إقرا ايضا في ايلاف

مساع مكثفة لتطويق الأزمة العراقية ـ السورية خشية تدويلها

برلمانيون عراقيون: موقف الجامعة العربية quot;سلبيquot; إزاء الأزمة مع سورية

نبيل شرف الدين من القاهرة: قبيل الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة يوم الأربعاء، عقدت قمة ثلاثية جمع فيها عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية كلاً من وزيري الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره العراقي هوشيار زيباري الذي أكد بدوره انفتاح بلاده على مناقشة الأزمة بشفافية، من أجل إعادة بناء الثقة بين البلدين. من جانبه صرح موسى بأن الخلاف الأخير بين العراق وسورية سوف يناقش ويكون حاضراً خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، من أجل التوصل إلى تسوية جدية بين البلدين، حتى لا يتفاقم الخلاف بينهما إلى ما هو أبعد من ذلكquot;، في إشارة مبطنة إلى تلويح الحكومة العراقية بتدويل الأزمة مع سورية.

وقالت مصادر دبلوماسية إن المساعي الراهنة تستهدف بالأساس محاصرة الأزمة العراقية ـ السورية في إطارها العربي والحيلولة دون تدويلهاquot;، وأعربت المصادر ذاتها عن تفاؤلها بإمكانية التفاهم وتجاوز الخلافات من خلال التفاوض واقتراحات الوسطاء، سواء من الجامعة العربية، أو وزراء عرب آخرينquot;. وفي القاهرة يبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعات الدورة العادية ال131 لمجلس جامعة الدول العربية، ملف القضية الفلسطينية وتطورات التسوية شرق الأوسطية، بالإضافة إلى الأزمة الراهنة بين العراق وسورية، ومسألة إقليم دارفور السوداني وغيرها من الملفات الشائكة والقضايا المزمنة.

ورأى عمرو موسى أنه quot;لا يبدو أن هناك أملاً كبيرا في استئناف عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي واستمرارهم في الاستيطان، مع تغيير طبيعة الأرض وجعل إقامة دولة فلسطينية مسألة متزايدة الصعوبةquot;. ونفى موسى ما يثار من حديث عن التطبيع مقابل وقف الاستيطان، موضحاً quot;أن وقف الاستيطان يجب أن يشمل القدس، وأن يكون تحت رقابة دولية وليس مجرد تعهد إسرائيليquot;، على حد تعبيره. ومضى موسى ليؤكد ضرورة أن تبدأ عملية إزالة المستوطنات فور اتخاذ القرار بوقف الاستيطان، ويتبع ذلك مباشرة استئناف التفاوض، والذي يجب أن يكون في إطار زمني محدد، ومن ثم يتم البدء في تطبيق المبادرة العربيةquot;.

التطبيع مقابل المستوطنات

وفي معرض تعليقه على ما نشر من أن بعض الدول العربية مستعدة لاتخاذ خطوات للتطبيع مع إسرائيل، قال عمرو موسى quot;إن الجامعة العربية لم تبلغ إطلاقا بأي اتفاقيات على خطوات تطبيعيةquot;، مشددا على أنه في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي ـ الإسرائيلي، فليس لدولة واحدة أن تتخذ قرارا ما من هذا النوع، خاصة في ظل الظروف الخطرة الحالية التي تتطلب موقفا عربيا متماسكاً وموحداً في هذه المسألة تحديداًquot;.

وعمّا صدر من اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في حزيران (يونيو) الماضي من تعهدات باتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الأميركي، أوضح موسى أن القرار نفسه نص أيضاً على اتخاذ القرارات المناسبة في حالة عدم تجاوب إسرائيل، وأشار أيضاً إلى أن هذا القرار صدر في ظل الزخم الذي أطلقه الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه في جامعة القاهرة، وفي إطار السياسة الأميركية المغايرة لسياسة الإدارة السابقة.

وفي ما يتعلق بالحوار الفلسطيني - الفلسطيني، أعرب موسى عن مساندة الجامعة العربية للوساطة المصرية المبذولة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن هناك أوراقا تجري صياغتها سيتم تبادلها خلال الأيام القادمة بين الوسيط المصري وحركتي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; تتعلق ببعض الأمور لتسهيل المصالحة سواء في ما يتعلق بالانتخابات أو غيرها من الأمور المطلوب التفاهم عليها من جانب فتح وحماس.

وحذر موسى من تأخير تحقيق المصالحة الفلسطينية، داعيا الجانبين إلى أن يكونوا أكثر حرصا على الوحدة الفلسطينية حتى لا يؤثر ذلكفي القضية الفلسطينية نفسها. أما على صعيد الأزمة السورية ـ العراقية، فقال موسى quot;إن آلية الحل ترتكز على لقاء الأطراف وهو ما يتم الآن من خلال لقاء وزيري خارجية البلدين في إطار الجامعة العربية، وبحضور وزير خارجية تركيا الذي دعته الجامعة العربية، لأن أنقرة تقوم بدور ترحب به الجامعة العربية، إلى جانب الجهود العربية.