شرم الشيخ، وكالات: إفتتحت الأربعاء في منتجع شرم الشيخ المصري (على البحر الأحمر) القمة الخامسة عشر لحركة عدم الإنحياز بحضور قادة وممثلي 118 دولة عضو والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية. ودعا الرئيس الكوبي راوول كاسترو، الذي ترأست بلاده الحركة خلال السنوات الثلاث الاخيرة، في كلمته الافتتاحية الى اقامة quot;نظام مالي واقتصادي دولي جديد اكثر عدلاًquot;. واشار إلى أن الازمة المالية العالمية الراهنة quot;كان مصدرهاquot; دول الشمال الصناعية إلا أن quot;الدول النامية كانت الاكثر تأثرًاquot; بها.
واضاف quot;نحن نطالب بتأسيس هيكل مالي واقتصادي جديد يستند إلى مشاركة فعلية لجميع الدول وخصوصًا الدول الناميةquot; معتبرًا ان quot;الازمة الحالية لا تحل بحلول تجميلية تحاول الحفاظ على النظام الاقتصادي الحالي الذي يفتقر الى العدل وانما يمر بالضرورة عبر اعادة هيكلة النظام المالي والنقدي الدوليquot;. وقام راوول كاسترو بعد انتهائه من إلقاء كلمته بتسليم رئاسة الحركة الى الرئيس المصري حسني مبارك.
وتعقد القمة الـ 15 لحركة عدم الانحياز، التي تأسست في مؤتمر باندونغ (اندونيسيا) في العام 1955 ابان الحرب الباردة كتجمع يضم دول الجنوب ويتبنى الحياد الايجابي بين الكتلتين الشيوعية والغربية ، تحت شعار quot;التضامن الدولي من اجل السلام والتنميةquot;. وسيصدر عن القمة وثيقة اطلق عليها quot;اعلان شرم الشيخquot; تتضمن quot;تداعيات الازمة المالية والاقتصادية التي بمر بها العالم وكيفية تجاوز اثارهاquot;.
وفي ختام الاجتماعات التحضيرية للقمة والتي عقدت على مستوى وزراء الخارجية، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الولايات المتحدة جادة في السعي إلى تحريك عملية السلام في المنطقة. وأضاف أن على اللجنة الرباعية الدولية الضغط على إسرائيل للالتزام بعملية السلام ووقف الاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
ومن المتوقع ان يتم على هامش هذه القمة عقد اجتماع بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني يمكن ان يعد الساحة لحوار تعثر بعد هجوم نوفمبر الماضي في مومباي. ومن المتوقع أيضًا أن يدعو الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد حركة عدم الانحياز الى ان تتحد ضد ما وصفه بانحياز مجلس الامن للغرب في نزاعه مع طهران بشأن طموحات ايران النووية.
ميدفيديف يوجه رسالة الى المشاركين
الى ذلك أعلنت الدائرة الصحفية للكرملين أن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بعث برسالة تحية الى المشاركين في القمة، وأكد ميدفيديف في الرسالة أن روسيا وحركة عدم الانحياز التي تضم أكثر من نصف دول العالم تربطهما علاقات شراكة قديمة واحترام متبادل. وذكر أن تلك العلاقات تستند الى الإدراك المشترك للمسؤولية عن مصير العالم المعاصر، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري، وحق كل بلد في اختيار طريق التنمية الخاص به.
وأشاد ميدفيديف باستعداد حركة عدم الانحياز لإقامة تعاون واسع ومناقشة بناءة للقضايا المهمة. وأكد أن ذلك يمثل مقدمات ضرورية لإيجاد ردود مناسبة على التحديات والتهديدات المعاصرة التي تواجه البشرية. وأضاف الرئيس ميدفيديف: quot;نعتبر حركة عدم الانحياز أحد العناصر الرئيسية المكونة للنظام العالمي المتعدد الأقطاب الجديد. ونحن مستعدون لتوسيع التعاون مع الحركة خدمة لتعزيز الاستقرار الدولي ولما فيه صالح بلداننا وشعوبنا والمجتمع الدولي كلهquot;.
الدور المصري
ونسبت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الى السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية القول ان مصر ستقود الحركة خلال السنوات القادمة في كل القضايا التي تهم الحركة مثل نزع السلاح وحقوق الانسان.
وحول التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية وهو شعار الحركة في قمة شرم الشيخ قال زكي ان الشعار مستوحى من أحد اهم مبادئ الدبلوماسية المصرية وهو السلام من أجل التنمية وبالتالي جاء شعار الحركة عاكسًا لهذا المبدأ وهو العمل الجماعي من أجل السلام والتنمية. وقال ان التضامن بين دول الحركة هو احد اهم مزاياها وينعكس بشكل كبير في تحركات الحركة داخل المنظمات الدولية.
حقائق عن حركة عدم الانحياز
أعلنت 25 دولة قيام حركة عدم الانحياز رسميا في عام 1961 في بلجراد، وهي الدول التي اختارت عدم الانحياز مع الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي مؤسسو الحركة هم الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس الاندونيسي سوكارنو والرئيس الغاني كوامي نيكروما.
تضم حركة عدم الانحياز حاليًا 118 دولة عضو و15 دولة تحمل وضع مراقب تمثل ثلثي الدول الاعضاء في الامم المتحدة ونصف سكان العالم. تتألف الدول الأعضاء من 53 دولة في افريقيا و38 دولة في اسيا ودولة واحدة في اوروبا و26 دولة في اميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. يتم تداول رئاسة حركة عدم الانحياز بين المناطق الجغرافية. وتتولى مصر الرئاسة من كوبا التي ترأست القمة من سبتمبر عام 2006 .
التعليقات