فيما أكد مصدر أن القوات المسلحة لا تقوم حاليًا سوى بالتصدي للاعتداءات التي تقوم بها عناصر التمرد وخروقاتهم المتواصلة في أكثر من مكان، سواء على مدينة صعدة أو محور سفيان، رحب اليمن بدعوات بعض الأطراف الدولية والإقليمية المطالبة بوقف إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين.

صنعاء: أكد مصدر عسكري في قيادة الجيش اليمني مقتل 76 من الحوثيين في معارك ضارية في محاور سفيان والملاحيظ بمحافظتي عمران وصعدة. وأوضح المصدر أن من ضمن القتلى من القيادات الحوثية 26 قياديًا، وقد جرح في هذه المعارك 50 عنصرًا من عناصر الحوثيين وسقط العشرات من المتمردين بعد مواجهات عنيفة احتدمت بين قوات الجيش والحوثيين في جبل الشقراء ووادي شهوان من مديرية سفيان بمحافظة صعدة.

وقال المصدر إن هذه المعارك استمرت 12 ساعة، ودمرت قوات الجيش تحصينات الحوثيين التي كانوا يتحصنون بها ويتمترس بها المئات من المتمردين وكميات كبيرة من العتاد الحربي. واكتشف الجيش مخابئ كثيرة كان الحوثيون يختبئون فيها لمقاومة الجيش في هذه المواقع الاستراتيجية، وأمنت الطريق المؤدية إلى منطقة الشقراء، وفتحت طريقًا جديدًا إلى جبل الشقراء. وضرب الجيش بالنيران ما تبقى من تجمعات المتمردين، مما أدى إلى قتل الكثير من المستهدفين من القوات الحكومية وإتلاف الأدوات والآليات القتالية.

إلى ذلك، قال مصدر محلي في صعدة إن عددًا من الإرهابيين بدأوا بالتمرد على القيادات من عناصر الحوثيين بعصيان أوامر هذه القيادات، مشيرًا إلى أن ذلك الموقف من جانب بعض الحوثيين تجاه قياداتهم يأتي بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح التي مُنيوا بها في مدينة صعدة يوم الأحد الماضي عندما هاجموا عددًا من المواقع الاستراتيجية من عاصمة المحافظة، وقتل من المهاجمين أكثر من 150 مهاجمًا وجرح العشرات.

وأشارت المصادر إلى أن قيادة الحوثيين كانت تهدف من وراء الهجوم على مدينة صعدة للحصول على إنجاز معنوي يرفع من الروح المعنوية لتلك العناصر في محور سفيان والملاحيظ في محافظة صعدة. وقالت المصادر المحلية في قيادة صعدة إن قيادة التمرد حاولت تجميع أعداد من أتباعها للزج بها في هجمات جديدة في سفيان، في محاولة يائسة رامية إلى استعادة موقع الشقراء الاستراتيجي الذي سيطرت عليه قوات الجيش، لكن عناصر الحوثيين رفضوا الانصياع لتلك الأوامر التي اعتبروها بمثابة انتحار جماعي بعد أن فشلت الهجمات السابقة ولقي عدد كبير من زملائهم مصرعهم في الكثير من الجبهات والمحاور التي تدور فيها الحرب والمواجهات بين القوات المسلحة والحوثيين في صعدة وحرف سفيان.

ورحب اليمن مساء الاربعاء بدعوات بعض الأطراف الدولية والإقليمية، ومنها الولايات المتحدة الأميركية المطالبة بوقف إطلاق النار مع المتمردين الحوثيين. وقال مصدر حكومي مسؤول لم يذكر اسمه في بيان صحافي quot;نرحب بدعوة تلك الأطراف الحريصة على حقن الدماء وتخفيف المعاناة على النازحين جراء فتنة التخريب التي أشعلتها عناصر التمرد والإرهاب في صعدةquot;. وكانت كل من الولايات المتحدة الاميركية، وتركيا، وايران قد طالبت اليوم اليمن والمتمردين الحوثيين على حد سواء بوقف الاقتتال الدائر بينهما الذي ادي الى مقتل وجرح وتشريد الالاف منذ بدء الحرب فى يونيو/حزيران في العام 2004.

وقال المصدر الحكومي اليمني quot;على الرغم من إلتزام الحكومة بقرارها المعلن يوم السبت الماضي بإيقاف العمليات العسكرية إلا أن العناصر الإرهابية المتمردة الخارجة عن النظام والقانون واصلت خرقها للقرار باعتداءاتها المتكررة على المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمنquot;. وتشهد جبهات القتال بين الجانبين منذ السبت الماضي اعنف المعارك التي ادت بحسب المصادر الرسمية الى قتل المئات من اتباع الحوثي واستسلام العشرات منهم في حين نفي الحوثيون ذلك

وأوضح المصدر أن الحكومة أعلنت يوم السبت الماضي وقف العمليات العسكرية لمناسبة عيد الفطر المبارك واستجابة لكافة النداءات، ومن أجل إيصال المساعدات إلى النازحين، والتزمت به منذ ذلك التاريخ حتى الآن.

واكد أن القوات المسلحة والأمن لا تقوم حاليًا سوى بالتصدي للاعتداءات التي تقوم بها عناصر الإرهاب والتمرد وخروقاتهم المتواصلة في أكثر من مكان، سواء على مدينة صعدة أو محور سفيان والملاحيظ وباقم ودماج ومنبه وغيرها. وتواجه وسائل الإعلام صعوبة في الوصول الى منطقة الصراع والتأكد من صحة تقارير متضاربة من كل طرف بعدما لم تسفر عروض مختلفة من كل جانب لوقف إطلاق النار عن شيء.

وشدد المصدر على اهتمام الدولة وحرصها على إيصال المواد التموينية للمواطنين في محافظة صعدة ومواد الإغاثة للنازحين في المخيمات. واتهم عناصر الحوثي بأنها لا تزال تعمل على قطع الطرق وزرع الألغام والمتفجرات فيها لعرقلة حركة السير ومنع وصول الإمدادات للمواطنين والنازحين لأهداف معروفة، وحتى تظل هذه القضية مثار اهتمام الرأي العام والمنظمات الدولية المهتمة بالإغاثة والمساعدات الإنسانية.

وحذرت منظمة أوكسفام الدولية للمساعدات من أن اليمن قد يشهد قريبًا أزمة إنسانية خطرة بعد تصاعد القتال في أغسطس/آب بين قوات الحكومة ومتمردين يطالبون بالحكم الذاتي في أقصى شمال البلاد. وتقول جماعات تابعة للأمم المتحدة إن نحو 150 ألف شخص أصبحوا لاجئين منذ اندلاع القتال للمرة الأولى في العام 2004 وان الآلاف يعيشون في مخيمات. وتفاقم الوضع منذ أطلقت صنعاء عملية quot;الأرض المحروقةquot; الشهر الماضي في محاولة لسحق المتمردين الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران.