اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي أثارت فيه قضية الطالب المصري يوسف مجاهد، الذي وجهت إليه اتهامات من قِبل الحكومة الأميركية بالتورط في أعمال ترتبط بالإرهاب، حالة كبيرة من الجدل في كل من القاهرة وواشنطن على مدار الأشهر الماضية، وسط اهتمام إعلامي كبير من كلا الجانبين بتطورات القضية وآخر مستجداتها أولاً بأول، تبرز اليوم تقارير صحافية أميركية موافقة السلطات الأميركية على منح أفراد أسرة يوسف الجنسية الأميركية، بعد أن أدوا الجمعة اليمين الدستورية بوصفهم مواطنين أميركيين في مركز مدينة تمبا للمؤتمرات، وتنقل تقارير عدة عن والد يوسف، حقيقة مشاعره الممتزجة بالفخر والألم في الوقت ذاته، الفخر لتحقيقهم الهدف الذي أتوا في الأساس من أجله وهو الحصول على الجنسية الأميركية، والألم لغياب ابنهم عنهم.

وتعود تفاصيل واقعة إلقاء القبض على مجاهد في شهر أغسطس / آب عام 2007 بولاية كارولينا الجنوبية، حينما كان بصحبة زميل له يدعى أحمد محمد، وهما طالبان يدرسان الهندسة بجامعة جنوب فلوريدا، بعد أن وجهت لهما تهمة حيازة متفجرات. وكان محمد قد حُكم عليه بالسجن 15 عامًا بتهمة مساعدة quot;إرهابيينquot;، أما مجاهد فقد حكمت محكمة أميركية بولاية فلوريدا في الثالث من أبريل / نيسان الماضي ببراءته، قبل أن تقوم سلطات الهجرة الأميركية بإلقاء القبض عليه بعدها بثلاثة أيام فقط، موجهةً إليه التهم الفيدرالية نفسها التي كانت قد وجهت إليه قبل أقل من عامين. ومن المنتظر ndash; كما هو مخطط ndash; أن تبدأ جلسة المحاكمة الخاصة بترحيل مجاهد من البلاد في ميامي يوم الاثنين المقبل، حيث تسعى الحكومة للتأكيد على ضرورة ترحيل مجاهد ndash; الذي يحمل الجنسية المصرية ndash; بسبب تورطه في نشاطات ذات صلة بالأعمال الإرهابية.

وفي معرض حديثها عن منح السلطات الأميركية جنسية البلاد لأسرة مجاهد، اهتمت العديد من وسائل الإعلام الأميركية بتسليط الضوء على التصريحات التي أدلى بها سمير مجاهد، والد يوسف، قبيل تأديته مع باقي أفراد الأسرة اليمين الدستورية بوصفهم مواطنين أميركيين، وقبيل يومين أيضًا من بدء وزارة الأمن الداخلي الأميركية تقديمها الأدلة التي تحاول أن تثبت من خلالها أن ابنه إرهابي، حيث قال إنهم يشعرون بالسعادة وفي الوقت نفسهم بالحزن لعدم وجود يوسف معهم. وأضاف: quot;أشهر بالفخر الشديد لكوني مواطنًا أميركيا ً. فقد كان هذا هدفنا منذ البداية، فكنا نريد أن نكون أميركيين. فأنا أعتبر أميركا أكثر بلدان العالم حداثة، كما أنها أرض الأحلام، ونحن نحبهاquot;.

في غضون ذلك، انفرد اليوم موقع quot;الديمقراطية الآنquot; الأميركي الشهير على شبكة الإنترنت بإجراء حوار حصري مع يوسف من داخل زنزانته بجنوب فلوريدا، وهي المقابلة التي أثار خلالها يوسف العديد من الأمور المهمة مع مراسلة الموقع آمي غودمان، قبيل مثوله أمام أحد قضاة قطاع الهجرة بعد غد للبت في مسألة ترحيله من البلاد على خلفية توجيه اتهامات له بالتورط في نشاطات إرهابية. وفي النقاط التالية أبرز ما جاء بالحوار:

غودمان: يوسف، هل يمكن أن تصف لنا أين أنت ؟

يوسف: أنا هنا في مكان يُطلق عليه مركز اعتقال quot;غليدز كاونتيquot;، وهو سجن قائد الشرطة المحلية في مور هافن بولاية فلوريدا.

غودمان: وما الموقف الآن؟

يوسف : أنتظر المثول أمام المحكمة يوم الاثنين المقبل، الموافق السابع عشر من شهر أغسطس الجاري، في الوقت الذي تقول فيه الحكومة أنها بحاجة إلى أسبوع واحد فقط كي تثبت قضيتها، ووقتها إما أن يُسمح لي بالبقاء هنا في الولايات المتحدة أو أن يتم ترحيلي إلى بلدي، مصر. علمًا بأن لدى بطاقة إقامة دائمة وشرعية، تلك التي تُعرف أيضًا بالبطاقة الخضراء.

غودمان : وهل يمكنك أن تصف ماذا حدث لك، ولماذا تم اعتقالك مرة أخرى؟

يوسف : لقد تم اعتقالي للأسباب نفسها التي اعتقلت لأجلها في المرة الأولى أيضاً، ولم تخطرنا الحكومة بأي شيء جديد بخصوصي. كما أنها الادعاءات نفسها التي مررت بها في المحكمة الفيدرالية وبُرئت منها. وقد أعيد إلقاء القبض عليّ مرة أخرى بالتهم نفسها.

غودمان : وما هي الأفكار التي ترد إلى خاطرك الآن بعد أن تم اعتقالك مرة أخرى في تهم بُرئت منها ؟

يوسف : لم أكن أتوقع حدوث أمر مثل هذا على الإطلاق. وقد تملكتني حالة شديدة من الصدمة والمفاجأة، خاصةً أنها كانت الاتهامات نفسها بالضبط التي وجهت لي عند مثولي أمام المحكمة الفيدرالية.

غودمان : ما رأيك في تلك الحكومة التي منحت أسرتك الجنسية الأميركية وفي نفس الوقت تحاول ترحيلك من البلاد ؟

يوسف : إنه بالفعل أمر غريب بأن يحصلوا على الجنسية، والآن أنا هنا أواجه احتمالية ترحيلي إلى بلدي، مصر. إنه أمر غريب، غريب للغاية.

غودمان : لماذا تعتقد أن الحكومة الأميركية تحاول ترحيلك ؟

يوسف : أعتقد لرغبتها في القيام ببعض الإجراءات، مثلما حدث معي في أغسطس / آب عام 2007 ، بسبب فوزي بالقضية بعد خضوعي للمحاكمة، وتفنيدي للاتهامات التي وُجِهت لي. لذا، ستبدو الحكومة على أنها تلك التي لا تحب استصدار مجرد أمر اعتقال خاطئ.

غودمان: هل لك أن تشرح لما اعتقلتك الشرطة، عندما تم التقاطك في الأساس وأنت بداخل السيارة ؟

يوسف : أعتقد أن ذلك كان تنميطًا عنصريًا. تمامًا مثل تلك التعبيرات التي استخدمها معي الضباط عند إلقائهم القبض عليّ، لذا فأنا أعتقد أن ذلك كان تنميطًا عنصريًا.

غودمان : إذا تم ترحيلك إلى مصر، ماذا ستفعل هناك ؟

يوسف : سأحاول أن أنضم إلى الجامعة المحلية، وأنتهي من دراستي، وبعدها سأمضي بحياتي قدماً إلى الأمام.

غودمان : هل تعتقد أن الرئيس أوباما قام بتغيير الوضع بالنسبة إلى المسلمين في الولايات المتحدة ؟ وهنا أقصد، أنه كان لتوه في مصر للإدلاء بحديث مهم عن وضعية المسلمين في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.

يوسف : لقد استمعت إلى الخطاب، لكنه كان مجرد كلام. فلم تكن هناك أفعال مرئية أو ملموسة على أرض الواقع.

غودمان : ما الرسالة التي تحب أن توجهها للناس في الولايات المتحدة؟

يوسف : أنني رجل بريء أعيش في الولايات المتحدة على أساس ادعاءات غير صحيحة من جانب الحكومة الأميركية.