يبدو أنالتعويل على ثقل القرار السياسي للقيادات العليا بالدول المشاركة منتخباتها الوطنية ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم ،غير مستبعد الحدوث من اجل التدخل لحسم هوية البلد المستضيف للنسخة العشرين في حال استمر التباطؤ بالتجهيز اليمني المتواصل في محافظتي عدن وأبين الساحليتين للاستضافة الأولى في تأريخ البلاد في مواجهة التربص البحريني المتسع وغير المستتر حاليًا لتحويلها إلى العاصمة المنامة لتقام منافستها للمرة الرابعة على ارض المملكة.

علي الحملي من صنعاء : ستقوم اللجنة الخليجية المكلفة بمتابعة الاستعدادت لاستضافة اليمن لبطولة خليجي عشرين بزيارة ثالثة بعد مرور الثلاثة الأشهر المقبلة , وتم إقرار ذلك مطلع الشهر الجاري على اثر الانتهاء من قيام أعضاء اللجنة الثلاثية بزيارتهم الثانية دون الكشف عن مضمون تقريرهم الميداني غير المتشائم والذي سيرفع إلى القيادات الكروية في اتحادات اللعبة بدول الخليج العربي والعراق واليمن .

وعلى الرغم من تضاعف مستوى الاهتمام الرسمي بجوانب الاستعداد للاستضافة اليمنية حاليًا ووصول ذلك ليتصدر جدول المهام البارزة في القصر الرئاسي ومقر الحكومة , وعكسته بوضوح تصريحات رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ومعه رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي مجور , المؤكدة على وصول أعمال الانجاز الجارية لمراحلها النهائية بمشاريع الملاعب الرياضية والمنشات الايوائية والخدماتية .

جانب من إجتماع سابق لرؤساء الاتحادات الخليجية وبحسب مصادر مطلعة فقد تبدى ما لم يكن في الحسبان إثناء الزيارة غير المسبوقة لمشروع ستاد الوحدة الدولي بمحافظة أبين المجاورة للعاصمة الاقتصادية عدن الساحلية , وتبع ذلك التسبب في تلقي العديد من الملاحظات التي يرجح أنها كانت وراء إعطاء آخر مستوى للتحضيرات درجة (جيد) فضلاً عن إلزام المسؤولين اليمنيين بمضاعفة إعمال الإنشاء والتأهيل لمشاريع استضافة خليجي عشرين .

وفوجئ كل من أمناء السر السعودي فيصل العبد الهادي والإماراتي يوسف عبدالله والعماني صالح الفارسي , بان الأوضاع الأمنية في عاصمة أبين ليست بتلك الصورة المشوهة وفقًا لما تضمنته بيانات تحذيرية لبعض القيادات الجنوبية الهاربة بقصد التهويل السياسي وكانت قد تناقلتها بعض الصحف والملاحق الرياضية الخليجية والعربية .

غير أن القلق الايجابي أطل وقتها ليلازم الجميع مع استمرار التنقل الميداني في مدينة زنجبار والذي لم يتضمن برنامج الزيارة الأولى لأعضاء اللجنة الثلاثية , وذلك بسبب بروز توقعات زائر تخشى من احتمال عدم استكمال الاعمال المطلوبه على اثر شبه التيقن من ان تنفيذ الإعمال المنجزة تم ببطء ملحوظ خلافاً لما حددته العقود المبرمة.

في حين التزم الصمت مسؤولو الشركات المنفذة لملعب الوحدة الكروي حيال مايتعرض لها بشكل متكرر كل من عمالها ومعداتها من حوادث إقلاق وابتزاز في ابين تقف وراءها إطراف مسيسة وقبلية، فألقت بتاثيرتها السلبية على آلية التنفيذ وبالتالي غموض الموعد النهائي للانتهاء من الإعمال الإنشائية المقرر تنفيذها إلى محيط هذا المشروع الاستراتيجي الذي تكلف نحو (14) مليار ريال يمني .

وتبدو تحضيرات عدن الأكثر اقترابًا للجاهزية اللازمة لنيلها شرف احتضان خليجي عشرين بمفردها, وهي المدينة التي كانت عرفت لعبة كرة القدم منذ أكثر من مئة عام. وفي تصريح صحافي لفت أمين السر بالاتحاد العماني صالح الفارسي بمستوى الانجاز الملموس , وتابع موضحًا بالقول : ان ما يتعلق بنسبة الانجاز في الملاعب التدريبية والملعب الرئيس في عدن (22 مايو) فهو انجاز جيد .

لكن الشيخ احمد العيسي رئيس اتحاد الكرة اليمني اعترف على اثر هذه الزيارة الثانية للجنة الخليجية بحدوث زوبعة إعلامية بشأن مدى الجاهزية اليمنية، معتبرًا بأن ما يثار ليس له أي أساس من الصحة وأن البطولة مقرة في اليمن بموجب قرار رؤساء الاتحادات الخليجية خلال مؤتمرهم غير العادي الاخير .

وبين مدير بطولة خليجي عشرين بأن الملاحظات التي أبدتها اللجنة الميدانية سيتم الأخذ بها وتجاوز أي قصور في سير العمل خلال الـ 45 يومًا القادمة خاصة في بطئ العمل في أحد الملاعب الرئيسية , مشيرًا الى انه سيتم تكثيف العمل والاسراع في وتيرة التنفيذ بما يضمن إنجاز المشروع بحسب البرنامج الزمني المعد مسبقًا .

ونوّه في تصريح لإيلاف بأنه خلال الزيارة القادمة للجنة المتابعة ستظهر منشآت خليجي 20 بصورة مختلفة حيث سيتم افتتاح العديد من الملاعب خلال شهر مايو المقبل ومنها ملعب نادي التلال وملعب نادي شمسان وملعب نادي الشعلة وملعب نادي شباب المنصورة بمديرية المنصورة وغيرها من المرافق الخدماتية الأخرى في عدن ..

وكانت مصادر صحافية خليجية قد شككت مؤخرًا بالمقدرة اليمنية على استكمال التحضيرات المطلوبة لانجاح الاستضافة المرتقبة في الموعد المحدد , وتداولت إنباء عن قرب منح الاستضافة إلى البحرين , زاعمة عدم تمكن اليمن من تحقيق مطالب اللجنة الخليجية المكلفة .

وكشف ملحق (الأيام الرياضي) البحريني عن اتصالاته التي إجراءاها للتأكد من مدى صحة الخبر ، إلا أن السعودي فيصل عبدالهادي رفض إعطاء إجابة واضحة واكتفى بالقول إن اللجنة سترفع توصياتها إلى رؤساء الاتحادات وهم من سيقررون، موضحاً أنه ليس لديه الصلاحية بالإجابة عن موضوع استضافة اليمن للبطولة أو نقلها .

كما أوضح الملحق الرياضي في تقرير خاص له بأن اتحاد الكرة أعد ملفًا يتضمن متطلباته لاستضافة البطولة الخليجية من مواصلات وسكرتارية ومراكز إعلامية وملاعب تدريب واللجان العاملة بعد أن تلقى تعليمات من الجهات البحرينية المسؤولة قبل أكثر من أسبوع .