منتجع شرم الشيخ يستضيف قادة 118 دولة يوم الأربعاء
جدول أعمال متخم بالملفات الشائكة أمام قمة عدم الانحياز

نبيل شرف الدين من القاهرة:واصل وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز يوم الثلاثاء، اجتماعاتهم للإعداد لقمة رؤساء دول وحكومات الحركة التي تنطلق في منتجع شرم الشيخ يوم الأربعاء المقبل، بمشاركة قادة وممثّلي 118 دولة عضواً و16 دولة تتمتع بصفة العضو المراقب، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الدولية والإقليمية. ويناقش وزراء الخارجية في اجتماعاتهم الوثيقة الختامية التي ستصدر عن القمة، وتتناول حزمة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدولية، وفي صدارتها وثيقة تحمل عنوان : quot; إصلاح الأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب quot;.

هذا ومن المقرر أن تصدر عن قمة شرم الشيخ وثيقتان أساسيتان: وهما الوثيقة الختامية المكونة من 517 بنداً، وإعلان شرم الشيخ المكون من 25 بنداً، جنبا إلى جنب مع ثلاثة إعلانات خاصة، أولها يتعلق بتكريم الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، أما الأمر الثاني فيتمثل في المطالبة برفع الحصار التجاري والاقتصادي الأميركي عن كوبا، وفي ما يخصص الإعلان الثالث والأكثر تفصيلاً لتناول القضية الفلسطينية وموقف الحركة الداعم لها.

وبدأ اجتماع وزراء الخارجية للدول المشاركة بكلمة وزير خارجية كوبا إدواردو بارييلا بصفة بلاده رئيسة الدورة الرابعة عشرة لقمة عدم الانحياز حيث يعرض خلالها الخطوات التي قامت بها بلاده والحركة خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم تبدأ الجلسة العامة للاجتماع الوزاري التي تشهد إقرار جدول أعمال الاجتماع واعتماد التقرير المرفوع إليهم من كبار المسؤولين وإقرار الإجراءات الخاصة بالإعداد لفعاليات القمة.

كما جرى أيضاً اختيار أعضاء مكتب الاجتماع الوزاري، والنظر في الطلبات المقدمة لقبول أعضاء جدد في الحركة، وكذا قبول مراقبين أو مدعوين للانضمام إلى الحركة، فضلاً عن النظر في التصديق على الوثائق الختامية المرفوعة من اجتماع كبار المسؤولين.

رئاسة مصر

من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن بلاده ستقود عمل حركة عدم الانحياز على مدار السنوات الثلاث المقبلة في كل القضايا التي تهم الحركة، وفي صدارتها تلك القضايا المثارة في المنظمات الدولية بشكل خاص، سواء كانت قضايا نزع السلاح، أو حقوق الإنسان، أو قضايا سياسية واجتماعية أو غير ذلك، وقال إن مصر سوف تتحرك بنشاط وحيوية على مدار رئاستها على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

وحول ترجمة لافتة quot;التضامن الدولي من أجل السلام والتنميةquot;، وهو عنوان الشعار الرئيس لقمة حركة عدم الانحياز، قال حسام زكي إن هذا الشعار مستوحى من أحد أهم مبادئ الدبلوماسية المصرية وهو السلام من أجل التنمية.. وبالتالي جاء شعار الحركة عاكسا لهذا المبدأ المهم الذي تؤمن به الدبلوماسية المصرية وهو العمل الجماعي الدولي من أجل السلام والتنمية، وسوف تعمل مصر بمنتهى الجدية لتحقيق هذه الأهداف أثناء رئاستها للحركة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ومضى المتحدث المصري قائلاً quot;إن التضامن بين دول الحركة هو أحد أهم مزايا الحركة، وينعكس بشكل كبير في تحركات الحركة داخل المنظمات الدولية.. وهو أمر نسعى إلى توسيع إطاره لينتقل من هذه المنظمات ليكون تضامنا أكثر شمولية في القضايا الأخرى التي تواجهها الحركة سواء كانت قضايا إقليمية أو قضايا سياسية من أي نوعquot;، على حد تعبير الدبلوماسي المصري.

جدول الأعمال

ووفقاً لأوراق العمل وبرنامج القمة فمن المقرر أن تبدأ أعمالها بجلسة افتتاحية يتحدث أمامها الرئيس الكوبي راوول كاسترو، بصفة بلاده رئيسة الدورة الرابعة عشرة لقمة عدم الانحياز حيث يقدم تقريرا عن أنشطة الحركة خلال السنوات الثلاث الماضية، ثم يتسلم الرئيس المصري حسني مبارك رئاسة القمة الخامسة عشرة للحركة لمدة ثلاث سنوات حيث يلقي كلمة يعرض خلالها رؤية مصر حول برنامج عمل الحركة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وعقب ذلك يلقي سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للقمة تليها كلمات لرؤساء كل من مجموعة الـ 77 والصين وممثلي عدد من المجموعات الإقليمية المختلفة (المجموعة الأفريقية والمجموعة الآسيوية وأميركا اللاتينية والكاريبي والقارة الأوروبية). ومن المقرر أن تبدأ بعد ذلك فعاليات الجلسة الموسعة للقمة بإقرار جدول أعمال القمة واعتماد تقرير رئيس اللجنة التحضيرية لوزراء الخارجية ثم انتخاب أعضاء مكتب القمة واعتماد من سيقبل من الأعضاء أو المراقبين أو الضيوف الجدد، ثم اعتماد التقرير الخاص بأنشطة الحركة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وعقب ذلك تجري مناقشة عامة حول الموضوع الرئيس للنقاش في القمة وهو quot;التضامن الدولي من أجل السلام والتنميةquot;، بالإضافة إلى مناقشات حول الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية.
ويستأنف قادة دول الحركة صباح اليوم التالي للقمة (الخميس) أعمال قمتهم في قاعة المؤتمرات الكبرى في منتجع quot;شرم الشيخquot;، حيث يعقدون جلسة يستكملون المناقشات العامة قبل أن يعقدوا جلستهم الختامية التي يتم خلالها اعتماد الوثائق التي ستصدر عن القمة وتقرير المقرر العام للقمة والاتفاق على اسم الدولة التي سوف تستضيف القمة القادمة وموعد انعقادها والاجتماعات والمؤتمرات الوزارية التي ستعقدها الحركة خلال السنوات المقبلة.