القاهرة: أطلع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء على جهود أنقرة في مواجهة الوضع بين العراق وسوريا وعلى رؤية تركيا ازاء القضايا الحيوية في المنطقة وحرصها على التشاور مع مصر بشكل مستمر حول كيفية التعامل مع هذه القضايا. وأوضح اوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري احمد ابو الغيط عقب لقاء الرئيس مبارك ان اللقاء تناول عددا من القضايا المهمة محل الاهتمام المشترك مؤكدا عمق ما يربط بين البلدين من وشائج ثقافية وتاريخية.

وأشار الى أنه تطرق خلال اللقاء الى رؤية بلاده تجاه قضايا الوضع الاخير بين العراق وسوريا وجهود المصالحة الفلسطينية والقضية اللبنانية اضافة الى الاطلاع على رؤية الرئيس مبارك وكذلك وزير الخارجية أحمد أبوالغيط. وأضاف انه استمع لنتائج زيارة الرئيس المصري الى واشنطن في ضوء التوقعات المتزايدة في المنطقة تجاه فرص التوصل لسلام شامل وفي ضوء تضافر الجهود من جانب القوى الدولية والقوى الاقليمية الرامية الى التوصل للسلام الشامل المنشود.

وشدد وزير الخارجية التركي على أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لتركيا هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة مؤكدا استعداد بلاده للتعاون مع مصر من أجل الوصول لهذه الغاية وتحقيق السلام الشامل في المنطقة. وأعرب عن تقديره البالغ لما يتمتع به الرئيس مبارك من حكمة وخبرة كبيرة بقضايا المنطقة مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية دور مصر في المنطقة بشكل عام.

وأشاد أوغلو بما شهدته العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وتركيا في الآونة الأخيرة مؤكدا رغبة الجانبين في تحقيق المزيد من النمو في هذا التعاون على ضوء الامكانات الهائلة بينهما بخاصة في مجالات التصنيع. واعتبر ان التعاون المصري - التركي يعد مسألة استراتيجية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وهو أمر تعتزم تركيا الاستمرار فيه لخدمة البلدين والمنطقة.

من جهته قال ابو الغيط ان اللقاء تطرق الى مجمل قضايا الوضع الاقليمي وفي مقدمتها قضايا لبنان أمام تعثر عملية تشكيل الحكومة الجديدة حتى الآن وكيفية معالجة هذا الوضع. وأكد استعراض تطورات جهود السلام في ضوء ما يمكن أن يصدر عن الادارة الأمريكية الحالية فيما يتعلق بدفع عملية السلام وحشد الجهود لتحقيق بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وأشار الى مناقشة العلاقات بين مصر وتركيا ورغبة البلدين في دفعها الى آفاق أرحب خاصة بوجود منطقة تجارة حرة ومناطق صناعية تركية في مصر. ووصف أبوالغيط كافة أوجه العلاقات المصرية - التركية بأنها ممتازة وتتسم بالكثير من المودة والدفء وقال ان بلاده تعمل على دفع هذه العلاقات وتطويرها والانفتاح الكامل على أي جهد تركي يبذل سواء لمساعدة العراق وسوريا لتسوية أي مشاكل قد تنشب فيما بينهما مؤكدا السعي الدائم لمساعدة تركيا في أي محاولة للانفتاح على القارة الافريقية.

ولفت الى اجراء محادثات مفصلة مع أوغلو مساء اليوم حول قضايا أخرى من بينها التعاون بين البلدين من أجل دفع وتنشيط العمل في اطار الاتحاد من أجل المتوسط اذ تعتزم تركيا استضافة اجتماع وزاري للاتحاد في نوفمبر القادم. واوضح ابو الغيط انه سيستمع من الوزير اوغلو الى وجهة نظر وجهود بلاده فيما يتعلق بمسعاها للانضمام الى الاتحاد الأوروبي وتجاه الأزمة القبرصية.