من المتوقع أن يتخذ العاهل الأردني قرارًا بإقالة حكومة نادر الذهبي، وتكليف شخصية أخرى ستكون على الأرجح، باسم عوض الله لتأليف وزارة جديدة. وذكر مسؤول لـquot;إيلافquot; إن الملك عبدالله الثاني حسم أمره وقرر المضي بتغييرات في الداخل الأردني كأحد إستحقاقات المرحلة المقبلة داخليًا وخارجيًا، خصوصًا أنّ الأقليم مرشح فوق العادة لأن يضخ أزمات كبرى خلال الأشهر المقبلة، وسط تقديرات إستخبارية عالمية بأن الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية مرشحة بقوة للتدهور سياسيًّا وأمنيًّا. وذكر المصدرأن القصر الملكي الأردني غير راضٍ عن أداء حكومة الذهبي.
إستعد الشارع السياسي الأردني خلال الساعات الأخيرة من شهر رمضان المبارك، لقرارات ملكيّة مؤثرة بشأن تغييرات سياسية واسعة جدًا ستطال وزارة المهندس نادر الذهبي، وتشمل أيضًا مواقع عليا أخرى، إذ يؤكد مسؤول أردني كبير هاتفته quot;إيلافquot; الليلة الماضية بأن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حسم أمره وقرر المضي بتغييرات في الداخل الأردني كأحد إستحقاقات المرحلة المقبلة داخليًا وخارجيًا، خصوصًا أنّ الأقليم مرشح فوق العادة لأن يضخ أزمات كبرى خلال الأشهر المقبلة، وسط تقديرات إستخبارية عالمية بأن الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية مرشحة بقوة للتدهور سياسيًا وأمنيًا، وأن حكومة ضعيفة كالحكومة الأردنية الحالية لا يمكن أن تنهض بأعباء المرحلة المقبلة، وأن الملك الأردني- والكلام للمسؤول- سيختار الوقت المناسب لإبرام تلك التغييرات، التي يمكن أن تحدث في أي وقت، ويمكن أيضًا أن تكون في إتجاهات عديدة، مع إحتمالات ضئيلة جدا لإبقاء الذهبي وتكليفه إعادة تشكيل وزارة جديدة.
وبحسب المعطيات السياسية التي أمكن لـquot;إيلافquot; تجميعها وربطها خلال الأيام القليلة الماضية فإن القصر الملكي الأردني غير راض البتة عن أداء الحكومة الأردنية الحالية التي سرعان ما إنكشف ضعفها وهشاشتها حال طرد الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء المدير السابق لجهاز الإستخبارات الأردني الجنرال محمد الذهبي في اليوم الأخير من العام الماضي، إذ تشير أطراف برلمانية وإعلامية داخل الأردن بأن الجنرال الذهبي كان يؤمن لشقيقه الأكبر quot;شعبية إصطناعيةquot;، سرعان ما إنفضحت رسميًا، علمًا أن أوساط الحكومة الأردنية تحدثت مرارًا عن تحرش مواقع سياسية أخرى في طبقات الحكم بصلاحياتها، وهو الأمر الذي يؤثر على أدائها سياسيًا، ويمنع إنجازاتها، بيد أن الملك بخطوة بدت ذكية جدًا قام بإبعاد رئيس ديوانه السابق الدكتور باسم عوض الله عن منصب الديوان الملكي، وكمن للحكومة ومراقبة أعمالها، فاكتشف الملك أن ديوانه الخاص كان يغطي ويستر عيوب وزارة الذهبي ونقص إنجازاتها، ونهوضها بأبسط الحالات والملفات السياسية، وظهر سريعًا الإنقسام الحاد بين أعضائها، كما أن مؤسسة الديوان الملكي التي تولاها لاحقًا ناصر اللوزي لم تتدخل في ملفات الحكومة الأمر الذي فاقم ضعف وزارة الذهبي.
وحتى الآن لا يبدو أن الملك الأردني عبدالله الثاني قد حسم وجهته النهائية بشأن هوية رئيس الوزارة الجديد، وملامح وإتجاهات حكومته المقبلة، إلا أن إسم باسم عوض الله الذي يعتبر مقربًا بشدة من العاهل الأردني حتى وهو خارج المنصب العام قفز الى الواجهة السياسية مجددًا كمرشح قوي لتأليف الوزارة الجديدة، وكعنوان أيضًا لمرحلة إقتصادية واضحة المعالم، بعد أن تأكد للعاهل الأردني، ولمستويات القرار الأردني أن خروج باسم عوض الله الطوعي قبل نحو عام من حلقات الحكم، قد أحدث صدمة قوية للإقتصاد الأردني، إذ إنّ المديونية عادت لترتفع، والفجوة التي جسرها النهج الإقتصادي السليم لعوض الله خلال السنوات الثلاث الماضية في الميزانية المالية للدولة، عادت لتتسع من جديد، وسط مخاوف لدى مرجعيات أردنية من أن يؤدي الضغط الإقتصادي على الأردن الى قبوله بتسويات سياسية مؤلمة في المستقبل.
وعوض الله هو مستشار الظل الوفي جدًا للعاهل الأردني، وقد صعد برشاقة لافتة من المستويات الوظيفية الصغرى نحو المواقع القيادية بلا أي روافع عشائرية، مكتفيًا بديناميكيته وسرعته في الإنجاز ودقته في العمل، ونظافة يده، وهي العناصر التي قربته بشدة من العاهل الأردني، ووفرت له أيضًا قاعدة واسعة من الخصوم الذين اعتبروا منهجه في العمل ضارًا بمصالحهم. فالرجل الذي تلقّى علومه العليا على نفقة الملك الراحل حسين بن طلال في أرقى الجامعات الغربية إستنَّ منهجًا جديدًا في العمل والإنجاز والسرعة، وسعى لإلغاء جزء كبير من الشكليات على حساب الجوهر والمضمون فسرعان ما إصطدم في البيئة البيروقراطية المعقدة التي تعمل الحكومات الأردنية تحت مظلتها منذ عقود، وتحرك بسرعة نحو منح الكفاءات الشبابية الفرصة نحو القيادة.
وخلال الساعات الماضية إنهالت آلاف الإتصالات على الدكتور عوض الله لطرح السؤال اليتيم التالي على مسامعه: quot;هل تلقيتم إشارات ما حول تكليف ملكي لتشكيل الحكومة؟!quot;، إلا أن عوض الله بحسب من إتصلوا به كان يؤكد بإجابة مقتضبة جدًا أنه ليس صاحب قرار أو رأي في هذه المسألة ولا يجوز له التعليق عليها إبتداءا لأنها خاضعة لصاحب الأمر في إشارة ضمنية الى العاهل الأردني، لكن عوض الله كان يشير أيضا بأنه سيبقى الجندي الأردني الملتزم في أي وقت وأي مكان.
وتشير أطراف أردنية بأن عوض الله يبقى مرشحا بإستمرار لتشكيل الحكومة المقبلة، مع عدم إغفال خيارات أخرى متاحة أمام الملك، لتكليف من يشاء تأليف الوزارة الجديدة.
التعليقات