بهية مارديني من دمشق: توقع المحلل السياسي أدهم الخطيب في تصريح لـquot;إيلافquot; أن ترفض دمشق طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدعوة إلى مفاوضات إسرائيلية سورية مباشرة من دون وساطة تركية، وأضاف quot;لا يمكن لدمشق سحب البساط من الوسيط التركي لصالح الطرف الفرنسي، الذي سيكون راعيا للمفاوضات السورية - الإسرائيلية، على الرغم من العلاقات السورية - الفرنسية الجيدة، معتبرا ان دمشق تعي جيدا ان إسرائيل تحاول المماطلة والتسويف، وإنها غير جدية فيما يخص السلام، كما إن أنقرة طرفا مهما في المفاوضات، وخاصة انها خاضت أشواطا عبر جولات عديدة مع الطرفين واعلنت عن استعدادها لاستئناف المفاوضات من جديدquot;.

من جانبه اعتبر المحلل السياسي لؤي حسين في تصريح مماثل quot; ان سوريا ميالة أكثر للطرف التركي في استئناف العلاقات السورية - التركيةquot;، إلا انه أشار إلى أن quot;بعض الأمور غالبا ما تكون ليست ظاهرة في علاقات الدول، خصوصا فيما يتعلق بالرؤية السورية لعلاقتها ومصالحها مع باريس وانقرة، وتوقع ان ترفض سوريا سحب الوساطة التركيةquot;.

وكانت دمشق ابلغت الجانب التركي تعليق الجولة الخامسة من المفاوضات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي الاخير على قطاع غزة، واعتبرت ان اسرائيل اغلقت الابواب امام اية مفاوضات، فيما كان الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جان دافيد ليفيت، قاما مؤخرا بزيارة دمشق والتقيا بالرئيس السوري بشار الأسد وتناولت المباحثات مفاوضات السلام وعدة ملفات اقليمية مهمة.

وذكرت تقارير إعلامية ان الوفد الفرنسي نقل إلى الأسد ما قاله نتنياهو لساركوزي خلال زيارته مؤخرا الى باريس، عن عدم ثقته بالوسيط التركي بسبب المواقف التي اتخذها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال الحرب الإسرائيلية على غزة من إسرائيل، وتفضيل نتينياهو مفاوضات إسرائيلية سورية مباشرة، أو غير مباشرة شريطة أن تقوم فرنسا برعايتها في المرحلة المقبلة، بطريقة غير مباشرة بديلا عن الوسيط التركي.

وتمر العلاقات السورية الفرنسية بعد وصول نيكولا ساركوزي بفترة ذهبية على مستوييها السياسي والاقتصادي، تتمثل في مباحثات ثنائية مستمرة وتنسيق على مستوى رفيع إضافة الى نية باريس في مساعدة دمشق في التوقيع على اتفاقية الشراكة السورية - الأوروبية، رغم التحفظ البريطاني والهولندي، كما ان باريس أعربت مرارا عن استعدادها لرعاية مفاوضات سورية - إسرائيلية.

كما تشير التقارير الى ان إريك شوفالييه، سيصبح سفيراً جديدا لفرنسا في دمشق، وشوفالييه المستشار الخاص لوزير الخارجية الفرنسي، وهو مايدل على رغبة باريس توطيد مستوى علاقاتها مع دمشق على نحو اكبر، كما سيعقد المؤتمر الإقليمي للسفراء الفرنسيين، في العاصمة السورية بحضور وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير وسيضم المؤتمر سفراء فرنسا في دمشق وبغداد وعمان السابقين والحاليين. يشار في هذا الصدد ان السفير الفرنسي الحالي في دمشق ميشال دوكلو، تنتهي مهمته الدبلوماسية نهاية آب.