دعوات إلىتقليص الدوائر ظهرت للمرة الأولى العام 1981
الدائرة الإنتخابية الواحدة كرة الثلج الكويتية التي تكبر

عامر الحنتولي من الكويت: لا يبدو حتى الآن أي أثر للدعوات الشعبية التي بدأت تأخذ حيزًا متزايدًا بشأن جعل الكويت دائرة إنتخابية واحدة في الإنتخابات البرلمانية المقبلة، خلافًا للقانون الحالي الذي يحصرها بخمس دوائر إنتخابية تشمل كل الكويت، وجاءت من بعد إلحاح شعبي عارم في صيف العام 2006، وهو السبب الذي كان مقنعًا في العام ذاته لحل مجلس الأمة الكويتي بعد تبني عشرات النواب الدعوات الشعبية التي أطاحت وقتذاك بحكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح بعد نحو ثلاثة أشهر على تشكيلها، وهي الحكومة الأولى أيضًا وقتذاك في عهد الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الذي كان قد آل إليه مسند الإمارة خلفًا للشيخ سعد العبدالله الصباح الذي لم تتح له حالته الصحية بتولي السلطات الدستورية، قبل أن يتوفى العام الماضي بعد متاعب صحية مريرة.

الحكومة الكويتية الحالية لا تأبه للدعوات المتزايدة لإحالة الكويت الى دائرة إنتخابية واحدة، لأن أولويات الحكومة الحالية تتجسد في فتح قنوات الإتصال مع أعضاء مجلس الأمة الكويتي لتلافي صدامات سياسية متكررة تحت لافتات مختلفة يقول مختصون بالشأن الكويتي أنها آتية لا ريب، كما تنشغل الحكومة حاليًا بالسعي لتنفيذ خطة تنمية ألزمت نفسها بها أمام البرلمان الذي بدأ ينقب بالخطة المقدمة إليه بحثًا عن عناوين أو أرقام صدامية تبرر إستجوابات على الطريق ينشغل معدوها بتنقيحها ووضع اللمسات الأخيرة عليها تمهيدًا لتقديمها في دور الإنعقاد المقبل، إلا أن اللافت حتى الآن هو العدد الخجول من أعضاء البرلمان الذين أيدوا مقترح تحويل الكويت الى دائرة إنتخابية واحدة، إذ اقتصرت الدعوات إلى ذلك على قوى سياسية خارج البرلمان تقول إن الدائرة الواحدة ستقضي الى حد كبير على الطائفية والقبلية والمحاصصة، علمًا أن تلك القوى مارست الحجج نفسها وهي تطالب بالدوائر الخمس إلا أن إنتخابات 2008، و2009 التي أجريت وفقًا لنظام الدوائر الخمس كرست تلك السلبيات، وضاعفت من مزاعم المال السياسي.

ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن الدعوات لتبني نظام الدائرة الإنتخلبية الواحدة ستتعاظم خلال دور الإنعقاد المقبل لبرلمان الكويتي في السابع والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين ثاني المقبل، وسيكون لزامًا على الحكومة التعامل مع تلك الدعوات، خصوصًا أن قوى سياسية عدة ممثلة في البرلمان الكويتي ترى في الدائرة الإنتخابية الواحدة قفزة مؤثرة نحو الحزبية، علمًا أن الحكومة الكويتية تحظر الأحزاب السياسية تمامًا ولا تسمح بقيامها البتة منذ نشأة نظامها الديمقراطي في مطلع عقد الستينات من القرن الماضي، بيد أن الدعوات لإنشاء أحزاب سياسية في الكويت ينشط حينًا ويخبو أحيانًا كثيرة، إلا أن نوابًا آخرين يصفون مقترح الدائرة الإنتخابية الواحدة بأنه قفزة في المجهول، وسيعمق الصراعات الحكومية البرلمانية، وسيكرس أكثر القبلية والطائفية.

يشار الى أن الدعوات لتحويل الكويت الى خمس دوائر إنتخابية فقط انطلقت مطلع العام 1981، إلا أن الحكومات الكويتية المتعاقبة ظلت تتجاهل تلك الدعوات وظلت تعتمد الدوائر الـ 25 لكل الكويت، قبل أن يتعرض برلمان الكويت للحل غير الدستوري عام 1986 واستمر تعطيل عمل البرلمان حتى عام 1992 حين إنتخب برلمان جديد بعد فترة الإحتلال العراقي للكويت، قبل أن تتجاهل الحكومات الكويتية ثانية مقترحات تقليص الدوائر الإنتخابية حتى العام 2006 حين وافقت عليه الحكومة الكويتية مرغمة تحت وطأة ضغوطات البرلمان والشارع الكويتي.