تسعى أميركا إلى توسيع وتعميق تدابير توصل إلى اتخاذ quot;عقوبات قاسية جداًquot; ضد إيران، في حال لم تثبت أن منشآتها النووية تعمل للأغراض السلمية، كما وتسعى إلى جمع حلف واسع داعم لهذه الإجراءات العقابية.
واشنطن - وكالات: أعلن مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية أنها تندفع من أجل جمع رزمة أقسى من العقوبات الاقتصادية ضد إيران بسبب برنامجها النووي، تضم مقاطعة للاستثمارات المتعلقة بالنفط والغاز الإيراني، وفرض قيود على كثير من مصارفها، كما وتسعى إلى بناء تحالف أوسع مؤازر للعقوبات.
ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية عن المسؤولين أن الإدارة الأميركية تسعى إلى بناء تحالف مؤازر للعقوبات كي تتمكن من القيام بها، حتى وإن سعت الصين وروسيا إلى فرض فيتو على هذه العقوبات الأقسى في مجلس الأمن الدولي.
وتسعى واشنطن عن طريق هذه العقوبات إلى إجبار طهران للعودة إلى المفاوضات حول برنامجها النووي، وبالتالي ربح روسيا والصين اللتين تحرسان على المحافظة على علاقاتهما الاقتصادية المهمة مع إيران.
وقال المسؤولون إن واشنطن ما كانت قادرة على الحصول على دعم من أجل فرض حظر على شحن الغاز والنفط المكرر الإيراني، وأشاروا إلى أن الحلفاء الأوروبيين رأوا ذلك على أنه quot;وسيلة فظةquot; قد تؤذي الإيرانيين المعتدلين، وتشعل الرأي العام وتخلق وحدة في إيران خلف حكومة الرئيس محود أحمدي نجاد.
ورأوا أنه سيكون من الصعب على إقناع روسيا بالقبول بهذه العقوبات القاسية والطويلة الأمد ضد إيران، مهما كانت التصريحات الأخيرة لرئيسها ديمتري ميدفيديف تحمل من تأكيدات. واعتبروا أيضاً أن الصين، ولو أنها أقل اعتماداً على إيران، غير أنها تعمد على نفطها وعلاقاتها التجارية الوطيدة معها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الأميركية لفرض ضغط عالمي على طهران لقيت دفعاً قوياً، بعد إعلان إيران الأخير عن موقع نووي جديد لها قرب مدينة قم.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية أكدت أن الولايات المتحدة تسعى إلى quot;توسيع وتعميقquot; تدابير توصل إلى اتخاذ quot;عقوبات قاسية جداًquot; ضد إيران، في حال لم تثبت أن منشآتها النووية تعمل للأغراض السلمية، كما وتسعى أميركا إلى جمع حلف واسع داعم لهذه الإجراءات العقابية.
وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس رأى أن الخيار الدبلوماسي ما يزال متاحاً مع إيران، لأن الخيار العسكري لن يؤدي إلا إلى كسب مزيد من الوقت، معرباً عن اقتناعه الشخصي بأن طهران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية.
وأشارت quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن الرئيس الإيراني كان قال قبل خطابه في الأمم المتحدة الأسبوع الفائت إنه quot;يرحب بشدةquot; بالعقوبات الإيرانية لأنها تدفع بطهران لتتمتع باكتفاء ذاتي أكبر.
من جانبها دعت فرنسا إيران إلى quot;التوقف فوراًquot; عن quot;نشاطاتها التي تزعزع الاستقرارquot;، لا سيما التجارب على الصواريخ البالستية البعيدة المدى من طراز quot;شهاب 3quot; وquot;سجيلquot;، كما أعلنت وزارة الخارجية الاثنين.
كذلك، حث وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، بدوره، إيران اليوم الاثنين على وقف تجاربها الصاروخية. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية quot;آكيquot; عن فراتيني قوله quot;يتعين على إيران وقف تجاربها الصاروخيةquot;، مضيفاً أنه يمكن لطهران quot;بهذه الطريقة أن تثبت للمجتمع الدولي حسن نواياها واستعدادها للحوار والتعاون، وذلك قبيل بدء المفاوضات في جنيفquot; في الأول من أكتوبر المقبل.
ولفت فراتيني، الذي ترأس بلاده مجموعة الثماني هذا العام، إلى أنه quot;لا يمكن لطهران أن تضمن الاعتراف بدورها في المنطقة أمام المجتمع الدولي، ولا أن تضمن الرخاء لشعبها من خلال التهديد الصاروخي أو النوويquot;.
وختم وزير الخارجية الإيطالي تصريحاته بالقول إن quot;على إيران أن تستجيب لليد الممدودة من جانب المجتمع الدولي بيد ممدودة للحوار، وليس بتهديد صاروخيquot;. وكانت إيران أجرت أمس واليوم تجارب على إطلاق صواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
يشار إلى أنه تم الإعلان في الأسبوع الماضي عن امتلاك إيران منشأة نووية ثانية في قم جنوب غرب طهران، وهو ما دفع ما دفع الرئيس أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون إلى تهديد طهران بفرض مزيد من العقوبات عليها.
التعليقات