افشين مولافي من واشنطن: قال مسؤول عسكري اميركي كبير يعمل في بغداد ان الوقت قد حان كي تعلن القوات الاميركية تحقيق النصر وتعود الى بلدها. وقال العقيد تيموثي ر. ريس الذي يعمل مستشارا لقيادة عمليات بغداد في الجيش العراقي ان القوات العراقية تعاني من الفساد وسوء الادارة ونفوذ الأحزاب السياسية الشيعية لكنها على الأرجح ستكون على ما يكفي من الكفاءة لهزم المتمردين السنة والتصدي للميليشيات الشيعية وغيرها من التهديدات الداخلية التي تواجه الحكومة العراقية.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز نشر يوم الخميس فان العقيد ريس يعتقد ان quot;تمديد الوجود العسكري الاميركي بعد 2010 لن يجدي كثيرا في تحسين اداء العراقيين عسكريا في الوقت الذي سيثير استياء متعاظماquot;.
وكتب العقيد ريس في المذكرة التي ارسلها الى كبار القادة العسكريين في العراق: quot;اننا منذ توقيع الاتفاقية الأمنية لعام 2009 ، ضيوف في العراق ، وبعد ست سنوات في العراق فان رائحتنا تزكم الأنف العراقيquot;. وقال ايضا ان الوقت قد فات على تغيير الثقافة العسكرية لقوى الأمن العراقية.
وتابع العقيد ريس: quot;إذا كانت هناك فرصة ذات يوم لغرس بذور ثقافة عسكرية محترفة فانها فاتت منذ زمن بعيد. ان الثقافة العسكرية للنموذج البعثي ـ السوفيتي في ظل صدام حسين ما زالت معشعشة ولن تتغير. والقيادة العليا عاجزة عن التغيير في البيئة الحاليةquot;.
رغم المذكرة لم يبدِ قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو ما ينم عن تغيير خطة الولايات المتحدة تلبية لدعوة ريس الى سحب القوات في وقت أبكر. فان مذكرة ريس ليست ملزِمة ولا تعكس سوى آرائه الشخصية ولكن نشرها في صحيفة نيويورك تايمز سيثير بكل تأكيد سجالا في الدوائر السياسية في واشنطن حول قضية سحب القوات.
وكتب العقيد ريس في المذكرة: quot;ينبغي ان نعلن نياتنا في سحب جميع القوات الاميركية من العراق بحلول آب/اغسطس 2010. لن يكون هذا تغييرا استراتيجيا في المخطط بل تسريعا للخطط الاميركية السارية بتقديمها نحو 15 شهراquot;.
كما رسم العقيد ريس صورة افتراق بين القوات الاميركية ونظيرتها العراقية منذ توقيع الاتفاقية التي سلمت الملف الأمني الى العراقيين. وقال ان القوات العراقية كثيرا ما ترفض التعاون مع نظيرتها الاميركية وانها افرجت عن سجناء كانت القوات الاميركية تعتقلهم في الأصل.
وأضاف العقيد ريس: quot;ان النظام القانوني في جانب الرصافة من بغداد أبدى استعدادا في الآونة الأخيرة للافراج عن افراد كانت القوات الاميركية تحتجزهم في الأصل لتنفيذهم هجمات ضد الولايات المتحدةquot;.
بموجب الخطط الراهنة ستبقى غالبية القوات الاميركية البالغ تعدادها 130 الف جندي في العراق بعد الانتخابات الوطنية العراقية المقررة في كانون الثاني/يناير. وسيبدأ خفض القوات الاميركية بعدها بفترة قصيرة ولكن بحلول نهاية آب/اغسطس 2010 سيبقى لدى الولايات المتحدة أكثر من 50 الف جندي في العراق في حين يقول ريس ان العدد ينبغي ان يكون صفرا بحلول هذا التاريخ.
(الترجمة خاصة بايلاف)
التعليقات