نواكشوط، وكالات: تعهد الرئيس الموريتاني الجديد المنتخب الجنرال محمد ولد عبد العزيز الاحد quot;بالتصدي للارهاب بكل اشكالهquot;، بعد اقل من شهر على اغتيال اميركي في نواكشوط من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقال عبد العزيز في مؤتمره الصحافي الاول بعد اعلان النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية، quot;سنتصدى للارهاب بكل اشكاله، سنتصدى له على الصعيد الامني من خلال تعزيز وسائل الجيشquot;. واضاف quot;سنتصدى له في تربته، وهو يجد تربته في الفقر والبؤس والتخلفquot;. ومنذ سنتين، تعرضت موريتانيا التي كانت مستثناة حتى الان، لبضع اعتداءات دامية نفذها عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وخصوصا مقاتلون موريتانيون تلقوا تدريبات في معاقل الاسلاميين في شمال مالي.

و كانت لجنة الانتخابات الرئاسية أعلنت فوز ولد عبد العزيز، رئيس المجلس العسكري quot;المستقيلquot;، برئاسة الجمهورية، بفارق كبير عن باقي المرشحين، في الوقت الذي أعلن فيه رفضهم نتائج الانتخابات، التي وصفوها بـquot;المهزلةquot; وquot;المفبركةquot;، مطالبين المجتمع الدولي بالتحقيق فيها، وقال وزير الداخلية محمد ولد أرزيزيم إن ولد عبد العزيز حصل على نسبة 52,58% في المائة من إجمالي أصوات الناخبين، بحسب النتائج العامة المؤقتة للشوط الأول من الانتخابات الرئاسية، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 58.64 في المائة، بواقع 817 ألف و260 ناخب.

واستناداً إلى نتائج غير نهائية، أعلنتها لجنة الانتخابات في وقت سابق، فإن تقدم ولد عبد العزيز جاء على حساب منافسيه، في الاستحقاق الرئاسي وأبرزهم زعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه، ورئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير، ومع ظهور تلك النتائج رفض أربعة مرشحين، من بين تسعة خاضوا السباق الرئاسي، نتائج الانتخابات، واعتبروها quot;مهزلة ترمي إلى اطالة عمر الإنقلابquot;، مطالبين المجتمع الدولي بالتحقيق فيها، وفقاً لما ذكره موقع الأخبار الموريتاني.

الجنرال محمد ولد عبد العزيز

فقد اعلن المرشح مسعود ولد بلخير خلال مؤتمر صحفي ان ما جرى ليس سوى quot;تمثيلية لاضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري الذي جرى في اغسطس/اب الماضيquot; في اشارة الى الانقلاب الذي قاده الجنرال عبد العزيز، ودعا بلخير المجتمع الدولي الى quot;تشكيل لجنة لكشف وفضح التلاعبquot;.

وحل رئيس الجمعية الوطنية ومرشح الجبهة المعارضة للانقلاب مسعود ولد بلخير في المرتبة الثانية متأخرا بفارق كبير وحصل على 16,29% من الاصوات، تلاه رئيس اكبر احزاب المعارضة احمد ولد داداه بنسبة 13,66% من الاصوات. من جهته، حصل المرشح الاسلامي المعتدل جميل ولد منصور الذي ترشح للمرة الاولى على 4,76% من الاصوات متقدما قليلا المرشح ابراهيم سار الذي ينتمي الى اقلية السود الموريتانيين (4,59%) والذي دعم الانقلاب، وحصل الرئيس السابق للمجلس العسكري (2007-2007) العقيد اعل ولد محمد فال الذي اعاد السلطة للمدنيين في عملية انتقالية اعتبرت نموذجية على 3,81% من الاصوات، واوضح الوزير ان quot;هذه النتائج موقتة وسترفع الى المجلس الدستوري للمصادقة عليها بعد الطعون المحتملةquot;.

وقال المرشحون في بيان وقعوه فجر الأحد، إن إرادة الشعب الموريتاني تم التلاعب بها، وإنهم تأكدوا من الخروقات quot;التي شملت التزوير المكشوف واستغلال وسائل الدولة، وشراء وتزوير بطاقات الناخبينquot;، وطالب البيان الذي وقعه كل من أحمد ولد داداه، ومسعود ولد بلخير، وأعل ولد محمد فال، وحمادي ولد أميمو، اللجنة المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية الموريتانية والمجلس الدستوري، بعدم التصديق على نتائج الانتخابات.

كما طالب البيان المؤرخ بتاريخ 19 يوليو/ تموز الجاري، المجموعة الدولية بتشكيل لجنة للتحقيق فيما قالوا إنها quot;خروقات شابت الانتخاباتquot;، كما دعوا، في مؤتمر صحافي عقد فجر الأحد بمقر حملة المرشح مسعود بالخير، الشعب الموريتاني بالتعبئة حتى إفشال ما أسموه quot;الاستمرار في الانقلابquot;.

لكن احد مسؤولي لجنة الانتخابات اعلن ان الانتخابات لم تشهد خروقات تذكر ولم تتلق اللجنة شكاوي جدية او ادلة على حدوث عمليات تلاعب وتزوير، واضاف المسؤول quot; ان ما سمعته اللجنة حتى الان لا يتعدى اشاعات وانه يتوقع استلام بعض الشكاوي. وشارك في عملية التصويت مئات المراقبين من الاتحاد الافريقي والدول الفرانكوفونية وحتى الان لم تصدر اي تقارير عن سير الانتخابات وعمليات الفرز، ولم يشارك في الاشراف على الانتخابات اي مراقب اوروبي quot;بسبب جدول المواعيدquot; كما اعلن رسميا، على ما قال مصدر دبلوماسي.

وكانت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا بعد انتهاء التصويت قد أظهرت تقدم ولد عبد العزيز بفارق كبير على منافسيه، ومع ظهور النتائج الأولية للانتخابات، احتفل أنصار ولد عبد العزيز بما اعتبروه انتصاراً كبيراً لمرشحهم، فيما أصيب أنصار المعارضة بصدمة كبيرة جراء التقدم الكبير لولد عبد العزيز، وفقاً لوكالة الأخبار الموريتانية المستقلة.

وقالت الوكالة إن أنصار ولد عبد العزيز أخذوا يحتفلون في الشوارع الرئيسية بالعاصمة نواكشوط، خصوصاً في الأحياء الراقية، بينما تجمع المئات من أنصار الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في مقر حزب إيناد وتجمهروا أمام شاشة عرض كبيرة للنتائج حيث تظهر الفجوة الكبيرة بين المرشح ولد عبد العزيز وزعماء المعارضة الذين نافسوه بشكل قوي، خصوصا أحمد ولد داداه ومسعود ولد بالخير.

ونقل مراسل الأخبار عن زعماء المعارضة قولهم إنه لم يصدروا لحد الساعة أي تعليق على ما تم فرزه من النتائج بينما قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود للصحافيين المتجمهرين أمام مقر إيناد، الذي تدار منه الجبهة، quot;إننا نتابع فرز النتائج وسيكون لنا موقف محدد من النتائج ريثما يكتمل فرزهاquot;، مستبعداً استباق اكتمال الفرز بأي موقف أو تعليق، مكتفياً بتأكيد رفض الجبهة للتزوير.

وقبل صدور البيان الرافض لنتائج الانتخابات أبدى العديد من أنصار الجبهة أن النتائج التي تم بثها حتى الآن من مقاطعة تجكجة عاصمة ولاية تكانت تبعث على الريبة إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى حيث لا يتصور بالنسبة إليهم أن تصوت تلك المناطق لمرشح عرض أبناء تلك المناطق للسجون والمعتقلات خلال الأشهر الماضية.

وفيما واصلت وزارة الداخلية واللجنة المستقلة للانتخابات علمية فرز النتائج، لاحظ العديد من المراقبين بطأ بث الإذاعة والتلفزيون للنتائج، وأشارت الوكالة إلى أن هذا أدى إلى طرح علامة استفهام حول الموقف الفعلي الآن للوزراء المنحدرين من أحزاب المعارضة الذين يديرون الداخلية والإعلام وموقفهما من النتائج الجاري إعلانها في ظل وجود شائعات تتحدث عن رفض وزير الداخلية للنتائج وهو الذي أكد خلال الأيام الماضية عدم وجود ملاحظات أو مخالفات قد تؤثر على شفافية الاقتراع.

وفي وقت سابق لظهور النتائج الأولية، نقلت وكالة quot;صحراء ميدياquot; الموريتانية للأنباء عن ولد محمد فال قوله: quot;لدينا مخاوف من حدوث تزوير وسنتخذ الموقف المناسب لمواجهتهquot;، وقال ولد محمد فال إن لديه مخاوف حقيقية من حدوث عمليات تزوير كما أن لديه معلومات ومعطيات سيئة حول هذا الموضوع، بحسب الوكالة، وأوضح ولد محمد فال غداة إدلائه بصوته إنه يتمنى أن يثبت العكس وأن تكون انتخابات شفافة ونزيهة على حد تعبيره.

وحول موقفه في حال حصول تزوير أو مخالفات من هذا القبيل قال ولد محمد فال إن هذه النتائج ستكون فاقدة للمصداقية وأنهم سيتخذون الموقف المناسب ويحملون المسؤولية لمن قاموا بتلك المخالفات.

يشار إلى أن الموريتانيين بدؤوا صباح السبت التصويت لانتخاب رئيسهم من بين تسعة مرشحين في اقتراع يهدف إلى إنهاء الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد منذ السادس من أغسطس/آب 2008، وبدأ التصويت في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت غرينيتش، وانتهى في السابعة مساء، وتنافس تسعة مرشحين على كسب تأييد 1.2 مليون ناخب مسجلين موزعين على 2500 مكتب اقتراع في مختلف أنحاء موريتانيا. ويفترض ان تنهي هذه الانتخابات الازمة الخطرة التي نجمت عن الانقلاب العسكري الذي اطاح الرئيس الاول المنتخب ديموقراطيا سيدي ولد شيخ عبدالله الذي لم يترشح الى هذه الانتخابات. وعلى اثر الانقلاب، علق الاتحاد الاوروبي مساعدته لموريتانيا، وفي نيسان/ابريل، علق الاتحاد الاوروبي رسميا مدة سنتين تعاونه بسبب الانقلاب، مؤكدا ان هذا التعاون لا يمكن ان يستأنف من دون quot;عودة النظام الدستوريquot;.

وسيعقد الجنرال ولد عبد العزيز مؤتمرا صحافيا مساء الاحد.


كما كرر محمد ولد عبد العزيز مساء الاحد نفي حصول اي تزوير في الانتخابات الرئاسية كما تتهمه المعارضة بذلك. وقال عبد العزيز لشبكة تلفزيون فرانس 24 quot;حصلت على 52,58% من الاصوات، ولم نبذل اي جهد غير قانوني للحصول على هذه النتيجة. والناس الذين يدعموننا لم يقوموا بأي تزوير ولم يغشواquot;.

واضاف ان quot;الانتخابات اجريت بطريقة شفافةquot;، مشيرا الى انه quot;تنحى عن الحكمquot; ليقوم بحملته وانه quot;لم يستخدم الوسائل التي تملكها الدولةquot;.

واوضح عبد العزيز ان الانتخابات بالنسبة الى موريتانيا هي quot;عودة الديموقراطية، لاني انتخبت بطريقة شفافة وديموقراطية وحرة. وهي فرصة لموريتانيا لتخرج من عدد كبير من المشاكل وطي صفحات الماضيquot;.

وكرر الرئيس الجديد قوله ان quot;اولوياتي ستكون بالضرورة النضال من اجل تطوير بلادي، والتصدي للفساد والتبذير والارهاب والمخدرات وظاهرة الهجرة السرية والفقر ... لاخراج البلاد من الركود الاقتصاديquot;.

وفي مؤتمر صحافي عقده خلال النهار، رد عبد العزيز على اتهامات المعارضة بالتأكيد quot;لا يكفي القول انه حصل تزوير بل من الضروري تقديم الادلةquot;.