رام الله: اظهر استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي، أن الإسرائيليين اليوم، بعد تسلم الرئيس باراك اوباما الحكم، أقل تأييدا لدور أميركي أكثر فاعلية في عملية السلام واكثر قلقا على استمرار التأييد الأميركي للدولة العبرية وأقل استعدادا لقبول ضغط من واشنطن على حكومتهم، في حين أن الفلسطينيين أكثر تأييدا لدور أميركي أكثر فاعلية. اللافت في الاستطلاع انه بعد انعقاد مؤتمر فتح السادس فإن 27% من الفلسطينيين يعتقدون أن قيادة الحركة الجديدة ستكون أقدر من القيادة القديمة على العمل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي فيما تعتقد نسبة من 28% أنها ستكون أقل قدرة على عمل ذلك وتعتقد النسبة الأكبر (38%) أنه لن يكون هناك فرق بين القيادتين.

ويتضح من الاستطلاع ان مبادرة السلام العربية ما زالت المفضلة من بين المبادرات القائمة حيث ان نسب التأييد لها تزداد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ قال 64% من الفلسطينيين إنهم يؤيدون المبادرة العربية مقارنة بـ 57% قبل حوالي ثلاثة أشهر، في حين قال 40% من الإسرائيليين انهم يؤيدونها مقارنة بـ 36% قبل ثلاثة أشهر. وكان بلغ حجم العينة في الجانب الفلسطيني 1270 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في 127 موقعا سكانيا تم اختيارها عشوائيا في الضفة الغربية وغزة في الفترة الواقعة ما بين الثالث عشر إلى منتصف الشهر الجاري، وبلغت نسبة الخطأ 3%. أما العينة الإسرائيلية فبلغت 600 تمت مقابلتهم من خلال الهاتف وذلك باللغات العبرية والعربية والروسية، وذلك في الفترة ما بين التاسع إلى الثالث عشر من الشهر، وبلغت نسبة الخطأ 4.5%، وقدتم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي و أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية يعقوب شامير.

فقد اظهر الاستطلاع انه بعد عودة الولايات المتحدة للعب دور في العملية السياسية في المنطقة فإن أغلبية الفلسطينيين (64%) تعتقد أن سياسة الرئيس أوباما مؤيدة أكثر لإسرائيل، أما بين الإسرائيليين فإن 40% يعتقدون أن سياسة أوباما مؤيدة أكثر للفلسطينيين و12% فقط يعتقدون أنها مؤيدة أكثر لإسرائيل. وأشار الاستطلاع إلى أن 12% من الإسرائيليين و64% من الفلسطينيين يعتقدون أن سياسة أوباما مؤيدة أكثر لإسرائيل و40% من الإسرائيليين و7% من الفلسطينيين يعتقدون أنها مؤيدة أكثر للفلسطينيين، و38% من الإسرائيليين و23% من الفلسطينيين يعتقدون أنها مؤيدة للطرفين بالتساوي.

وحسب الاستطلاع، فإن 49% من الإسرائيليين و61% من الفلسطينيين يريدون الآن من الولايات المتحدة أن تلعب دورا أكثر فاعلية في عملية السلام، و34% من الإسرائيليين مقابل 29% من الفلسطينيين لا يريدون تدخلا من إدارة واشنطن، و14% من الإسرائيليين مقابل 6% من الفلسطينيين يريد من الولايات المتحدة الاستمرار في لعب دورها الراهن. ويذكر أن استطلاعا مماثلا جرى في كانون أول/ديسمبر الماضي أظهر أن 49% من الإسرائيليين و57% من الفلسطينيين يريدون من الولايات المتحدة أن تعلب دورا أكثر فاعلية في عملية السلام فيما قالت نسبة من 31% من الإسرائيليين و35% من الفلسطينيين أنها لا تريد تدخلا من الولايات المتحدة، وقالت نسبة من 18% من الإسرائيليين و4% من الفلسطينيين أنها تريد استمرار السياسة الأميركية كما هي.

وأشار استطلاع الشهر الجاري إلى أن 36% من الإسرائيليين يعتقدون أن الولايات المتحدة ستقلص دعمها العسكري والاقتصادي والسياسي لإسرائيل إذا استمرت في إظهار التردد تجاه السياسات الأميركية في المنطقة، و7% يعتقدون أن الدعم الأميركي سيزداد و51% يعتقدون أنه لن يتغير. و في الاستطلاع السابق بين الإسرائيليين قالت نسبة من 19% أن الولايات المتحدة سوف تزيد دعمها لإسرائيل، في حين رأى 15% من العينة المستطلعة أنها ستتقلص، وتوقع 59% أن الدعم الأميركي لإسرائيل سيبقى على حاله.