يعاني العراق نقصا كبيرا في الملاعب والمساحات الخضراء المخصصة لكرة القدم، الأمر الذي ينعكس سلباً على الجيل الرياضي الصاعدويحد من تنمية مهاراته.إيلاف سلطت الضوء على هذه المشكلة وأعدت التقرير التالي.

__________________________________________________________________________________

شباب العراق يشكون قلة الملاعب والأماكن المخصصة لكرة القدم

لا يزال منتخب الفيحاء الشعبي في مدينة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ، يمارس تمارينه الرياضية في مساحة جرداء تقع على هامش المدينة، بسبب النقص الكبير في الملاعب والمساحات الخضراء المخصصة لكرة القدم .

ويستغرب كريم ياسر وهو لاعب كرة شاب (25 سنة ) من عدم الاهتمام بإنشاء ملاعب كرة قدم تستوعب هواة الرياضة لاسيما كرة القدم وجمهورها العريض في العراق .

ويقول في حديثه لإيلاف إن آخر ما يفكر فيه المسؤول في العراق هو إنشاء مساحة خضراء لكرة القدم .

ويتابع : البلديات والحكومات المحلية لا تبدو مهتمة بإنشاء الملاعب وساحة كرة القدم ، وبدلا من ذلك ، فإنها تؤهل أرصفة وساحات ndash; على قلة عددها - ، ليست على صلة مباشرة بحاجة المواطن ، كما تصرف الأموال على مقراتها من دون الالتفات الى المخاطر التي تنتظر شباب العراق وفتيانه ، وهم يلعبون الكرة في الشوارع والأحياء .

نقص الاستثمار

ويقول مدرس الرياضة شاكر حامد (65 سنة ) من المحمودية ( 15 كلم جنوب بغداد) انه طوال عقود ومنذ العهد السابق، فان ملايين الدولارات تصرف غالبا على الطرق والأرصفة ، من دون أن تستثمر في بناء الملاعب الرياضية وإعداد المساحات الخضراء التي صارت حلم الشباب الرياضي في اغلب المدن.

وفي العطل الدراسية حيث يقضي الشباب جل وقتهم في لعب الكرة، فان الأحياء السكنية و الشوارع ، إضافة إلى الساحات في الميادين العامة ، هي المكان المناسب للعب الكرة .

الحواجز الأمنية صديقة الرياضيين

و تحوّلت الشوارع خلف الحيطان الكونكريتية في بغداد الى ساحات للكرة بعدما أبعدت الحواجز الأمنية السيارات.

وببراءة يتمنى سعد حاتم أن لا تُزال الحواجز ، لكي يبقى مستمرا في ممارسة رياضته المفضلة .

ولا يندهش المرء حين يرى فتيانا عراقيين وهم يلعبون الكرة في الشوارع بين السيارات ، من دون أن يعبأوا لخطورة ذلك .

ويقول الفتى رحيم ان العام الماضي شهد موت شاب بعدما دهسته سيارة وهو يعبر الطريق لجلب الكرة .

ويقول الخبير الرياضي رضا رويعي من بابل (100 كم جنوب بغداد) ان كل مدينة عراقية تحتاج إلى نحو عشرات المساحات الخضراء الرياضية .

ويجعل الكثير من الشباب من المتنزهات ملاعب، ما يساهم في سرعة اندثارها وعدم ديمومتها .

وفي منطقة (بكرلي) من محافظة بابل ، تمتد بين البيوت مساحة واسعة من الأرض التي خصصتها البلدية كمتنزه ، لكن الفتيان حوّلوها الى ساحة لكرة القدم .

ويعاني العراق انهيار البنية التحتية للمنشآت الرياضية بسبب الحروب المتعاقبة التي شهدها حيث لم تشهد مدن العراق ملاعب جديدة منذ نحو ثلاثة عقود.

وكانت وزارة الشباب والرياضة العراقية أعلنت عام 2010 عن خطة لتأسيس ملاعب وقاعات رياضية في عدة مدن عراقية .

وفي البصرة، وضع حجر الأساس لتأسيس ملعب جديد لنادي الميناء في البصرة بكلفة مائة مليار دينار. وتعتزم الوزارة بناء ملاعب رياضية وساحات في اغلب مدن العراق .

ويقول أبو هيثم وهو يراقب ابنه اثناءمباراة لفرق شعبية في ساحة جرداء مليئة بالأحجار والحصى انهلا يستطيع منع ابنه من ذلك فهو يعشق الكرة إلى حد كبير.

ويضيف: هذه الأرض الجرداء المليئة بالقمامة والحفر ، سببت الكثير من الحوادث ، فما إن يسقط الفتى على الأرض أثناء اللعب حتى يصاب برأسه أو يده أو بطنه .

ويتابع: اغلب الشباب الذين يترددون في هذه الساحة مصابون بجروح أو كسور بسبب ذلك .

ويقول ان الإصبع الأكبر في قدم ابنه اصيب بالتهاب منذ اشهر بعدما صدم بقدمه حجرا صلدا .

ويعزو نشطاء رياضيون انتشار كرة قدم الشوارع إلى الإهمال في تهيئة المساحات الخضراء المخصصة لكرة القدم .

ويرى قاسم الفراتي وهو لاعب كرة قدم سابق ان كل الحكومات عجزت عن توفير ذلك رغم أنها تتمتع بإمكانيات من ناحية توفر الأرض ، و إكسائها بالحشيش الأخضر .
ويتابع : إدامتها لن تتطلب كلفا كثيرا ، فلا تحتاج سوى إلى السقي بين الحين والآخر .

و تتميز اغلب الأحياء في مدن العراق بوجود فريق لكل حي يقيم المباريات مع فرق الأحياء الأخرى.

ويضطر أديب عبد الرزاق رئيس فريق السهم الشعبي الى اللعب في الشارع الرئيس حيث أقفلته الحواجز بوجه السيارات .

وبسبب انهيار الأبنية التحتية للمنشآت الرياضية في العراق لاسيما كرة القدم ، ينشأ جيل من شباب رياضي في الشوارع والأحياء، ما يفقده الكثير من طاقته وكفاءته .