العراق: انتهت زيارة الرئيس العراقي نوري المالكي إلى دمشق اليوم الثلاثاء باتفاقه مع القيادة السورية على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي عالي المستوى بين العراق وسوريا، تنفيذا لما جرى الاتفاق حوله أثناء زيارة رئيس الوزراء السوري إلى بغداد على رأس وفد وزاري رفيع خلال العام الحالي.

وجاء الاتفاق على شكل إعلان مشترك صدر في ختام الزيارة إلى دمشق، ونص الاتفاق على أن يرأس مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى رئيس الوزراء في كل من سوريا والعراق، على أن يجتمع المجلس مرتين سنوياً بالتناوب بين البلدين، وسيكون كل من وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والنفط والكهرباء والصناعة والمالية والاقتصاد والنقل أعضاء في المجلس، ويمكن توسيع عضوية المجلس ليشمل بقية الوزراء المعنيين بالمسائل ذات الاهتمام المشترك.

ويتولى وزيرا خارجية البلدين مسؤولية تنسيق عمل المجلس والإعداد النهائي لجدول أعمال كل اجتماع ومن اجل ذلك يجتمع كل وزير من الأعضاء في المجلس مع نظيره من الجانب الآخر ويرفع الوزراء توصياتهم ومقترحاتهم لدراستها إثناء الإعداد لجدول الأعمال من قبل وزيري الخارجية على أن تكون اجتماعات الوزراء الأعضاء في المجلس من اجل تطوير خطط عمل تتضمن إجراءات ملموسة في مجالات اختصاص كل من الوزراء الأعضاء بهدف تسريع التعاون بين سورية والعراق.

وتنفيذا لذلك فقد اتفق الطرفان على التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية، وإبرام اتفاقات تساهم في إقامة روابط أقوى بين البلدين، وتكثيف التشاور والتعاون حول المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين، وعقد مشاورات سياسية دورية على مستوى معاوني وزراء الخارجية وأعداد اتفاق يؤسس لذلك، والتعاون والتنسيق بين ممثلي البلدين لدى المنظمات الإقليمية والدولية، والتعاون في مجالات الاقتصاد والنقل والطاقة والشؤون المالية والمياه، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة وفى كل المجالات الممكنة وتأسيس شراكات مختلفة بين الشركات السورية والعراقية.

كما اتفق الجانبان على التعاون في تأمين نقل النفط والغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية عبر سوريا، تعزيز التعاون لزيادة العلاقات التجارية لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين، وتشجيع شركات القطاع العام والخاص لزيادة التعاون في مجالات الاستثمار في كلا البلدين ودفع العلاقات التجارية بينهما، ودعم التعاون في المجال المصرفي وتشجيع المشاريع المشتركة للقطاعات الخاصة، ودعم التعاون في مجال طرق النقل البري من خلال إزالة الرسوم المفروضة على النقل الثنائي وإقامة محطات مشتركة لتحقيق هذا الهدف، تعزيز النقل بالسكك الحديدية وتحديث الخطوط الحديدية وتحسينها، وتحسين التعاون في مجالات الطيران المدني والحركة الجوية، وتشجيع التعاون لزيادة السياحة وتسهيل إجراءات السفر بين البلدين.

ومن بين ما تم الاتفاق عليه، تحديث بوابات العبور بين البلدين وفتح معابر حدودية جديدة والسعي لإقامة بوابة حدودية مشتركة في كل المعابر تتم إدارتها من قبل الطرفين بهدف تسريع العمليات الجمركية والإجراءات الإدارية، والتعاون والتنسيق لتأمين الاحتياجات في مجالات المياه والري وتنمية الموارد المائية في كلا البلدين، وفي مجالات الثقافة والتعليم والعلوم وتشجيع تبادل الطلبة والأكاديميين والخبراء والتعاون بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في البلدين وتطوير برامج لهذا الغرض، وتشجيع التبادل الثقافي على كافة المستويات.

ويضاف إلى ذلك التعاون بين البلدين في مجالات الأمن والتعاون العسكري، وتطوير العلاقات في المجالات العسكرية والاتفاق على إطار لهذه العلاقات يشمل التدريب والتعاون العلمي الفني في المجال العسكري والية للحوار العسكري عالي المستوى، وتعزيز وتوسيع التعاون الأمني، وتطوير شراكة استراتيجية في مكافحة الإرهاب.