام، حسب معلقين. والتف أهم وزراء الحكومة حول براون بعد اجتماع ليلة الاثنين لنواب حزب العمال في البرلمان وأكد أنه الافضل لمساعدة البلاد في الخروج من ازمتها الاقتصادية غير المسبوقة.

وصرح وزير الخارجية ديفيد ميليباند الذي اعتبر اكثر المرشحين لخلافة براون ترجيحا، لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان quot;حزب العمال لا يحتاج الى زعيم جديدquot;. وبعد سبعة ايام صعبة شهدت استقالة 11 وزيرا، وظهور انباء عن محاولة الاطاحة ببراون والاخفاق التاريخي لحزب العمال في الانتخابات المحلية والاوروبية، وعد براون في اجتماع لنواب الحزب الاثنين بمواصلة النضال،الا انه شدد على ضرورة ان يتحد الحزب مرة اخرى. وقال براون في الاجتماع quot;لدي نقاط قوة ونقاط ضعف. واعرف أنني اقوم ببعض الاشياء بشكل جيد واشياء اخرى ليس بشكل جيدquot; مضيفا quot;انك لا تحل المشكلة بالهروب منها ولكن بمواجهتها وبذل جهد لحلهاquot;.

وفي هزيمة مذلة للحزب الحاكم، احتل حزب العمال المرتبة الثالثة في الانتخابات الاوروبية التي جرت الخميس وسبقه في المرتبتين الاولى والثانية حزب المحافظين المعارض وحزب الاستقلال البريطاني. كما حقق الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف اول مقعدين له في البرلمان الاوروبي، وهو الفوز الذي وصفه ناقدون بانه quot;مخجلquot;.

وجرت خلال الاجتماع الذي جرى ليلة الاثنين مع نواب حزب العمال اول مواجهة بين النواب وبراون بشان نتائج الانتخابات، ولكن ورغم ان العديد من الوزراء السابقين دعوا براون الى الاستقالة، الا ان تلك الدعوات لم تصل الى مرحلة التمرد. وقال عدد من النواب في وقت لاحق ان براون الذي خلف توني بلير قبل نحو العامين، قدم اداء قويا حيث أكد على ضرورة الوحدة كجزء من استراتيجية لتمكين الحزب من الوقوف على قدميه مرة اخرى.

كما وعد بتغيير اسلوبه في القيادة والعمل بطريقة quot;جماعية أكبرquot; بعد استقالة وزيرة الدولة لشؤون البيئة التي اتهمته بادارة حملة quot;تشويه سمعةquot; ضد زملائه. الا انه لم ترد الكثير من التفاصيل بشان التنازلات التي يفكر براون في تقديمها بشان خطة للخصخصة الجزئية لخدمة البريد البريطاني والتي عارضها العديد من النواب. وقالت الصحف ان براون حصل على فترة استراحة، حيث عنونت صحيفة الغارديان quot;نجاة براون الكبيرةquot; بينما خرجت quot;ديلي ميلquot; بعنوان quot;براون ينجو ليخوض معركة اخرىquot;.

وكتب احد المعلقين في صحيفة quot;تايمزquot; يقول quot;انه ضعيف ويفتقر الى احترام الوزراء ويكرهه النواب كما يستاء منه الناخبون. انه يحظى بالمنصب ولكن ليس بالسلطةquot;. وذكرت صحيفة quot;فاينانشال تايمزquot; ان المتمردين في حزب العمال لا يزالون يأملون في استبدال براون بقائد يحظى بحب الناخبين قبل الانتخابات العامة التي من المقرر ان تجري في حزيران/يونيو 2010، ويعد وزير الداخلية الان جونسون المفضل لشغل منصب براون. ويتقدم حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون استطلاعات الراي حاليا فيما يريد 52 بالمئة من الناخبين من براون الاستقالة فورا، حسب استطلاع اجراه معهد كومريس لحساب هيئة الاذاعة البريطانية على 1001 شخص ونشر الاثنين.